المحكمة الجنائية الدولية تجيز فتح تحقيق في الحرب على المخدرات في الفلبين

  • 9/17/2021
  • 01:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لاهاي‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬سمحت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬المخدرات‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬الحكومة‭ ‬الفلبينية‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬ترقى‭ ‬بحسب‭ ‬القضاة‭ ‬إلى‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭. ‬وأمس‭ ‬الخميس‭ ‬أبلغ‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلبيني‭ ‬رودريغو‭ ‬دوتيرتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاميه‭ ‬رفضه‭ ‬ذلك‭.‬ وأكد‭ ‬سلفادور‭ ‬بانيلو‭ ‬عبر‭ ‬إذاعة‭ ‬‮«‬دي‭ ‬زي‭ ‬بي‭ ‬بي‮»‬‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بهذه‭ ‬المحكمة‭ ‬منذ‭ ‬انسحابها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬معاهدة‭ ‬روما،‭ ‬النص‭ ‬التأسيسي‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭. ‬وحذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬ستمنع‭ ‬دخول‮»‬‭ ‬أراضيها‭ ‬لأي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬والأدلة‮»‬‭.‬ وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلبيني‭ ‬قد‭ ‬صرح‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭ ‬بأن‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬سلطة‭ ‬وأنه‭ ‬لن‭ ‬يتعاون‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬تحقيقا‭ ‬‮«‬غير‭ ‬شرعي‮»‬‭. ‬ حتى‭ ‬أنه‭ ‬هدد‭ ‬باعتقال‭ ‬المدعية‭ ‬العامة‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايتها‭ ‬فاتو‭ ‬بنسودة‭. ‬والمحكمة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬لمحاكمة‭ ‬أسوأ‭ ‬الفظائع‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬أساسًا‭ ‬معقولا‮»‬‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وأعطت‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬لفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬رغم‭ ‬انسحاب‭ ‬مانيلا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بعد‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬أولي‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬هذه‭. ‬ اوأعلنت‭ ‬بنسودة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬أنها‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬آلاف‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬الفلبين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭. ‬وأوضحت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬حملة‭ (‬الحرب‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭) ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬عملية‭ ‬شرعية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬مشروعة‭ ‬ولا‭ ‬مجرد‭ ‬تجاوزات‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عملية‭ ‬مشروعة‮»‬‭. ‬ وتشير‭ ‬الوثائق‭ ‬المتوافرة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أن‭ ‬هجومًا‭ ‬معممًا‭ ‬ومنهجيًا‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬قد‭ ‬شُن‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬أو‭ ‬متابعة‭ ‬لسياسة‭ ‬دولة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬القضاة‭ ‬الدوليون‭ ‬في‭ ‬بيان‭. ‬وسيغطي‭ ‬التحقيق‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬2011‭ ‬إلى‭ ‬2019‭. ‬وتم‭ ‬انتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلبيني‭ ‬رودريغو‭ ‬دوتيرتي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬بعد‭ ‬حملة‭ ‬أمنية‭ ‬واسعة‭ ‬واعدا‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬تجارة‭ ‬المخدرات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قتل‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬الجانحين‭. ‬ وتظهر‭ ‬أحدث‭ ‬الأرقام‭ ‬الرسمية‭ ‬مقتل‭ ‬6181‭ ‬شخصًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬عملية‭ ‬لمكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬في‭ ‬الأرخبيل‭ ‬الآسيوي،‭ ‬لكن‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬يقدرون‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الفعلي‭ ‬للقتلى‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭. ‬ ويقدر‭ ‬المدعون‭ ‬العامون‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬وثائق‭ ‬المحكمة‭ ‬مقتل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬12000‭ ‬و30‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭. ‬ وذكروا‭ ‬أن‭ ‬مانيلا‭ ‬لم‭ ‬تنكر‭ ‬مقتل‭ ‬أشخاص‭ ‬أثناء‭ ‬عمليات‭ ‬للشرطة،‭ ‬لكنها‭ ‬‮«‬أكدت‭ ‬باستمرار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوفيات‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬عناصر‭ ‬أمنية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‮»‬‭. ‬رغم‭ ‬انسحاب‭ ‬الفلبين‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتمتع‭ ‬بصلاحية‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ارتكبت‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬دولة‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬معاهدة‭ ‬روما‭. ‬ ووفقًا‭ ‬للمدعين‭ ‬العامين‭ ‬فإن‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬قد‭ ‬ارتُكبت‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ضباط‭ ‬شرطة‭ ‬محليين‭ ‬وعناصر‭ ‬مليشيات‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬دافاو‭ (‬جنوب‭ ‬الفلبين‭) ‬حيث‭ ‬شغل‭ ‬دوتيرتي‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬البلدية‭. ‬وقد‭ ‬ارتكبت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مجموعة‭ ‬أطلقت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬فرقة‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬دافاو‮»‬‭.‬

مشاركة :