الشعب الإيراني مستعد لدفع ثمن إسقاط «الملالي»

  • 8/24/2021
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من مساعي النظام الإيراني لامتلاك «القنبلة النووية» لتهديد الأمن والسلم الدوليين، مشددا في حواره مع «اليوم» على أن الملالي اختاروا السفاح «إبراهيم رئيسي» لقدرته على القمع الداخلي، إذ يعد من العناصر المعروفة بالتعطش للدماء، فضلا عن أنه الأكثر ولاء وطاعة لتنفيذ المخططات الإرهابية الإيرانية بالخارج.وأشار محدثين إلى الغليان في الشارع الإيراني وبلوغه درجة قاربت الانفجار وأن استمرار الانتفاضة يظهر أن الشعب الإيراني اتخذ قراره بإسقاط هذا النظام ومستعد لدفع الثمن، مشيدا بدور منظمة «مجاهدي خلق» في النضال ضد الملالي وكشف جرائمهم ودعم خيارات الإيرانيين في استعادة حريتهم بعد أعوام من القمع.. فإلى نص الحوار:لماذا أصر نظام الملالي على نجاح «رئيسي» القاتل والمتعطش للدماء في الانتخابات الرئاسية؟كانت الانتخابات في إيران خلال حكم الملالي مجرد مسرحية، إذ إن غالبية الشعب لم يشارك فيها، والرئاسية الأخيرة كانت مختلفة عن الماضي، وكان نطاق المقاطعة أوسع بكثير، حيث قاطعها أكثر من 90 % من الشعب.الحقيقة هي أنه منذ ديسمبر 2017، قامت عدة انتفاضات شعبية في إيران، وغطت انتفاضتا يناير 2018 ونوفمبر 2019 البلاد بأكملها وهزت أركان نظام الملالي، مع استمرار هذا الوضع الثوري والشعور بالخطر على وجود النظام، لم يعد أمام خامنئي خيار سوى تقليصه وقمعه قدر الإمكان، وللقيام بذلك، يجب أولاً سد الثغرات داخل النظام، فأوقف مناورة الانفتاح على الغرب، واضطر أخيرا إلى تعيين رئيسي الذي يثق به بسبب سجله الإجرامي، من أجل توحيد نظامه وترسيخ بقائه، في الواقع، رئيسي ليس فقط من أكبر جزاري خامنئي، بل هو أيضًا شخص اجتاز اختبار الولاء للنظام وولاية الفقيه من خلال مشاركته الفعالة في مذبحة 30 ألف سجين سياسي في إيران عام 1988، أكثر من 90 % منهم من «مجاهدي خلق»، لهذا السبب، كان الشخص الوحيد الذي يثق به خامنئي في المرحلة القادمة.وفي الواقع، من خلال تعيين رئيسي، لم يتبن خامنئي فقط ترتيبًا حربيًا وقمعيًا جديدًا في مواجهة الانتفاضات في إيران، بل منح نفسه أيضًا يدًا أكثر طولًا في البرامج النووية والصاروخية واستبدل قاسم سليماني في الحرب الإقليمية والمغامرات دولية.- كيف يمكن الضغط على المجتمع الدولي لرفض الاعتراف بالقاتل إبراهيم رئيسي ومنعه من الانضمام إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ وما احتمالية إجراء تحقيق دولي؟قلنا للمجتمع الدولي، بما في ذلك الحكومات الغربية والمنطقة، إن رئيسي مجرم. بسبب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في عام 1988، وبصفته أحد كبار المسؤولين القضائيين في النظام على مدى العقود الأربعة الماضية، فقد لعب دورًا أساسيا في إعدام وقتل أبناء الشعب الإيراني.دعا الأمين العام لمنظمة العفو الدولية والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بإيران الشهر الماضي إلى إجراء تحقيق مستقل في دعاوى إعدام الحكومة لآلاف السجناء السياسيين في عام 1988 ودور إبراهيم رئيسي كنائب للمدعي العام في طهران أثناء تلك المذبحة.والنتيجة أنه لا مجال للشك بوقوع المذبحة ودور رئيسي المباشر فيها، المهم هو أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عملية نعتقد أن ذلك ممكنًا الآن أكثر من أي وقت مضى، وقد ظهر ذلك جليًا خلال التجمع الدولي الكبير للمقاومة الإيرانية في الفترة من 10 إلى 12 يوليو المضي، حيث دعا رئيس الوزراء السلوفيني إلى إجراء تحقيق مستقل في المذبحة، في حين دعا العديد من المشاركين إلى تحقيق يبين على وجه الخصوص دور رئيسي في هذه القضية، وتخوف نظام الملالي وردة فعله تثبت هذه الحقائق.- كيف كان المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية؟ وما التوصيات والمطالب التي حملها؟كان لمؤتمر إيران الحرة السنوي، تداعيات سياسية واجتماعية كبيرة. انعقد واستمر ثلاثة أيام، عبر الإنترنت في تجمع «أشرف 3» بألبانيا، بمشاركة إيرانيين وأنصار المقاومة من أكثر من 50 ألف موقع بـ 105 دول، وفي نفس الوقت الذي بدأ فيه التجمع الدولي لـ«إيران الحرة»، تظاهر آلاف الإيرانيين بساحة براندنبورغ في برلين، وفي 16 عاصمة ومدينة رئيسية، بما في ذلك باريس وواشنطن ولندن وأمستردام وستوكهولم وأوسلو وفيينا وروما وجنيف، بوقت واحد وفي اتصال مباشر مع مؤتمر «إيران الحرة».كانت النقطة المميزة تعبير الشباب الثائرين عن تضامنهم مع المؤتمر وأكدوا استعدادهم للإطاحة بديكتاتورية الملالي، ثم تحدث عدد من أعضاء معاقل الانتفاضة مباشرة كما حضر الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، ورئيس وزراء سلوفينيا، يانس يانشا، ودانا برازيل، الرئيس السابق للحزب الديمقراطي، وستيفن هاربر، رئيس وزراء كندا السابق، وعشرات أعضاء «الشيوخ والكونغرس» الأمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أبرزهم السناتور بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ؛ والسناتوران روي بلانت وتيد كروز؛ ووزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وبولندا؛ ورئيس أكبر حزب أوروبي وألقوا كلمات خلال المؤتمر.كان تركيز المتحدثين بشكل أساسي على ثلاث نقاط؛ أولها هو دور رئيسي بصفته جلاد عام 1988 وضرورة فتح تحقيق معه ومحاكمته ومعاقبته، والآخر هو نهاية لعبة المحافظين والإصلاحيين على الساحة الدولية، والثالث ضرورة إسقاط النظام ودعم البديل وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والرئيسة مريم رجوي.لخصت السيدة رجوي مطالب الشعب والمقاومة الإيرانية في كلمتها خلال المؤتمر بثلاث كلمات: الحرية والديمقراطية والمساواة، ودعت المجتمع الدولي إلى الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام وتقديم خامنئي ورئيسي إلى العدالة.- وكيف ترون جهود منظمة مجاهدي خلق لكشف جرائم الملالي من داخل إيران؟إن فضح جرائم الملالي حول العالم عمل منسق ووثيق وقد بدأ منذ بداية نظام الملالي في عهد الخميني.كشفت منظمة مجاهدي خلق، داخل البلاد وخارجها، عن جرائم هذا النظام والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل الملالي، ونتيجة لهذه الأنشطة، يمكن الإشارة على وجه التحديد إلى اعتماد سبعة وستين قرارًا من قبل الأمم المتحدة تدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.أيضا في سياق الحديث عن مجزرة السجناء عام 1988 يجب أن نذكر حركة تسمى «العدالة» وأطلقتها المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي لإيصال صوت أهل الضحايا وتقديم الجناة والمسؤولين إلى العدالة.أثيرت هذه القضية أخيرًا في 2017 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تناول المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في إيران، أثناء تقديم تقريره نصف السنوي إلى اجتماع اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، مسألة مجزرة عام 1988، وأعلنت الأمم المتحدة أن «الأمين العام يشعر بالقلق إزاء الصعوبات التي يعانيها أسر الضحايا في الحصول على معلومات حول تلك الأحداث إضافةً إلى المضايقات التي تلحق بكل من يسعى للحصول على مزيد من المعلومات حولها».ومثال على ذلك المحكمة السويدية التي اعتقلت أحد مرتكبي مجزرة 1988، ومعظم المدعين والشهود في هذه القضية من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الذين كانوا متواجدين في سجن جوهردشت أثناء المجزرة أو أولئك الذين أُعدم أقاربهم من الدرجة الأولى في ذلك السجن أثناء المذبحة.وفي هذه المحكمة، تم ذكر اسم رئيسي عدة مرات ووصفه كشخص لعب دورًا أساسيًا في المجزرة، الآن بعد أن تم تعيين رئيسي أحد كبار مرتكبي هذه المجزرة رئيسًا للنظام،، تدعو هيئات حقوق الإنسان الدولية المعتبرة، بما في ذلك المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بأوضاع حقوق الإنسان في إيران، ومنظمة العفو الدولية والعديد من خبراء حقوق الإنسان البارزين في العالم، إلى إجراء تحقيق دولي في مذبحة 1988 ودور رئيسي فيها باعتبارها جريمة ضد الإنسانية.هناك أزمات تعصف بالنظام الإيراني وآخرها أزمة المياه، هل هناك بوادر انتفاضة شعبية جديدة؟المجتمع الإيراني ملتهب أكثر من أي وقت مضى وفي الأشهر الأخيرة، بدأت سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات على مستوى البلاد من قبل المحرومين وذوي الدخل المنخفض، فيما وصل الضغط الاقتصادي بسبب تفشي الفساد للملالي إلى مستوى أدى إلى غياب المواد الغذائية الأساسية عن الموائد؛ فيروس كورونا منتشر في إيران هذه الأيام ونحن نتحدث عن «تسونامي كورونا» في إيران وعدد الضحايا مذهل، وكل الناس يعتبرون خامنئي الجاني الرئيسي الذي أصدر الأمر بحظر استيراد اللقاحات في إيران.بين 10 و 19 أغسطس، توفي حوالي 17000 شخص في إيران بسبب كورونا وأدى هذا الوضع إلى غضب وكراهية شعبية للنظام ككل، أكثر منها بعد انتفاضة 2019؛ أدى تصاعد الاحتجاجات والإضرابات في جميع أنحاء البلاد، على هذا النطاق الواسع، إلى دق ناقوس الخطر على نحو متزايد لانتفاضة كبيرة ونارية.قبل عدة أسابيع، اندلعت انتفاضة واحتجاجات جماهيرية في الأحواز ومختلف مدن خوزستان، خاصة بين مواطنينا العرب بسبب نقص المياه، حظيت هذه الانتفاضة بسرعة بالدعم من قبل سكان المناطق الأخرى، من طهران إلى تبريز ومشهد، وقُتل ما لا يقل عن 12 متظاهراً على أيدي القوات القمعية، وأصيب عدد أكبر واعتقل المئات، وعلى الرغم من هذا، فإن استمرار هذه الانتفاضة يظهر أن الشعب اتخذ قراره بإسقاط هذا النظام ومستعد لدفع الثمن.- ما الخطوات التي ترونها ضرورية لوضع حد لظلم الملالي من قمع المعارضة وتكميم أفواه المعارضين له وقتل أعضاء منظمة مجاهدي خلق؟تعتبر المقاومة الإيرانية الحل الأساسي لإنهاء الأزمات التي يعاني منها الشعب الإيراني واضطهاد الملالي هو تغيير النظام وإسقاطه.تم تشكيل معاقل الانتفاضة في جميع أنحاء إيران لمواصلة الانتفاضة وتحقيق هدف الإطاحة بالنظام في نهاية المطاف، وعلى الرغم من محاولة النظام القضاء عليهم، إلا أنهم يتزايدون ويتوسعون يومًا بعد يوم والآن هم في جميع أنحاء إيران.- ما الذي يمكن توقعه لحل الأزمة النووية بعد تولي رئيسي منصبه؟ وهل سيستمر الملالي في السعي للحصول على القنبلة النووية؟أعتقد أن خامنئي قد أجاب بالفعل عن هذا السؤال، في لقائه الأخير مع روحاني وحكومته، أخبرهم، بنوع من الإهانة، أن أهم تجربة لهذه الحكومة هي أنه لا ينبغي الوثوق بالغرب، وقال رئيسي في أول مؤتمر صحفي له: إن برامج النظام الصاروخية والتدخلات الإقليمية غير قابلة للتفاوض.وفي الواقع، اختار خامنئي رئيسي لهدفين، الأول هو الوقوف في وجه الانتفاضة، وثانيًا، احتكار السياسة الخارجية، أي التصرف كما يحلو له في المفاوضات النووية، بمعنى آخر، يجب ألا تكون هناك معارضة له داخل النظام.

مشاركة :