هذه المرة إلى البحر الكاريبي سنسافر، وبأجوائه الاستوائية الكاريبية سنتمتع، ومع السلاحف المائية سنغوص، هذه المرة إلى كوراساو، جزيرة حالمة في البحر الكاريبي، تتبع مملكة هولندا سياسياً، وتتمتع بحكم ذاتي، عدد سكانها يقارب الـ 170 ألف نسمة، قريبة من فنزويلا التي تستطيع أن ترى سواحلها بالعين المجردة من بعض الجهات، الوصول لها متعب بعض الشيء، فالخيارات قليلة، بالإمكان الوصول إليها عن طريق أمستردام برحلة تستغرق 10 ساعات متواصلة، أو عن طريق فلوريدا، بحثت عن معلومات عنها باللغة العربية قبل السفر ولم أجد الكثير، تعرفوا على كوراساو وكما يقولون في لغة البابيامنتو (بون ديا) أي مرحباً بكم. عاصمتها ويليمستاد ومساحتها 11 كم عرضاً و64 كم طولاً، يتحدث معظم شعبها 4 لغات هي الهولندية والبابيامنتو والإنجليزية والفرنسية، وهذا يعطيك فكرة عن تاريخها حيث استعمرتها أمم مختلفة من أوروبا، ثم فاز بها الهولنديون الذين قاموا بضمها لمملكتهم وأصبحوا جزءاً منها، هي مزار للعرسان ولمحبي البحر، والشمس، والغوص، ولمن يتوق لتذوق ثقافة الشعب الكاريبي المحببة. لا يعرفها أكثر الرحالة العرب، بعضهم يسميها كوراكاو، وهذا المسمى يغضب أهلها، أما معنى اسمها Curacao فهو «القلب» بالبرتغالية، ويقول شعبها الطيب بأن سبب التسمية هو أنها أسرت قلوب التجار من قديم الزمان فعادوا لها صاغرين، وبعضهم يقول بأنها قلب جزر الكاريبي، مبانيها ملونة بألوان زاهية ذكرتني بمورانوا جزيرة الزجاج القريبة من البندقية – ولتلك الجزيرة قصة قد أتناولها في يوم من الأيام – ووراء هذه الألوان قصة ظريفة بأن حاكم الجزيرة قبل 150 عاماً أشاع بين الناس بأن اللون الأبيض للمباني يسبب الضرر للعيون وأنه لا بد من تغيير ألوان الجدران واستعان لنشر هذه القصة ببعض الأطباء، ليتم بعدها التغيير واكتشف الشعب لاحقاً بأن الحاكم شريك لصاحب مصنع الأصباغ الوحيد في الجزيرة، هكذا حكى لنا الناس قصة الألوان. لمحبي الغوص هناك أكثر من 60 موقعاً للغوص بين شعاب المرجان البحرية الملونة، وتلاحظ خلال الفترة من أغسطس لغاية أكتوبر ظاهرة (التفريخ المرجاني) التي تحدث بعد بضعة أيام من اكتمال القمر، كما يمكنك الغوص بمعية السلاحف البحرية الضخمة في رحلة لن تنساها، على قلة تعداد السكان، فإن فيها ما يقارب من 50 جنسية وهناك جالية عربية ومساجد وكنائس ومعابد في تجانس عجيب من نوعه في هذا الجزء من العالم، ولمن يسألني هل تستحق هذه الجزيرة كل هذا العناء، وقطع هذه المسافات لقضاء الوقت فيها؟ أقول بأن إفراد رحلة فقط لزيارة كوراساو سيكون أمراً غير محبب، فمن الجيد أن تكون رحلتك لهذا المكان من العالم لاكتشاف عدد من الجزر التي تقع حولها مثل أروبا وباربادوس والدومينيكان، هي جزيرة حالمة ذات ثقافة مميزة وطعام لذيذ وشعب مضياف، مرحباً بكم في كوراساو.
مشاركة :