وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، أمس، المدعي العام العسكري في طرابلس مسعود ارحومة بالإسراع في التحقيقات الجارية بشأن الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات في منطقة صلاح الدين، وذلك للوقوف على الدوافع الحقيقية التي أدت لهذه الاشتباكات واتخاذ ما يلزم من الإجراءات القانونية. وأكدت وسائل إعلام محلية ليبية، أمس، أن الدبيبة أجرى مشاورات مع وزير الداخلية العميد خالد مازن، وآمري المناطق العسكرية في المنطقة الغربية، وذلك للاستماع إلى كل الأطراف حول أسباب تجدد الاشتباكات في منطقة صلاح الدين خلال الساعات الماضية. وعلمت «الاتحاد» من مصادر ليبية في طرابلس أن الاشتباكات المسلحة بين ميليشيا «جهاز عدم الاستقرار» وميليشيا «اللواء 444» قد توقفت بعد جهود بذلتها عدد من القبائل وبتدخل عدد من القيادات العسكرية في مدن المنطقة الغربية فجر أمس. وكانت وزارة الداخلية قد أكدت أن ما شهدته طرابلس من عمليات عسكرية وتبادل لإطلاق النيران من شأنه أن يمسّ سلامة الليبيين وسيكون له تبعات على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية. وأوضحت الداخلية الليبية في بيان لها، أن ما حدث من شأنه أن يقوض العملية السياسية بخلق تحديات أمنية في هذه المرحلة الحساسة، والوزارة ستعمل على حماية الليبيين، وستقوم بدورها وفق القانون وإحالة منتهكيه للعدالة، بحسب قولها. وأهابت وزارة الداخلية بكافة الأجهزة الأمنية إلى ضبط النفس والاحتكام إلى القانون وتغليب لغة العقل على لغة السلاح، مشيرة إلى أنها تتطلع للاستقرار السياسي من خلال الانتخابات المزمع عقدها في 24 ديسمبر القادم، والتي يعمل الجميع على أن تتم في موعدها دون أية عراقيل أو عقبات. بدوره، أكد السفير الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند أن الزعماء السياسيين من جميع الأطراف يتحملون مسؤولية الاتفاق الفوري على حل وسط يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، موضحاً أن «الليبيين لا يرغبون في رؤية الصراع الأهلي يتكرر وأن أفضل أمل للاستقرار يكمن في الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر». وأضاف السفير الأميركي أن الزعماء السياسيين الليبيين من جميع الأطراف يتحملون مسؤولية الاتفاق الفوري على حل وسط يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستدعمهم في هذه العملية. وفي ذات السياق، بحث عارف النايض، رئيس تكتل إحياء ليبيا، مع المبعوث الأممي الخاص لدى ليبيا يان كوبيش، سبل إنجاح إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المتفق عليه والمحدد في 24 ديسمبر المقبل، وأهمية دعم العمل الوطني للجنة «5+5»، والتأكيد على خروج كافّة القوّات الأجنبيّة والمرتزقة وتفكيك المجموعات المسلحة. كما أحاط النايض، المبعوث الخاص بمحتوى ونتائج اجتماعاته مؤخراً مع بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن وفي الاتحاد الأفريقي، والهادفة إلى دعم الاستحقاق الانتخابي في موعده.
مشاركة :