علي يوسف السعد يكتب: سافر معي إلى هواهين

  • 9/7/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هذا الاسم الذي فرض نفسه على خريطة السياحة العالمية، كانت زيارتها (شبهة) في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إذ كان المسافرون يخجلون من ذكر اسمها عند سفرهم لها، ويدّعون - تدليساً - بأنهم كانوا في ماليزيا القريبة أو سنغافورة الجميلة، فقد كان ذكر اسم تايلند مقروناً بالمغالطات التي ارتبطت ببعض الأنواع من المسافرين، ولا نلوم الناس، فكما قال وليم شكسبير «السمعة أكثر الخدع زيفاً وبطلاناً، فهي كثيراً ما تُكتسب من دون وجه حق وتُفقد من دون وجه حق»، ولكن تغيّرت هذه الصورة تماماً في العشرين سنة الماضية، وأصبحت تايلند مزاراً سياحياً عائلياً، كما كان للسياحة الطبية أثر كبير في تغيير الصورة المشبوهة عن تلك البلاد. كعادة الناس يسافرون إلى الأماكن التي يكثر عنها الوصف، والمدن التي يتردد إليها المسافرون من دون غيرها، فكلنا يعرف بانكوك وبوكيت وباتيا وشانغ ماي، ولكني هنا سآخذكم إلى مدينة قريبة من بانكوك قد يغفل الرحالة عنها، إنها مدينة هواهين Hua Hin والتي تبعد عن بانكوك ما يقارب 200 كم، والتي يعني اسمها باللغة المحلية «رأس الصخرة». اكتسبت شهرتها كونها أقدم منتجع ساحلي في تايلند استخدم ملاذاً للصفوة منذ عام 1920م، وزادت شهرتها باختيارها من الملك راما السابع موقعاً لقصره الصيفي الذي أسماه «كلاى كانفووت» بعيداً عن حياة الصخب والإزعاج. هي مدينة صغيرة جداً، ويعتبر شاطئها الصخري من الشواطئ المميزة بـ 5 كيلو مترات من الرمال البيضاء والمياه النقية البلورية، وتنتشر على شواطئها الفنادق بجميع المستويات والمطاعم البحرية التي تقدم المأكولات التايلندية المميزة. كما يوجد فيها ملعب شهير للجولف بـ 18 حفرة، وقد حافظت هذه المدينة على شخصيتها المتميزة، فهي تمنح زوارها إحساساً دافئاً بالمكان بمثاليتها للعطلات العائلية. إذا زرتها فإنك ستكون مشغولاً بين الرياضات المائية المختلفة ولعب الجولف، وامتطاء الخيول على شاطئها الجميل، وعند زياتها احرص على زيارة قرية صيد الأسماك القريبة في المنطقة الجنوبية، واقتنص لك رحلة إلى شلال با لا يو (Pa La-U) الذي تنساب مياهه عبر الأدغال المليئة بالفراشات، وأنصحك بزيارة هذه الأدغال مع مرشد سياحي، كما لا تفوت زيارة قرية (كارين)، واعرج لمشاهدة سد (كاينج كراشين)، ولبعض الرياضة والحركة ارتق لقمة (خاو تاكياب) لالتقاط صورة جميلة لهواهين، ولكن احذر من القرود الذي سُمي الجبل باسمها فهي مزعجة، وإذا كنت من محبي المتنزهات الطبيعية فعليك بالمتنزه الوطني (خاو سام روي يوت)، والذي يغطي مساحة 90 كيلومتراً مربعاً. مدينة جميلة، إذا زرتها ستستمتع برؤية الصيادين صباحاً، وهم يتوجهون للصيد حاملين معهم أدواتهم، وعلى وجوههم الأمل بالعودة بثمار البحر التي ستتزيّن بها الموائد في المطاعم، وستباع في سوقها الليلي المميز، مدينة هادئة بعيدة عن صخب بانكوك وتلوثها، سافر معي إلى هواهين، واستمتع بالهدوء.

مشاركة :