نظم بيت الشعر في مدينة المفرق شمال شرقي الأردن أمسية شعرية، تقاسم فيها وزير الثقافة الأردني الأسبق جريس سماوي، وحكمت النوايسة، قراءة نصوص مختلفة انتصرت للقدس والكرامة وعاينت تناقضات الواقع وجوانب إنسانية وروحانية متباينة. وقال الصحفي إبراهيم السواعير في تقديمه للشاعرين: سماوي والنوايسة، ينتصران للإنسان والحياة، الأول: لديه مشاهدات يومية تنعكس على مضامين قصائده ويستعير طقوساً دينية وموروثات لإسقاطها على نصوصه بلغة ذكية تعاين الواقع وتقترب من ذهنية المتلقي، والثاني: يشتغل على قصيدته بعمق ولديه حفريات في اللغة ومعانيها وتراكيبها المدهشة وتميل قصائده أحياناً إلى الذهنية وتقرأ داخل الإنسان وشؤون الحياة. وقال سماوي: أهدي قصيدة هُوذَا يُولَدُ كالنخل إلى النصف الآخر من نهرنا المقدس.. إلى الأطفال والرجال والنساء والعجائز وهم يصنعون بالحجارة والدم والغضب تاريخاً جديداً ينبثق عن ركام الخرائب والدخان. إلى أهل القدس جدتنا العجوز ذات المخبأ من الحنطة والزيت وإلى أهل فلسطين كلها. وقرأ سماوي: ﻫُﻮﺫَﺍ ﻳُﻮﻟَﺪُ ﻛﺎﻟﻨﺨﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻕ ﺍﻟﻤﻘﺪَّﺱ ﺃﺧﻠﻊُ ﻧﻌﻠﻲ، ﺃﺭﻳﻖُ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﻨَّﺎﺭ ﺯﻳﺖَ ﺍﻟﺼﻼﺓِ.. ﺃﺻﺐُّ ﺩﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﺆﻭﺱٍ ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﺷﺮﺑﻮﺍ ﻫﻮﺫﺍ ﺍﻵﻥ ﺳﺮُّ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮْ ﻭﺃﺳﺠﺪُ ﺣﻴﻦ ﺗﻤﺮُّ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓُ ﻛﺎﻟﺨﻴﻞِ.. ﺃﺳﺠﺪُ ﺣﻴﻦ ﺗُﻐﻴﺮْ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝُ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺎﺕُ ﺑﺎﻟﺒﺮﻕِ ﻣﺮَّﺕْ ﻫﻨﺎ ﻧﻔﻀﺖْ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﻓﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺎﺕِ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﺍﺋﺘﻠﻘﺖ ﺑﺎﻟﻨﻔﻴﺮْ واستعاد سماوي في نصه ياسمين الشام أحلام الصبا وحاور النهر والأماكن والطبيعة فيما رثى الغربة عبر قصيدته المزمور المتعب، وقارب بين ذكرياته القديمة وواقعه في عدت إلى بيتي الصغير وقرأ عازفة القيثار والشاعر وتناول مفهوم العيد من منظور فلسفي. من جهته رجّح النوايسة في نصوصه التي اختارها للأمسية كفة الحوار مع الذات والروح ومعايشة آلام الواقع وسلب الأحلام الأصلية، مع الحفاظ على عزة النفس والكرامة متنقلاً بين السقف ولأني الجنوبي وحارت بي الدنيا وهو الأصل وتعالي وغيرها. وقرأ النوايسة: ﻷﻧﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲُّ ﻗﺸّﺮﺕ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔَ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺧًﺎ ﻟﺨﻴﻞ الجنوبيّ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﺿﺤﻚ،ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺬﻱ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺎﻭﺭ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﻷﻧﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲُّ ﺑﺖُّ ﺃﺭﻯ ﺭﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﻨﻖ ﻣﺤﺾ ﺭﺳﻦ ﻭﻷﻧﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲُّ، ﻟﺴﺖ ﺃﺟﻮﻉُ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻗﻴﻢُ ﻟﻴﻄﻌﻤَﻨﻲ ﺍﻟﻨَّﺴﺮ ﻣﺎ ﻳﺰﺩﺭﻳﻪ، ﻓﻜﻞُّ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﺒﺎﺡٌ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﺮّﻣْﻪ ﻣﻨﻘﺼﺔ ﺃﻭ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻭﻷﻧﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺣﺬﺍﺭ ﻓﺘﺤﺖ ﺳﺮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺗﺘﺤﻔّﺰ ﻛﺜﺒﺎﻥ ﺭﻣﻞٍ ﺣﺬﺍﺭ.. ﺣﺬﺭﺍ... ﻓﺈﻧّﻲ الجنوبيّ من جانبه أكد فيصل السرحان مدير بيت شعر المفرق، السير في تنفيذ برامج تعريفية أوسع على نطاق المملكة بأهداف وأمسيات وملتقيات بيت الشعر واستقطاب نماذج مختلفة من المثقفين لإحياء الأمسيات، مشيراً إلى انعكاس ذلك إيجاباً على الحالة الثقافية وتنشيطها في المفرق.
مشاركة :