رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تدور حول التواصل مع الآخرين، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن الكثير من تلك الوسائل يؤدي إلى الانفصال والشعور بالوحدة - وهو ما يضعنا في حيرة. وبحسب موقع (readersdigest) اتضح أن وسائل التواصل الاجتماعي قد لا تكون اجتماعية بعد كل شيء؛ فقد وجدت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، أن الاستخدام المكثف لمنصات مثل Facebook وSnapchat وInstagram كانت مرتبطةً بمشاعر التواصل الاجتماعي، لكنها أدت إلى العزلة بين الشباب. قام المؤلف المشارك للدراسة بسؤال مستخدمي منصات وسائط اجتماعية (خارج العمل).. كما طرح على المشاركين أسئلة تتعلق بالعزلة الاجتماعية، مثل: عدد المرات التي شعروا فيها بالإهمال. المشاركون الذين أفادوا بأنهم يقضون معظم الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي - أكثر من ساعتين في اليوم - لديهم ضعف احتمالات العزلة الاجتماعية المتصورة، عن أولئك الذين قالوا إنهم يقضون نصف ساعة في اليوم أو أقل على نفس المواقع، وأن الأشخاص الذين زاروا منصات التواصل الاجتماعي بشكل متكرر (58 زيارة في الأسبوع أو أكثر) لديهم أكثر من ثلاثة أضعاف احتمالات العزلة الاجتماعية المتصورة، من أولئك الذين زاروها أقل من تسع مرات في الأسبوع. مفتاح فهم هذه النتائج يكمن في أن البشر كائنات اجتماعية عاطفية، وهذا يعني أنه في حمضنا النووي أن يكونوا متصلين؛ "وجهاً لوجه، مع البشر الآخرين".. "على الرغم من أن الناس يعتقدون أن وجودهم على وسائل التواصل الاجتماعي طوال الوقت يجعلهم "متصلين بالآخرين"، إلا أنهم في الواقع "غير متصلين"؛ لأنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشخص خلف الشاشة، قل الوقت الذي يقضيه الشخص "وجهاً لوجه". "جزء من قضية الشعور بالوحدة، هو أن غالبية الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لا ينشرون فقط؛ بل يشاهدون أيضاً".. إنهم يقضون الكثير من الوقت في البحث عن منشورات الآخرين بشكل متلصص، أين هم، إلى أين هم ذاهبون وماذا يفعلون.. يؤدي التعرض المستمر لتجارب الحياة "المثالية" للآخرين إلى الشعور بالإهمال والوحدة. إذن ما هو الجواب؟ إن الأمر بسيط - على الرغم من أنه ينطوي على قدر كبير من قوة الإرادة.. الحل لهذا هو مقاومة إغراء النظر إلى حياة الآخرين، ركزي فقط على حياتك الخاصة، وإلى أين أنت ذاهبة، وما أنت ممتنة له، وما تريدين تحقيقه في هذا العالم، ثم اخرجي وافعليها، وتوقفي عن إضاعة الكثير من الوقت في المقارنة.
مشاركة :