بعد منطقة الجوف، اقتحمت منطقة تبوك عالم زراعة الزيتون، الذي يُطلِق عليه البعض اسم «الذهب الأخضر»!. والذي يزور تبوك سيُذهَل مِن ضخامة مزارع الزيتون، ومِن عدد أشجارها الذي ربّما تجاوز المليون، متفوّقًا على نظيره في بعض الدول التي اُشْتُهِرت بزراعة الزيتون منذ قديم الزمان!. أنا أفتخر باقتحامنا لعالم هذه الزراعة، غير أنني أؤمن أنها غير عاجلة، وغير هامّة بالنسبة لنا الآن، فالمُستورَد من الزيتون وفير ورخيص، فضلاً عن تفضيل معظمنا للمستورَد ذي الجودة العالية على حساب المُنتج المحلي!. وما أدراكم أنّ زراعة الزيتون ستُخسّرنا كثيرًا؟ لاستهلاكها للكثير من المياه الجوفية غير المتجدّدة، ونحن لم نُعوّض خسائرنا الهائلة من المياه الجوفية جرّاء زراعة القمح، وعلف الماشية، واكتشافنا متأخّرًا أنّ استيرادهما أفضل وأوفر، فلا نُلدغ من نفس الجُحر ٣ مرّات، وأرجو ألّا ننسى أننا من البلاد ذات الأمطار الأقل في العالم. ومزارع الزيتون في منطقة تبوك تقع على أراضٍ كبيرة تمتدّ مساحتها لعشرات الكيلومترات المربّعة، وكنت أتمنّى استغلال أراضيها لحل مشكلات الإسكان للمواطن العادي، فتوفير أرض، وبيت له أهمّ عنده من زراعة زيتون محلّي له، واسألوه إن لم تكونوا لي من المُصَدِّقين!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنها لا تطالب بإيقاف هذه الزراعة، بل بالتوازن المدروس فيها، وبألاَّ نقلّد الدول الأخرى ليُقال إننا نزرع الزيتون، وألاَّ نتوسّع في أوجه التنمية غير العاجلة، وغير الهامّة لنا، وأن نوجّه رساميل المال لمكانها الصحيح، والصحيح فقط!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :