«واشنطن بوست»: الجنرالات الأمريكيون حققوا ثروات طائلة من «أفغانستان»

  • 9/7/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تحقيقا مثيرا، تناول تحقيق جنرالات سابقين في الجيش الأمريكي ثروات طائلة من خبرتهم في الحرب الأفغانية. وجاء في التحقيق الصحفي المثير: على الرغم من أن فشل المهمة الأمريكية في أفغانستان كان فشلاً ذريعاً الشهر الماضي حيث انهار الجيش الأفغاني، وسيطرت طالبان على مقاليد الحكم في البلاد، إلا أن الجنرالات الأمريكيين الذين قادوا هذه المهمة، بمن فيهم ستانلي ماكريستال القائد الأعلى السابق للجيش الأمريكي في أفغانستان، الذي سعى وأشرف على زيادة عدد القوات الأمريكية عام 2009، اشتهروا وازدهروا في القطاع الخاص منذ أن تركوا الحرب. الجنرالات اكتسبوا نفوذا داخل المؤسسات والجامعات ومراكز صناعة القرار اكتسب هؤلاء نفوذاً داخل الشركات والمؤسسات والجامعات ومراكز البحث وصناعة القرار، وأصبحوا يبيعون تجربتهم في صراع تسبب في مقتل ما يقدر بنحو 176 ألفاً، وكلّف الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تريليوني دولار، وانتهى باستعادة طالبان الحكم . لقد أصبح الجنرالات الثمانية الذين قادوا القوات الأمريكية في أفغانستان ما بين عامي 2008-2018 يتبوأون مناصب في أكثر من 20 مجلس إدارة، وفقاً لبيانات الشركات وإصدارات أخرى. ويضيف الكاتب الصحفي الأمريكي،  آيزاك ستانلي- بيكر، في تقرير الواشنطن بوست: في العام الماضي، انضم الجنرال المتقاعد جوزيف دانفورد جونيور، الذي قاد القوات الأمريكية في أفغانستان في عامي 2013-2014، إلى مجلس إدارة شركة  «لوكهيد مارتن»، أكبر مقاول للمعدات للبنتاغون. أما الجنرال المتقاعد، جو ألين، الذي سبقه في أفغانستان، فهو رئيس معهد بروكينغز، الذي حصل على ما يصل إلى 1.5 مليون دولار في الأعوام الثلاثة الماضية من «نورثروب غرومان»، عملاق آخر من مورّدي وزارة الدفاع الأمريكية. كذلك يشغل ديفيد بترايوس، الذي سبق الجنرال ألين وأقرّ لاحقاً بالذنب في جنحة تقديمه مواد سريةً لعشيقة سابقة، تشتغل بكتابة السير الذاتية، منصب مدير المعهد العالمي لشركة «كيه كيه آر» KKR & Co. Inc، وهي شركة أسهم خاصة، وهو شريك فيها. وقد صرح بترايوس بأن عدداً من الشركات «سعت إليه بحماس لخبرته العسكرية وأثناء الخدمة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية». ملايين الدولارات للجنرالات ! لكن ستانلي ماكريستال هو من يحتل مركز الصدارة من بين جنرالات الحرب الأمريكيين. فهو عضو مجلس إدارة ومستشار لما لا يقل عن 10 شركات منذ عام 2010، وفقاً لبيانات الشركات، كما أنه يستفيد من خبرته لتأمين عقود استشارية مربحة لصالح حكومات الولايات، بشأن قضايا بعيدة عن خبرته الدفاعية، مثل إدارة أزمة جائحة فيروس كورونا على سبيل المثال. كذلك فقد حصل الجنرال ماكريستال، الذي أقيل بعد أن نُقل عنه عام 2010، ما اعتبر انتقاصاً من نائب الرئيس آنذاك، جو بايدن، على ملايين الدولارات من الشركات والحكومات والجامعات، ويتقاضى رواتب مكونة من ستة أرقام لبعض مناصبه في مجالس الإدارة ورسوما باهظة من خمسة أرقام لخطاباته وأحاديثه.   الشركات تبحث عن المسؤولين العسكريين السابقين وتابع  نقرير صحيفة الواشنطن بوست: قالت المتخصصة في تمويل الشركات والحكومة في جامعة ولاية ميسوري، ميغان راينفيل، إن الشركات تبحث عن المسؤولين العسكريين السابقين لأنهم يعتقدون بالتزامهم بالقواعد الأخلاقية وحسن تصرفهم في إدارة الأزمات. في الوقت نفسه، فقد وجدت أبحاثها أن الشركات التي يشارك في مجالس إداراتها أعضاء ذوو خبرة عسكرية أقل استثماراً في البحث والتطوير، ولديها قيمة سوقية أقل من الشركات التي لا تتضمن بين أعضاء إدارتها مثل هؤلاء الخبراء، وفقاً لراينفيل المحلل المالي السابق لصناعات الدفاع. سنوات أفغانستان جنة للجنرالات..بينما كانت الحرب كلرثة وأضاف الصحفي الأمريكي: يقدم ستانلي ماكريستال، القائد الأعلى السابق للجيش الأمريكي في أفغانستان،من خلال كتابه «فريق الفرق»، المستمد من خبرته في مساعدة المؤسسات الكبرى، العرض الذي تقدمه شركته الاستشارية، مجموعة ماكريستال، للعملاء المختلفين مثل «إكسون موبيل»، ووكالات الصحة العامة التي تواجه «كوفيد-19». يحتوي الكتاب كذلك على ما يسميه ماكريستال المحاضرات التي يقدمها للطلاب في جامعة «ييل»، حيث يقوم الجنرال المتقاعد بدورة تدريسية تحمل عنواناً بسيطاً «القيادة» Leadership. تعقيباً على ذلك، يقول المقدم، دانييل ديفيز، الذي خدم لفترتين في أفغانستان، بعد الكشف عن إخفاقات الحرب هناك، إنه يجب إعادة تقييم القدرات القيادية لأولئك الذين استمروا في الحرب. وقال إن الاستراتيجيات العسكرية المستخدمة في أفغانستان لن تساعد الشركات أو الحكومات الأمريكية. تابع ديفيز، كبير الباحثين في مؤسسة «أولويات الدفاع»، وهي مركز أبحاث يعنى بتعزيز القدرات العسكرية: «لقد كانت تلك السنوات هي جنة للجنرالات، بينما كانت الحرب نفسها كارثة». ويقول: «متى يمكننا أن نحاسب الأشخاص على ما فعلوه؟». الجنرالات لا يدسون أنفسهم في حوض صغير من المال وتضيف الصحيفة الأمريكية: لا يعتبر ماكريستال أن هؤلاء الجنرالات مجموعة من الناس يدسون أنفهم في حوض صغير من المال، يسعون فقط للثراء. ويقول: «إذا كنت قد تدرّجت لتصل إلى هذا المستوى، فإنك تطور مستوى معينا من المهارة، وهو ما يتيح لك مزيداً من الفرص. ولا أعتقد أن ذلك خطأ» كانت جامعة نبراسكا في لينكولن تواجه احتمال تقليص برامج البحث العلمي بسبب ضغوط الميزانية عام 2013، عندما دعت ماكريستال لإلقاء محاضرة ضمن مؤتمر «بناء القرن الثاني والعشرين» في حرمها الجامعي، واقترحت الجامعة ما قدّرته برسوم إلقاء المحاضرة القياسية وهي 62500 دولار. لكن ماكريستال كان مرتبطاً في صباح ذلك اليوم باجتماع أحد مجالس الإدارة في شيكاغو، فطلب طائرة خاصة، وأخبر ممثلي إدارة الجامعة أن تكون الرسوم 80 ألف دولار

مشاركة :