تجربة اليتم المبكر أفقدتني الشعور بـالأمـان ولكـنـهـا صنـعـت نجاحي

  • 8/18/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عضو مؤسس في معهد المحاسبين الإداريين فرع البحرين.. مشاركة في برنامج قدوة.. خريجة برنامج ممتهن.. صاحبة تجربة إنسانية متفردة.. المصرفية عائشة محمد سلمان لـ«أـخبار الخليج»: ما‭ ‬أصعب‭ ‬العالم‭ ‬عندما‭ ‬يواجهه‭ ‬اليتيم‭ ‬بمفرده،‭ ‬فما‭ ‬أقسى‭ ‬فراق‭ ‬الوالدين‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬القلب‭ ‬يعتصر‭ ‬ألما،‭ ‬ويفقد‭ ‬اليتيم‭ ‬الأمان،‭ ‬وأحيانا‭ ‬الابتسام،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحول‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬إلى‭ ‬منحة‭ ‬تصنع‭ ‬قوته‭ ‬ونجاحه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬ هكذا‭ ‬هي‭ ‬تجربة‭ ‬عائشة‭ ‬سلمان‭ ‬التي‭ ‬ذاقت‭ ‬معنى‭ ‬الفقد،‭ ‬وعانت‭ ‬منه‭ ‬أشد‭ ‬المعاناة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهى‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬اليتامى‭ ‬هم‭ ‬الأقوى‭ ‬لأنهم‭ ‬قد‭ ‬مروا‭ ‬بالأسوأ،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها،‭ ‬حيث‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تبدل‭ ‬هذا‭ ‬الفراغ‭ ‬العاطفي‭ ‬الأبدي‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬تقهر،‭ ‬فحطمت‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬العثرات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬مسيرتها‭.‬ لقد‭ ‬جاهدت‭ ‬واجتهدت‭ ‬لتصنع‭ ‬لها‭ ‬مكانا‭ ‬تحت‭ ‬شمس‭ ‬العطاء‭ ‬والإنجاز‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬الذي‭ ‬تعشقه،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬رغم‭ ‬صغر‭ ‬عمرها،‭ ‬فكانت‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬جمعية‭ ‬المحاسبين‭ ‬الإداريين‭ ‬بالمملكة،‭ ‬واليوم‭ ‬بصدد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬المعتمد‭.‬   ‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬حاورتها‭ ‬حول‭ ‬تجربتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعملية‭ ‬التي‭ ‬استحقت‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬أهم‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭:‬ حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك ‭- ‬حتى‭ ‬سن‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬كانت‭ ‬طفولتي‭ ‬طبيعية‭ ‬وسعيدة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توفت‭ ‬والدتي،‭ ‬هنا‭ ‬حدث‭ ‬تغير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬الابنة‭ ‬الصغرى،‭ ‬والحمد‭ ‬لله،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬متفوقة‭ ‬في‭ ‬دراستي‭ ‬من‭ ‬صغري،‭ ‬وكان‭ ‬هدفي‭ ‬هو‭ ‬إسعاد‭ ‬والدتي‭ ‬بكل‭ ‬إنجاز‭ ‬أحققه‭ ‬وأبهرها‭ ‬به،‭ ‬لحرصي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فخورة‭ ‬بي‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭.‬ وكيف‭ ‬واجهت‭ ‬محنة‭ ‬الفقد؟ ‭- ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬الصدمة‭ ‬شديدة‭ ‬فقدت‭ ‬معها‭ ‬أي‭ ‬مشاعر‭ ‬جميلة،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬بعد‭ ‬وفاتها‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أشعر‭ ‬بمذاق‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬إنجاز‭ ‬أحققه،‭ ‬ولكني‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬بدأت‭ ‬أتعايش‭ ‬مع‭ ‬وضعي‭ ‬الجديد‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬علمتني‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬والاستقلالية‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬هذه‭ ‬المحنة،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬محنة‭ ‬الفقد‭ ‬الثانية‭.‬ وما‭ ‬المحنة‭ ‬الثانية؟ ‭- ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬تعرضت‭ ‬لمحنة‭ ‬وفاة‭ ‬والدي‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما،‭ ‬وهنا‭ ‬فقدت‭ ‬ولي‭ ‬الأمر،‭ ‬وحينئذ‭ ‬شعرت‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الأمان،‭ ‬فالوالدان‭ ‬هما‭ ‬أحرص‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬راحتك‭ ‬وسعادتك‭ ‬ومستقبلك،‭ ‬فكيف‭ ‬العيش‭ ‬من‭ ‬دونهما؟‭! ‬وقد‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬نفسيتي،‭ ‬ولكن‭ ‬دراسيا‭ ‬صممت‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬التفوق،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬تخصص‭ ‬إدارة‭ ‬أعمال‭ ‬مصرفية‭ ‬ومالية‭ ‬لأنني‭ ‬أعشق‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬ متى‭ ‬تشكلت‭ ‬شخصيتك‭ ‬بالتحديد؟ ‭- ‬تشكلت‭ ‬شخصيتي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الاختيار‭ ‬والقرار‭ ‬بمفردي،‭ ‬فتجربة‭ ‬اليتم‭ ‬رغم‭ ‬مرارتها‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تمنح‭ ‬صاحبها‭ ‬القوة‭ ‬ويصبح‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬أموره‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يستشيره‭ ‬ويساعده‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارته،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يضاعف‭ ‬من‭ ‬مسؤولياته،‭ ‬لذلك‭ ‬قررت‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالتخصص‭ ‬التجاري‭ ‬لعشقي‭ ‬الأمور‭ ‬المالية‭ ‬وإدارتها،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬أضع‭ ‬لنفسي‭ ‬ميزانية‭ ‬محددة‭ ‬وألتزم‭ ‬بها‭ ‬ولا‭ ‬أحيد‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭.‬ أهم‭ ‬قرار؟ ‭- ‬أهم‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بأشجع‭ ‬قرار‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬عملي،‭ ‬فقد‭ ‬مثَّل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬مخاطرة‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يشعرني‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأمان‭ ‬خاصة‭ ‬وأنني‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬الجامعة‭ ‬بعد‭ ‬المرور‭ ‬بمشاكل‭ ‬نفسية‭ ‬وصحية‭ ‬صعبة،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬تأخرت‭ ‬في‭ ‬التخرج،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬بدأت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬ولم‭ ‬أوفق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬تقريبا،‭ ‬وكنت‭ ‬قد‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬كباحثة‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬وحين‭ ‬طالت‭ ‬فترة‭ ‬الانتظار،‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬ذاتي كيف‭ ‬تم‭ ‬تطوير‭ ‬الذات؟ لقد‭ ‬قمت‭ ‬بالتسجيل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬المحاسب‭ ‬الإداري‭ ‬المعتمد،‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬وهو‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬شهادة‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬المعتمد،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬ببرنامج‭ ‬متمهن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمعية‭ ‬المحللين‭ ‬الماليين‭ ‬المعتمدين،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تأهيل‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬وقد‭ ‬استفدت‭ ‬منه‭ ‬كثيرا،‭ ‬وتعلمت‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وقد‭ ‬أهلني‭ ‬ذلك‭ ‬للتقدم‭ ‬للعمل،‭ ‬وحسن‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬مناسبة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬التدريب‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬إثمار‭ ‬للتطوير،‭ ‬وقمت‭ ‬بدراسة‭ ‬كورس‭ ‬السي‭ ‬إم‭ ‬إيه،‭ ‬وكانت‭ ‬فترة‭ ‬صعبة‭ ‬لكنها‭ ‬ممتعة،‭ ‬لأنني‭ ‬أكره‭ ‬الشعور‭ ‬بأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الفراغ‭.‬ المحطة‭ ‬التالية؟ ‭- ‬لقد‭ ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬شركة‭ ‬الإثمار‭ ‬الالتحاق‭ ‬بها،‭ ‬لكني‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬قررت‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬السي‭ ‬إف‭ ‬إيه،‭ ‬وسجلت‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الطموح،‭ ‬واستفدت‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬قدوة‭ ‬لمساعدتي‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وتوجيهي‭ ‬وإرشادي،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬الأمر‭ ‬تعطل‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬حدثت‭ ‬نقلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مشواري‭.‬ كيف‭ ‬حدثت‭ ‬تلك‭ ‬النقلة‭ ‬المهمة؟ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬لها‭ ‬وجهان،‭ ‬سلبي‭ ‬وإيجابي،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬تعطل‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشهادة‭ ‬بسببها‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬وراءه‭ ‬خير،‭ ‬وذلك‭ ‬للتركيز‭ ‬في‭ ‬عملي،‭ ‬والتحضير‭ ‬لها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬وهذا‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬إنسانة‭ ‬إيجابية‭ ‬بشدة،‭ ‬وإذا‭ ‬حدث‭ ‬وفشلت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬أو‭ ‬طموح‭ ‬أو‭ ‬حلم،‭ ‬لا‭ ‬ألوم‭ ‬أي‭ ‬طرف،‭ ‬حتى‭ ‬حين‭ ‬جلست‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عمل‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬تحديت‭ ‬نفسي،‭ ‬وفكرت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أندب‭ ‬حظي،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬جديرة‭ ‬بأي‭ ‬فرصة‭ ‬عمل،‭ ‬وهكذا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬أحاول‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬السلبيات،‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬أنساها‭ ‬أو‭ ‬أتنساها،‭ ‬وأنظر‭ ‬دوما‭ ‬إلى‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية‭. ‬ كيف‭ ‬يمكن‭ ‬استغلال‭ ‬البطالة‭ ‬بأسلوب‭ ‬إيجابي؟ ‭- ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬البطالة‭ ‬فرصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الذات‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬المواهب‭ ‬الكامنة‭ ‬لدى‭ ‬أي‭ ‬عاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬ومن‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬بأنني‭ ‬بالفعل‭ ‬اكتشفت‭ ‬خلالها‭ ‬شغفي‭ ‬بالطبخ،‭ ‬وتعلمته‭ ‬واستمتعت‭ ‬بممارسته‭ ‬لأنني‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أملأ‭ ‬فراغي‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬نافع‭ ‬ومفيد،‭ ‬وذلك‭ ‬لتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الشعور‭ ‬بأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬أو‭ ‬اليأس‭ ‬أو‭ ‬بطاقة‭ ‬سلبية،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬واصلت‭ ‬مشواري‭ ‬وفخورة‭ ‬بما‭ ‬حققته‭.‬ أهم‭ ‬إنجاز؟ ‭- ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬عضوا‭ ‬مؤسسا‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬آي‭ ‬إم‭ ‬إيه‭ ‬فرع‭ ‬البحرين،‭ ‬فبعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬السي‭ ‬إم‭ ‬إيه‭ ‬أصبحت‭ ‬شخصية‭ ‬اجتماعية‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وتواصلت‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المجال،‭ ‬وعلمت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬هذا‭ ‬الفرع‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وهو‭ ‬يتمتع‭ ‬بخبرة‭ ‬مصرفية‭ ‬واسعة،‭ ‬فتعاونت‭ ‬معه‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬وتم‭ ‬إشهارها،‭ ‬وكانت‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الخطوات‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬وأعتز‭ ‬بها‭ ‬كثيرا‭. ‬ قدوتك‭ ‬في‭ ‬الحياة؟ ‭- ‬والدتي‭ ‬هي‭ ‬قدوتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬ما‭ ‬حييت‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬نجاحي‭ ‬وأي‭ ‬إنجاز‭ ‬حققته‭ ‬أو‭ ‬سوف‭ ‬أحققه،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬فقدانها‭ ‬مبكرا،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬ممرضة،‭ ‬وتحمل‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير،‭ ‬وتتمتع‭ ‬بحب‭ ‬التعلم‭ ‬وتطوير‭ ‬الذات،‭ ‬وقد‭ ‬ورثت‭ ‬عنها‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أحاول‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬المسيرة‭.‬ كيف‭ ‬ترين‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي؟ ‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شريحة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬مسؤولة‭ ‬ومبدعة‭ ‬ومبتكرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لمسته‭ ‬شخصيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لقائي‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬صغر‭ ‬عمرهم،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬هو‭ ‬بيئة‭ ‬تحتضنهم‭ ‬وتأخذهم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬طاقة‭ ‬سلبية،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الذات،‭ ‬لأن‭ ‬الوظيفة‭ ‬أو‭ ‬المشروع‭ ‬الخاص‭ ‬لا‭ ‬يكفيان،‭ ‬بل‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬واكتشافها‭.‬ ‭ ‬أكبر‭ ‬وأهم‭ ‬خطر‭ ‬يتهدده؟ أرى‭ ‬أهم‭ ‬خطر‭ ‬يتهدد‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬مبدأ‭ ‬الاتكالية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬الاستقلالية،‭ ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬الشباب‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬دائم،‭ ‬لا‭ ‬أشخاص‭ ‬ولا‭ ‬أموال،‭ ‬وأن‭ ‬الفشل‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬النجاح،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تربيت‭ ‬عليه،‭ ‬بل‭ ‬الفشل‭ ‬هو‭ ‬الاستسلام،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬المسيرة،‭ ‬وعلى‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يتطلع‭ ‬دوما‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬ويرسم‭ ‬لنفسه‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭.‬ حلمك‭ ‬الحالي؟ ‭- ‬طموحي‭ ‬الحالي‭ ‬أن‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬السي‭ ‬إف‭ ‬إيه،‭ ‬وأصبح‭ ‬محللة‭ ‬مالية‭ ‬معتمدة،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬كلما‭ ‬أقترب‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬طموح‭ ‬معين،‭ ‬أسارع‭ ‬وأضع‭ ‬لنفسي‭ ‬هدفا‭ ‬أعلى،‭ ‬والمبدأ‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬الأحلام‭ ‬أبدا‭.‬ رسالة‭ ‬إلى‭ ‬اليتيم؟ ‭- ‬أقول‭ ‬لليتامى‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بأننا‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬غيرنا،‭ ‬لأننا‭ ‬مررنا‭ ‬بالأصعب‭ ‬وبالأقسى،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتمتع‭ ‬بمشاعر‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬وأن‭ ‬نحمل‭ ‬بداخلنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطموحات‭ ‬ونسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستغل‭ ‬تجربة‭ ‬اليتم‭ ‬بصورة‭ ‬إيجابية‭ ‬دائما‭.‬ كيف‭ ‬للمرأة‭ ‬أن‭ ‬تصنع‭ ‬لها‭ ‬شخصية‭ ‬مستقلة؟ ‭- ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬المرأة‭ ‬ليس‭ ‬للهدف‭ ‬المادي‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬يساعدها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شخصية‭ ‬مستقلة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬أي‭ ‬مسؤولية،‭ ‬فالأمور‭ ‬المالية‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬يشغلني‭ ‬وهي‭ ‬ثانوية‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬الذات،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أدعو‭ ‬أي‭ ‬إمرأة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لأي‭ ‬شيء‭ ‬أن‭ ‬يحرمها‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬والتعلم‭ ‬والعمل‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أحلامها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بلغت‭ ‬عنان‭ ‬السماء،‭ ‬مهما‭ ‬واجهت‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬أو‭ ‬عثرات‭. ‬

مشاركة :