الرئيس بوتفليقة يحذر من تجارب التغيير خوفًا من الفوضى

  • 10/22/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ضمنًا، مواطنيه من تجارب التغيير التي عرفتها بلدان مجاورة، وخلفت صراعات داخلية خطيرة كما هو الحال في ليبيا، ورفع الرئيس في حملة انتخابات الرئاسة، التي جرت العام الماضي، شعار «الحفاظ على الاستقرار»، ردًا على المعارضة وقطاع من وسائل الإعلام، الذين طالبوا بتغيير النظام. وقال بوتفليقة في خطاب مكتوب، نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، بمناسبة «اليوم الوطني للصحافة»، إن «الاستقرار هو الشرط الأساسي في أي بلد كان لازدهار الحريات والتقدم والرفاهية لفائدة الجميع. وهو درس استخلصته الجزائر من ماضيها القريب، درس يذكرنا كذلك بالأوضاع الأليمة التي تمر بها، ويا للأسف، بعض البلدان الشقيقة، وبأن الحفاظ على استقرار الوطن هو رهان منوط كسبه، في إطار القانون، بجميع الفاعلين، بما في ذلك أسرة الإعلام الشريفة التي تظل مثل الأمس صاحبة الدور الأساسي». ويقصد بوتفليقة بـ«استخلصت الجزائر الدرس من ماضيها القريب»، فترة الإرهاب والصراع الآيديولوجي والعسكري مع الجماعات المتطرفة. وترمز هذه الفترة إلى الفوضى والاضطراب والعنف، وغالبًا ما يلوح بها بوتفليقة والموالون له للرد على المعارضة، التي تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، بحجة أن الرئيس مريض وعاجز عن تسيير دفة الحكم. ولم يخاطب بوتفليقة الجزائريين، بصفة مباشرة، منذ ثلاث سنوات ونصف، وغالبًا ما كان يحذر في خطاباته من التغيير، وكان النموذج الليبي حاضرًا دائمًا في هذا التحذير. وترى المعارضة الجزائرية أن «التهديد بأن تكون ليبيا هي مصير الجزائر»، طرح غير موضوعي لأن تجربة التغيير في تونس، حسبها، أثبتت أن الديمقراطية والتداول على السلطة قد يكونا منتج تغيير متفق عليه بين السلطة والمعارضة. وذكر بوتفليقة في خطابه أن «تطور الصحافة في الجزائر ظهر جليًا للعيان خلال العقد الأخير في مختلف أوجه نشاطات التعبير، عبر وسائط الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة والإلكترونية، وما اقتضاه ذلك من رصد للإمكانيات المادية والمالية والتكوينية، سخرتها الدولة تجسيدًا لحق المواطن في الإعلام، المكرس دستوريا». وتابع بوتفليقة موضحًا: «إنني عملت على تمكين الصحافة الوطنية من الأدوات القانونية الكفيلة بضمان الممارسة الحرة لنشاطها، طبقًا للقواعد والضوابط المهنية المعمول بها في المجتمعات الديمقراطية، وذلك في ظل احترام أخلاقيات المهنة وآدابها السارية عبر العالم كله». كما أشار بوتفليقة إلى أن «التحديات الجديدة التي تواجه بلادنا، والتي ليست بمعزل عن التحديات التي تواجه العالم كله، تفرض على الصحافة الوطنية الارتقاء بأدائها، ومسايرة تحولات المجتمع في جميع مناحي الحياة». وأعلن الرئيس الجزائري بأنه أعطى أوامر لحكومته «بغرض استكمال المنظومة القانونية للصحافة، خصوصًا تلك المرتبطة بالضبط في مجالات الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. وإني أهيب بالمهنيين، والناشرين منهم على الخصوص، من أجل تحمل مسؤولياتهم من حيث التكوين والاستثمار في مؤسساتهم ضمانًا لديمومة التشغيل فيها». ويأتي خطاب بوتفليقة بعد أسبوعين من إغلاق قناة «الوطن» التلفزيونية الخاصة، بسبب استضافة زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المحل، مدني مزراق، الذي هدد الرئيس بألفاظ غير مسبوقة. وفي النهاية، اعتذر مزراق عما بدر منه في حق بوتفليقة، بينما استمر غلق القناة، وتم تسريح الطاقم الصحافي والفني والإداري العامل بها. وقد عد غلق «الوطن» ضربة كبيرة لحرية الإعلام في البلاد.

مشاركة :