نفى استشاري أمراض الدم وأورام الأطفال والمختص في معالجة أورام الجهاز العصبي للأطفال بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور قاسم الحربي، وجود دراسات لتقدير أعداد الأطفال المصابين بأورام الجهاز العصبي بالمنطقة الشرقية، مشيرا إلى أنه ومن خلال مراجعة المرضى للعيادات فإن عدد المراجعين للعيادات يصلون ما بين 50 - 80 حالة سنوياً وهي أقل مقارنة بالأورام الأخرى، مؤكدا على وجود عجز كبير في المتخصصين في مجال أورام الأطفال في العالم، وفي المملكة بشكل خاص حيث لا يوجد اكتفاء في مجال الطب بشكل عام، عوضا عن اكتفائه بتخصص دقيق مثل الأورام. وأضاف الحربي خلال افتتاح الملتقى السعودي الدولي الأول لأورام الجهاز العصبي للأطفال والذي يقام بفندق المرديان الخبر لمدة يومين وينظمه مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام أن أورام الجهاز العصبي للأطفال لا تعتبر من الأورام المنتشرة بشكل كبير إلا أنه ومع زيادة سكان المملكة وزيادة نسبة الأطفال في المملكة الذين يشكلون 40% من التركيبة السكانية تجعل من التركيز على هذا المرض مطلوباً ومهماً جداً لزيادة الوعي عند الأطباء العاملين في المراكز الصحية العامة. وأوضح الحربي أن بعض الدراسات تشير إلى وجود أسباب لها علاقة بالجينات المتوارثة أو ما تسمى بمتلازمة الأورام وهي تمثل ما نسبته 10%، لذلك كان مهما الحرص على اكتشاف هذه المتلازمات مبكرا لتجنب انتشاره خاصة إذا كان المرض في مراحل متأخرة، أما 90% من الاصابات فإنها لا تزال غير معلومة الأسباب. وبين أن المؤتمر ركز على أورام الجهاز العصبي لدى الأطفال، ومناقشة أحدث الطرق التشخيصية والعلاجية عن طريق العمليات الجراحية والعلاج الإشعاعي وكذلك العلاج بالعقاقير الطبية بأحدث الوسائل وأحدث التقنيات المتاحة أو الحديثة في العالم، وسلط المؤتمر الضوء على هذه الأمراض لزيادة الوعي لدى الأطباء من خارج المركز، إلى جانب زيادة المادة العلمية عند الأطباء لمواكبة التطورات في العالم. وأكد بأن هذا النوع من الأورام يحتاج إلى زيادة الدعم المالي لعلاجها مقارنة بالأمراض الشائعة التي يكون علاجها في العادة بسيطا، مشيرا إلى أن أغلب أطباء الأطفال في المراكز والمستشفيات العامة يستطيعون تشخيص أغلب الحالات إلا أنه من المهم جدا أن يقوم الأهالي بالمتابعة ومراجعة أطباء الأطفال بشكل دوري لاكتشاف المرض باكراً. وقال الحربي بأن أي ورم في الجسم تعتمد أعراضه على موقعه في الجسم، فورم الجهاز العصبي غالباً ما تكون الأعراض المصاحبة للمرض الترجيع المتكرر والصداع المستمر خاصة في أوقات الصباح الباكر بالإضافة إلى الضعف في أي حركة من حركات أعضاء الجسم، وكل هذه الأعراض تجعل الطبيب يشتبه بشكل كبير بوجود ورم في الجهاز العصبي تجبره على البحث عنها، وعندما يركز الطبيب في البحث فإنه سوف يسهل عليه اكتشاف المرض بسهولة خاصة إذا قام بعمل أشعة رنين مغناطيسي للمريض أو حتى أشعة مقطعية وهي موجودة في أغلب المراكز. ونبه الحربي إلى أن العلاج الإشعاعي لا يعد الرحلة الآمنة والخالية تماما من المضاعفات، علما بأنه بدأ بجرعات كبيرة جدا في السابق، وخففت مع مرور الوقت إلى الجرعات التي يحتاجها المريض بأقل ضرر، ومع هذا يظل العلاج الإشعاعي هو من أهم العلاجات التي تساعد على التغلب والشفاء على المرض في أغلب الأورام. ونوه بأنه عادة يكون العلاج الجراحي هو الخط الأول في أغلب الأورام وفي بعض الحالات لا يحتاج إلى العلاج الجراحي بسبب صعوبة العملية الجراحية وخطورتها مما يضطرنا إلى العلاج الإشعاعي والكيماوي. واختتم الحربي بالإشارة إلى أن الأمراض عند الأطفال تختلف من ناحية نسبة الشفاء وعلى سبيل المثال أمراض "اللوكيميا" تصل نسبة الشفاء لدى الأطفال ما بين 90- 95% في حال الكشف المبكر، مشيرا إلى أن الأورام تتميز بالانتكاسات وهذه احدى المشاكل التي يواجهونها خاصة إذا رجعت تلك الأورام أثناء العلاج وفي هذه الحالة تكون رحلة العلاج صعبة ومتعبة للمريض وعائلته.
مشاركة :