أعيد توطين نعمات خان، البالغ من العمر 24 عاما، الطالب الجامعي في منطقة روالبندي شرقي باكستان، في باكستان كلاجئ أفغاني مُسجّل مع عائلته. وعلى مدى السنوات التي شهد فيها وطنه الأم، يمر بتقلبات صعودا وهبوطا، يأمل أن تعمل السلطة الجديدة على إنهاء معاناة الشعب الأفغاني. قال خان في حديث مع ((شينخوا)) "لقد عانت أفغانستان كثيرا خلال الـ20 عاما الماضية، لكنني آمل أن تتخذ طالبان خطوات جيدة لإنهاء مخاوف الناس. يجب أن تفكر في خلق فرص عمل لتقديم الدعم المالي للناس الذين يعانون من ضائقة مالية والعمل على تحسين القانون والنظام فى البلاد". وقال إنه سيتعين على السلطة الجديدة أن تواجه العديد من التحديات، لكن على طالبان أن تدرك أن الشعب الأفغاني قد عانى كثيرا منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان، والآن يريد أن يتنفس الصعداء. لذلك، عليها (طالبان) منحه الوقت للتكيف مع القوانين الجديدة. يعتقد خبراء باكستانيون أن الانسحاب غير المسؤول والمتسرع للقوات الأمريكية من أفغانستان لم يجعل الأمور صعبة على الشعب الأفغاني فحسب، بل خلق أيضا أزمة لاجئين من خلال تشريد أكثر من نصف مليون أفغاني. قالت وزيرة الخارجية الباكستانية السابقة هينا رباني خار، لـ((شينخوا)) "يتعين على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولية اللاجئين وتقدم لهم الدعم المالي من أجل أن تزيل إلى حد ما، الفوضى التي أحدثتها. وعليها أن تدرك سبب معاناة الناس". يعيش حوالي 2.7 مليون لاجئ أفغاني في باكستان منذ عقود، وقد ولد بعضهم فيها ولم يزوروا أفغانستان أبدا، لكنهم مثل آبائهم يريدون أيضا أن يروا أفغانستان تنعم بالسلام والازدهار. ظاهر خان، لاجئ أفغاني مولود في باكستان، يعمل سائق سيارة أجرة في إسلام آباد. يعيش في مخيم للاجئين في ضواحي العاصمة، وكغيره من الناس في المخيم، يأمل أيضا أن تحقق طالبان الانسجام والانفتاح للانضمام إلى صفوف البلدان الحديثة في العالم. قال في حديث لـ((شينخوا)) "نأمل جميعا أن يتحسن الوضع. ويتم فتح جميع المدارس والكليات. لدينا آمال في طالبان بأن تتمكن الفتيات من الذهاب إلى المدارس. ويتم السماح للإناث بأداء وظائفهن وواجباتهن، في ظل قوانين الشريعة الإسلامية، كما تدعي طالبان". يرى خبراء باكستانيون أنه نظرا للطبيعة المتعددة الأعراق للمجتمع الأفغاني، فمن الضروري أن تشكل طالبان حكومة شاملة مع تمثيل من جميع المجموعات. قال رستم شاه مهمند، دبلوماسي سابق وخبير سياسة باكستاني، إن طالبان جاءت مع سلطة مطلقة هذه المرة. لقد سيطرت على كابول دون أي عنف وتحاول الآن حل قضية بانجشير التي تعني المقاومة، من خلال المحادثات. و"هذا جدير بالإشادة". وأضاف أنه "من أجل سلام مستدام في أفغانستان، يتعين على طالبان أيضا إقامة هيكل سياسي شامل مع تمثيل مناسب لجميع المجموعات العرقية، إلى جانب العمل على الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليم وغيرها من المشاريع لتحسين حياة الشعب الأفغاني". ومنذ أن بدأت القوات الأمريكية الانسحاب من أفغانستان في الأول من مايو، كانت طالبان تتقدم بسرعة في ساحات المعارك. وخلال الأسبوعين الماضيين، سيطرت الجماعة على معظم أنحاء أفغانستان، بما فيها العاصمة كابول.
مشاركة :