رحم الله رجل البر الصامت

  • 9/4/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا أستطيع التعبير عن وصف مشاعري، وعما جاش بخاطري الساعة الرابعة عصراً يوم الخميس الحادي عشر من شهر محرم، حينما تلقيت رسالة من خلال الجوال تفيض حزناً وألماً على فراق الفقيد الشيخ أحمد الهوشان، رحل العم أبو فهد إلى جوار ربه بعدما خلف فكراً وخلقاً وثقافة وتواضعاً، مشاعر من المحبة والتقدير لهذه القامة الباسقة كرماً وجوداً، كان -رحمه الله- محباً للتطوير في مجال الأعمال، ومنها دعمه إقامة مسابقتين معماريتين عالميتين أقامتهما شركة أساس عبر الخليج للاستثمار العقاري التابعة لشركة الهوشان القابضة، وشارك فيهما شركات استشارات هندسية عالمية من أميركا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا وتركيا ولبنان والسعودية بطبيعة الحال، المسابقة الأولى كانت لأفضل تصميم فندق خمس نجوم في الواجهة البحرية في مدينة الخبر، وفازت فيها شركة ألمانية، والثانية مشروع إنشاء شقق فاخرة في مخطط الشبيلي في الخبر، وفازت بالمركز الأول للمسابقة شركة سعودية لأفضل تصميم من بين اثنتي عشر شركة، وحفلت المسابقات بتصاميم معمارية في غاية الروعة والإتقان، وعرضت الأعمال فيما بعد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجامعة الدمام لطلبة كليات العمارة والتخطيط. وقد حظي المعرض بإقبال وترحيب من طلاب كلية العمارة والتخطيط، حيث تم توزيع كتيبات، كذلك توزيع أقراص مدمجة تشرح الأفكار الهندسية لمحبي فن العمارة الراقي، كما تم شرح الأفكار من خلال شاشة تلفزيون عملاقة في بهو الجامعة طيلة أيام المعرض، أيادي أبي فهد البيضاء -رحمه الله- كانت تصل للقاصي والداني، وأذكر أن مدير الإدارة الهندسية في شركة أساس عبر الخليج الدكتور المهندس كمال فرغلي وقبل نحو 6 سنوات تقريباً أصيب بمرض عضال، فما كان من أبي فهد إلا أن تكفل بعلاجه في الخارج وعودته للمملكة إلى أن توفاه الله، وها هو رفيق دربه يلحق به عند عزيز جواد مقتدر، رحمهم الله جميعاً، كم نحن محزونون على فراقك يا"بو فهد"، وعزاؤنا أنك خلفت الصيت الحسن والدعوات لك في جوف الليل، ومن باب اذكروا محاسن موتاكم فإني أتفاجأ أحياناً بخطاب شكر وتقدير أو تكريم من جمعيات مختلفة، فضلاً عن دعمه المتواصل -رحمه الله- للجمعيات المعنية بالفنون لا سيما الفن التشكيلي، اعتدت بعد ذلك على إضاءات مصابيح السعادة المشرقة في سماء الجود، رحمك الله يا أبا فهد، وغفر لك، وجعل كل نفس فرجت كربها تفريجاً لك، برحمتك ولطفك يا أرحم الراحمين. حرٌّ إذا جئتَه يومًا لتسألَه """ أعطاك ما ملكتْ كفَّاه واعتذرا يُخفي صنائعَه واللهُ يظهرُها """ إنَّ الجميلَ إذا أخفيته ظهرا هممت بإعلام زملائي في المكتب، وكانت الساعة نحو الرابعة والربع، وصادفت زميلاً قديماً وكان قد عمل تحت إدارة أبي فهد، وأبلغته بالخبر فتدحرجت دمعة على خده وتلتها الثانية، فاختلطت مشاعري بالعبرة، ورأيت كيف يضيق الكون برحيل الأخيار، كان -رحمه الله- كريماً متواضعاً، وفي الختام، لا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، وبارك اللهم في ذريته الشيخ فهد وأخواته الكريماتو وألهمهم الصبر والسلوان، رحم الله العم أبا فهد، وأجزل له المثوبة، وأثقل موازينه، فقد كان يسارع في الخيرات ويقضي حوائج الناس، اللهم اجعله من الفرحين بلقائك وأن تظله في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، إنك سميع مجيب.

مشاركة :