لا أريد 1650 مليون ريال!! | طلال القشقري

  • 5/18/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

أعجبني مزارع بريطاني اسمه «روبرت ويسلي»، لرفضه بيع أرضه الخضراء في الريف البريطاني لشركة تطوير عقاري، مقابل 275 مليون جنيه إسترليني، حوالى 1650 مليون ريال سعودي!. وسبب رفضه هو أنه لا يريد المساهمة في تصحّر الأرض وحرمان الناس من التمتّع بخُضرتها، رافضًا بذلك المال الوفير الذي يسيل له اللعاب!. هذا درْس وطني منه قد عبَّر إلينا من وراء القفاري والبحار، خصوصًا لبعضنا في منتجعاتنا السياحية، مثل الهدا والشفا في الطائف، والسودة والقرعاء في عسير، وغيرها، ممّن باعوا في الماضي بساتينهم الجميلة لعقاريين حوّلوها إلى غابات خرسانية مُوحِشة، بقصد التربّح المادي لا غير، وليته كان تربُّحًا كبيرًا، مُتجاهلين أنّ البساتين تراث من الآباء والأجداد يستحقّ المحافظة عليه، وأنه بالإمكان إنشاء مشروعات عقارية جنبًا إلى جنبها دون إزالتها من الوجود، وقد ساهمت البلديات في هذا التصحّر الـمُوحِش بعشوائية تخطيطها ونظرتها القصيرة لا البعيدة للأمور، كما لم تكترث جهات المياه بالأمر فلم تتعاون فيما بينها لتوفير المياه اللازمة لتعزيز فرص الحياة للبساتين!. هذا الروبرت ويسلي، وفي حبّه للناس، يُعطي درْسًا وطنيًا آخر من وجهٍ آخر لهوامير الأراضي الذين يُشبّكونها لسنوات بالسياج المُوحِش، ويحولون دون استنفاع الناس بها، متربّصين للوقت المناسب لهم، الذي يبيعونها فيه بأفحش الأسعار لمن أمنية حياتهم فقط هي شراء أرض وبناؤها بالقروض والديون، والحمد لله الذي صدر قرار بفرض رسومٍ عليها، وينتظر الناس التأثير الإيجابي للقرار بشغفٍ شديد. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ الوطنية ليست كلمات تُباع وتُشترى، بل أفعال وتضحية وإيثار من المواطن الثري لأبناء الوطن، خصوصًا الفقراء ومحدودي الدخل. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :