اتسعت رقعة اشتباكات بدأت أمس، بين أفراد من فصيلين مسلحين في العاصمة الليبية طرابلس إلى أن وصلت إلى حديقة عامة وسط المدينة ترتادها العائلات الطرابلسية عادة، في ظل تورط حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة.وتردد أن الاشتباكات وقعت بين أفراد من كتيبة «النواصي» و»جهاز دعم الاستقرار»، واستعملت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، وأدى قرب الاشتباك من الحديقة إلى حالة من الذعر بين العوائل والأطفال.ونشرت مواقع تواصل مقاطع فيديو تظهر تبادل النيران وهروب العائلات ولجوء بعضهم إلى بعض المقاهي التماسا للحماية، فيما أفاد شاهد عيان أن الأغلبية الذين لم يتمكنوا من الوصول لسياراتهم لجؤوا لفندق «باب البحر» القريب، مؤكدا «انتهاء الاشتباكات، وبدء إخراج العائلات بواسطة أفراد اللواء 444 قتال»، ولم يصدر أي تعليق رسمي من وزارتي الداخلية والدفاع بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.وتشهد طرابلس والمدن الليبية عموما انتشارا للكتائب المسلحة التي تحدث بين الحين والآخر اشتباكات مسلحة فيما بينها، وتكون أسبابها في الغالب راجعة لمناطق النفوذ أو الاصطفاف السياسي، أو مشاكل فردية في بعض الأحيان.ووسط حالة من الغضب، اعتبر رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري أن الاشتباكات استهتار بأرواح المواطنين من قبل مجموعات مسلحة وصفها أنها غير منضبطة.ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) أمس قوله «إن هذه الاشتباكات تحتم على المجلس الرئاسي والحكومة فتح تحقيق فوري بشأن الحادثة ونشره للرأي العام ومعاقبة المتورطين، وإلا فإننا نحملهم كامل المسؤولية عن حالة الفوضى والاستخفاف بأرواح وممتلكات المدنيين».ودعت مديرية أمن طرابلس المواطنين، الذين تعرضوا لأي أضرار نتيجة الاشتباكات، إلى التوجه لأقرب مركز شرطة أو مكتب البحث الجنائي طرابلس وذلك لغرض إثبات الواقعة سواء كانت في الأرواح أو الممتلكات العامة والخاصة لاتخاذ الإجراءات القانونية.