أيها الملحد: هل رأيت عقلك؟!

  • 8/29/2021
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أيها‭ ‬الملحد‭: ‬هل‭ ‬رأيت‭ ‬عقلك؟‭! ‬هل‭ ‬أدركته‭ ‬بحواسك‭ ‬الخمس،‭ ‬هل‭ ‬شممته‭ ‬بأنفك،‭ ‬هل‭ ‬سمعته‭ ‬باذنك،‭ ‬هل‭ ‬ذقته‭ ‬بلسانك؟‭! ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬لم‭ ‬تدركه‭ ‬بواحدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحواس‭,‬‭ ‬فكيف‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬لك‭ ‬عقلًا‭ ‬يميزك‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬المخلوقات‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬عقل‭ ‬ولا‭ ‬ادراك؟‭ ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬عقلك‭,‬‭ ‬ولَم‭ ‬تدركه‭ ‬بأية‭ ‬حاسة‭ ‬من‭ ‬حواسك‭ ‬الخمس‭,‬‭ ‬فهل‭ ‬تقضي‭ ‬وتحكم‭ ‬بعدم‭ ‬وجوده‭,‬‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬وسيلة‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الحواس‭ ‬الخمس‭ ‬أدركت‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬لك‭ ‬عقلًا‭ ‬راشدًا‭ ‬تختار‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬البدائل‭,‬‭ ‬وتميز‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬الضار‭ ‬والنافع‭,‬‭ ‬وبين‭ ‬الشر‭ ‬والخير‭,‬‭ ‬وهذه‭ ‬الوسيلة‭ ‬لا‭ ‬تخطئ‭ ‬في‭ ‬حكمها‭,‬‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أقضيتها‭.‬ إذًا‭,‬‭ ‬فأنت‭ ‬لم‭ ‬تدرك‭ ‬بحواسك‭ ‬الخمس‭ ‬أن‭ ‬لك‭ ‬عقلًا‭ ‬يدرك‭,‬‭ ‬ويختار‭ ‬بين‭ ‬البدائل‭,‬‭ ‬بل‭ ‬أدركت‭ ‬ذلك‭ ‬بآثاره‭,‬‭ ‬وتجلياته‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬مخلوقًا‭ ‬من‭ ‬مخلوقات‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تدركه‭ ‬بحواسك‭ ‬الخمس‭,‬‭ ‬ولا‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬بوسائلك‭ ‬المحدودة‭,‬‭ ‬فكيف‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬واجب‭ ‬الوجود‭ ‬سبحانه‭,‬‭ ‬الحي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يموت‭,‬‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الملك‭ ‬والملكوت‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭,‬‭ ‬وتقدست‭ ‬أسماؤه‭ ‬وصفاته‭,‬‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬هو‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭,‬‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬نبي‭ ‬من‭ ‬أولي‭ ‬العزم‭ ‬من‭ ‬الرسل‭ ‬عليهم‭ ‬صلوات‭ ‬من‭ ‬ربهم‭ ‬ورحمة‭ ‬يتعرض‭ ‬لدرس‭ ‬عظيم‭,‬‭ ‬ولتجربة‭ ‬شديدة‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬عليه‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬أدركته‭ ‬عناية‭ ‬الله‭ ‬ورحمته‭,‬‭ ‬إنه‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬سأل‭ ‬ربه‭ ‬أن‭ ‬يريه‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭,‬‭ ‬فلم‭ ‬يحقق‭ ‬له‭ ‬رجاءه‭ ‬رحمة‭ ‬به‭,‬‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬ولما‭ ‬جاء‭ ‬موسى‭ ‬لميقاتنا‭ ‬وكلمه‭ ‬ربه‭ ‬قال‭ ‬رب‭ ‬أرني‭ ‬أنظر‭ ‬إليك‭ ‬قال‭ ‬لن‭ ‬تراني‭ ‬ولكن‭ ‬انظر‭ ‬إلى‭ ‬الجبل‭ ‬فإن‭ ‬استقر‭ ‬مكانه‭ ‬فسوف‭ ‬تراني‭ ‬فلما‭ ‬تجلى‭ ‬ربه‭ ‬للجبل‭ ‬جعله‭ ‬دكا‭ ‬وخر‭ ‬موسى‭ ‬صعقا‭ ‬فلما‭ ‬أفاق‭ ‬قال‭ ‬سبحانك‭ ‬تبت‭ ‬إليك‭ ‬وأنا‭ ‬أول‭ ‬المؤمنين‮»‬‭ (‬الأعراف‭ : ‬143‭).‬ لم‭ ‬يستطع‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬رؤية‭ ‬الجبل‭ ‬المتجلي‭ ‬عليه‭,‬‭ ‬فكيف‭ ‬يتحمل‭ ‬المُتَجَلي‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى؟‭!‬ إن‭ ‬حواسك‭ ‬الخمس‭ ‬أيها‭ ‬الملحد‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬إدراكك‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لها‭ ‬حدٌ‭ ‬تقف‭ ‬عنده‭ ‬ولا‭ ‬تتعداه‭,‬‭ ‬فالعين‭ ‬مثلًا‭ ‬لها‭ ‬حدٌ‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تجاوزه‭ ‬وإن‭ ‬أرادت‭,‬‭ ‬والأذن‭ ‬كذلك‭ ‬لا‭ ‬تقوى‭ ‬على‭ ‬سماع‭ ‬صوت‭ ‬أعلى‭ ‬ولا‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬إمكانها‭,‬‭ ‬وكذلك‭ ‬جميع‭ ‬الحواس‭,‬‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬العقل‭ ‬مهما‭ ‬سما‭ ‬وبلغ‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإدراك‭ ‬له‭ ‬حد‭ ‬لا‭ ‬يتجاوزه‭,‬‭ ‬فمجاله‭ ‬التعقل‭ ‬ولا‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬التصور‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬صاحبه‭ ‬عالمًا‭ ‬أو‭ ‬ذكيًا‭,‬‭ ‬ولقد‭ ‬ضرب‭ ‬العلامة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬متولي‭ ‬الشعراوي‭ ‬لنا‭ ‬مثلًا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭,‬‭ ‬فقال‭: ‬لًو‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬محكمة‭ ‬الإغلاق‭ ‬وسمعنا‭ ‬طرقًا‭ ‬بالباب‭,‬‭ ‬فكلنا‭ ‬نتعقل‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طارقًا‭ ‬بالباب‭,‬‭ ‬فإذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬الطارق‭,‬‭ ‬وماذا‭ ‬يريد‭,‬‭ ‬فإننا‭ ‬سوف‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬التصور‭,‬‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬العقل‭,‬‭ ‬فسيقول‭ ‬واحد‭: ‬إنه‭ ‬صديق‭ ‬صاحب‭ ‬البيت‭,‬‭ ‬ويقول‭ ‬ثانٍ‭ : ‬إنه‭ ‬ساعي‭ ‬البريد‭,‬‭ ‬ويقول‭ ‬ثالث‭: ‬إنه‭ ‬أحد‭ ‬أقارب‭ ‬صاحب‭ ‬البيت‭,‬‭ ‬وسوف‭ ‬نختلف‭ ‬ولو‭ ‬وقفنا‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬التعقل‭ ‬لاتفقنا‭,‬‭ ‬كذلك‭ ‬توصل‭ ‬العلماء‭ ‬بعد‭ ‬بحوثهم‭ ‬الطويلة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لهذا‭ ‬الوجود‭ ‬من‭ ‬إله‭ ‬ينظم‭ ‬حركته‭,‬‭ ‬ويحفظ‭ ‬توازنه‭,‬‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لهذا‭ ‬الإله‭ ‬جميع‭ ‬الكمالات‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬غيره‭,‬‭ ‬ولكن‭ ‬غيره‭ ‬محتاج‭ ‬إليه‭,‬‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬ومن‭ ‬جاهد‭ ‬فإنما‭ ‬يجاهد‭ ‬لنفسه‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬لغني‭ ‬عن‭ ‬العالمين‮»‬‭ (‬العنكبوت‭. : ‬6‭).‬ وهو‭ ‬سبحانه‭ ‬لا‭ ‬تدركه‭ ‬الأبصار‭ ‬وهو‭ ‬يدركها‭ ‬لأنه‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭ ‬لطيف‭ ‬خبير‭,‬‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تدركه‭ ‬الأبصار‭ ‬وهو‭ ‬يدرك‭ ‬الأبصار‭ ‬وهو‭ ‬اللطيف‭ ‬الخبير‮»‬‭ (‬الأنعام‭ : ‬103‭)‬‭,‬‭ ‬لهذا‭ ‬عندما‭ ‬دخل‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وصاحبه‭ ‬أبوبكر‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬الغار‭ ‬ليلة‭ ‬الهجرة‭ ‬خشي‭ ‬أبوبكر‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬الكفار‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬وينالون‭ ‬منه‭,‬‭ ‬فطمأنه‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بقوله‭ : ‬يا‭ ‬أبابكر‭ ‬ما‭ ‬ظنك‭ ‬باثنين‭ ‬الله‭ ‬ثالثهما‭ ‬يا‭ ‬أبابكر‭ ‬لا‭ ‬تحزن‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬معنا‭,‬‭ ‬عندها‭ ‬نزل‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬إلا‭ ‬تنصروه‭ ‬فقد‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬إذ‭ ‬أخرجه‭ ‬الذين‭ ‬كفروا‭ ‬ثاني‭ ‬اثنين‭ ‬إذ‭ ‬هما‭ ‬في‭ ‬الغار‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬لصاحبه‭ ‬لا‭ ‬تحزن‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬معنا‭ ‬فأنزل‭ ‬الله‭ ‬سكينته‭ ‬عليه‭ ‬وأيده‭ ‬بجنود‭ ‬لم‭ ‬تروها‭ ‬وجعل‭ ‬كلمة‭ ‬الذين‭ ‬كفروا‭ ‬السفلى‭ ‬وكلمة‭ ‬الله‭ ‬هي‭ ‬العليا‭ ‬والله‭ ‬عزيز‭ ‬حكيم‮»‬‭ (‬التوبة‭ : ‬40‭)‬‭,‬‭ ‬وقال‭ ‬العلامة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬متولي‭ ‬الشعراوي‭: ‬إن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لا‭ ‬تدركه‭ ‬الأبصار‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬معيته‭ ‬سبحانه‭ ‬لا‭ ‬تدركه‭ ‬الأبصار‭,‬‭ ‬ولهذا‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬الكفار‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وصاحبه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مكانهما‭ ‬أقرب‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬شراك‭ ‬نعلهم‭.‬ إن‭ ‬إلهنا‭ ‬الذي‭ ‬نعبده‭ ‬ولا‭ ‬نعبد‭ ‬سواه‭,‬‭ ‬ونوحده‭ ‬ولا‭ ‬نشرك‭ ‬به‭ ‬شيئا‭ ‬بخلاف‭ ‬إلهك‭ ‬أيها‭ ‬الملحد‭,‬‭ ‬فأنت‭ ‬تعبد‭ ‬الطبيعة‭,‬‭ ‬وتعبد‭ ‬الأصنام‭ ‬من‭ ‬البشر‭,‬‭ ‬والشجر‭,‬‭ ‬والحجر‭ ‬لأن‭ ‬إلهك‭ ‬الذي‭ ‬تعبده‭,‬‭ ‬وتتولاه‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬لأن‭ ‬وسائل‭ ‬إدراكك‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬الترقي‭ ‬لبلوغ‭ ‬المرتبة‭ ‬التي‭ ‬بلغها‭ ‬المؤمنون‭ ‬بإله‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬شريك‭ ‬له‭ ‬اتصف‭ ‬بجميع‭ ‬الكمالات‭ ‬التي‭ ‬للإله‭ ‬الحق‭.‬ إن‭ ‬آلهة‭ ‬الرومان‭ ‬والفرس‭ ‬واليونان‭ ‬آلهة‭ ‬متعددة‭,‬‭ ‬فلهم‭ ‬إله‭ ‬للخصب‭,‬‭ ‬وإله‭ ‬للشر‭,‬‭ ‬وإله‭ ‬للخير‭,‬‭ ‬ورابع‭ ‬للجمال‭,‬‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الآلًهة‭ ‬المدعاة‭ ‬أما‭ ‬المؤمنون‭ ‬برسالة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭,‬‭ ‬فهو‭ ‬إله‭ ‬واحد‭ ‬فرد‭ ‬صمد‭ ‬لم‭ ‬يلد‭ ‬ولَم‭ ‬يولد‭,‬‭ ‬ولَم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬كفوًا‭ ‬أحد‭ ‬سبحانه‭.‬ هذا‭ ‬هو‭ ‬إلهنا‭ ‬الحق‭,‬‭ ‬الواحد‭ ‬الأحد‭,‬‭ ‬الحي‭ ‬القيوم‭,‬‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تأخذه‭ ‬سنة‭ ‬ولا‭ ‬نوم‭,‬‭ ‬وهو‭ ‬يمسك‭ ‬السماء‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬إلا‭ ‬بإذنه‭,‬‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬والشمس‭ ‬تجري‭ ‬لمستقر‭ ‬لها‭ ‬ذلك‭ ‬تقدير‭ ‬العزيز‭ ‬العليم‭(‬38‭) ‬والقمر‭ ‬قدرناه‭ ‬منازل‭ ‬حتى‭ ‬عاد‭ ‬كالعرجون‭ ‬القديم‭(‬39‭) ‬لا‭ ‬الشمس‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬القمر‭ ‬ولا‭ ‬الليل‭ ‬سابق‭ ‬النهار‭ ‬وكل‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬يسبحون‮»‬‭ (‬40‭) (‬سورة‭ ‬يس‭).‬ إنها‭ ‬سنن‭ ‬مؤكدة‭ ‬لا‭ ‬تضطرب‭ ‬أبدًا‭,‬‭ ‬للشمس‭ ‬فلك‭ ‬تجري‭ ‬فيه‭,‬‭ ‬وللقمر‭ ‬فلك‭ ‬يجري‭ ‬فيه‭ ‬والكل‭ ‬يسبح‭ ‬بقدر‭ ‬معلوم‭,‬‭ ‬وباتزان‭ ‬موزون‭,‬‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬الإله‭ ‬الذي‭ ‬نعبده‭ ‬يجري‭ ‬عليه‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الخلق‭ ‬من‭ ‬نقص‭ - ‬تعالى‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬علوًا‭ ‬كبيرا‭ - ‬لسقطت‭ ‬السموات‭ ‬علينا‭ ‬كسفًا‭ ‬ولدمرتنا‭ ‬تدميرا‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لأمم‭ ‬قبلنا‭,‬‭ ‬مثل‭ : ‬قوم‭ ‬نوح‭ ‬وهود‭ ‬وصالح‭,‬‭ ‬ولوط‭ (‬على‭ ‬رسولنا‭ ‬وعليهم‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭).‬ وسؤال‭ ‬أخير‭ ‬يلزم‭ ‬طرحه‭ ‬عليك‭ ‬وهو‭: ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬حي؟‭ ‬فإذا‭ ‬قلت‭: ‬نعم‭,‬‭ ‬فأسألك‭: ‬بماذا‭ ‬صرت‭ ‬حيًا‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنك‭ ‬ستقول‭: ‬بوجود‭ ‬الروح‭ ‬فيك‭,‬‭ ‬هل‭ ‬رأيت‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭,‬‭ ‬هل‭ ‬لمستها‭ ‬أو‭ ‬أدركتها‭ ‬بحواسك‭ ‬الخمس‭ ‬أم‭ ‬عرفتها‭ ‬بتجلياتها‭ ‬فيك؟

مشاركة :