هل ينتصر الحب على الحرب في رواية 'طريق النهايات'؟

  • 9/4/2021
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل رواية "طريق النهايات رحلة الحنظل السوري من كولونيا إلى جنين" علامة على وعي أدبي مختلف للكاتب السوري علي وحيد الذي يقدمها بقيم تخييلية، وسمات أسلوبية مؤثرة. ويتحول الحب في الرواية في زمن الحروب والاحتلال إلى مجال للتساؤل والارتياب، ومصادرة للأحلام الفردية والجماعية. وتعتبر الرواية إدانة صريحة للتطرف اليهودي، ودعوة للحياة على الرغم من مرارة الحدث – القصة. ومنذ البداية يرسم علي وحيد "طريق النهايات لرحلة الحنظل السوري من كولونيا إلى جنين" للتأكيد على دور رحلة العبور" التي اختارها لبطله الحنظل السوري الآتي من بلد الحروب إلى بلد الهجرة واللجوء ألمانيا. كما يفسح له المجال لاستيعاب نماذج فكرية وهويات ثقافية وأديان وعقائد أتاحت له التفاعل مع محيطه واسكنته هوية نوعية متعالية على تصنيفات: الدين والمعتقد والجنسية، هوية "فاتنة" بقدرتها على عبور الحدود والانتماءات المغلقة، والوقوف باستمرار على حافة الحياة. في هذه الرواية التي صدرت مؤخرا عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" يقول لنا علي وحيد أن الحب العظيم يقهر كل شيء حتى الاحتلال. هذا الحنظل "السوري" المهاجر والذي التقى نصفه الآخر "الفلسطينية" في كولونيا ورأى فيها الحبّ الذي ينشد، سوف يفعل المستحيل كي يصل إلى بلدها "جنين" بناءَ على وعد قطعه على نفسه والفتاة التي يحب.  يرسم خطة محكمة بمساعدة أصدقاء ويبدأ برحلة جوية وبرية وبحرية يعبر خلالها كولونيا والسعودية والضفة الغربية وصولاً إلى جنين... ولكن جنين ليست وحدها التي سترسم للحنظل السوري "طريق النهايات"، فهناك الاستخبارات الإسرائيلية الممتدة فروعها في كل مكان، فهل سينجو الحنظل منها وينتصر الحب على العدوان والحرب أم أنها بدورها سترسم له طريقاً آخر: "طريق النهايات"؟ هذه الرواية إدانة صريحة للتطرف اليهودي، وكشف لكواليس عمل الاستخبارات "الصهيونية"، وهي أيضاً نقد لاذع لكل الدول التي تدّعي الحرية في الفكر والمساواة في الحقوق وخطابات العيش المشترك والسلام.  نقرأ رواية "طريق النهايات.. رحلة الحنظل السوري من كولونيا إلى جنين". فنرى دعوة إلى الحياة، وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف.  فمتعة هذا النص في تنويع محكياته، وألفته، وفرادته، وجرأته، نحن نتحدث هنا عن رواية يضج فيها الكلام بفيض من الفكر، ويتمتع بكثير من المصداقية والواقعية والمسؤولية.

مشاركة :