عمل مزج الرومانسية والكراهية بين دفتيه

  • 9/16/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القراءة غذاء العقل والفكر ومهدهدة للنفس والروح ومستنفرة ومستفزة لها. تتقلب الحالة حسب المقروء لكن تظل النتيجة دائما إيجابية. رواية صولو التي كانت مندسة بين مجموعة من الكتب على رف وحيد في شقتي. لم تكن بذات الحجم الصغير حتى يصعب رؤيتها، بل كانت هي الأضخم حجما بين كل الكتب الموجودة ولعل ذلك هو ما أخر قراءتي لها. رواية تجاوز عدد صفحاتها 500 بل بالتحديد 542 في طبعتها الأولى 2014 الصادرة عن دار الساقي. رواية تدور حكاياتها على أرض القاهرة بشكل أساسي وإن تطرقت إلى حكايات في قطر وكندا وأمريكا والإمارات. تتشابك هذه الحكايات على كل تلك الأماكن مما أظهر لوحة فنية كاملة التناسق وواضحة التفسير. يالها من رواية ويالها من حكايات. يالها من جداول لغوية وصياغات وحوارات وتنقلات بشكل متقن بين صناع أحداث تلك الرواية. شخوصها عمران البواب وابنته بدرية القادمان من المنيا. وهاتان الشخصيتان هما الاستهلال للرواية. شخوص الرواية ليسوا بالكثير لكنهم ثراء لتلك الرواية بحبكة جميلة بل رائعة لصنعهم للأحداث. مروة، كميليا، هشام، أدهم، ملك، محمد، ناصر، علا، ياسر، وحيد، بدر، ثريا، ندى، كريم، رضوى، هند، ياسمين. سلام، إيناس، طلبه، حسين، واصف. هؤلاء هم شخوص تلك الرواية. بدأت تلك الرواية وأنا متخوف من حجمها، وبأنني سأمل من قراءتها وأتركها لكنني بعكس ذلك تماما. لم أتركها ولم تتركني. ثقلها ملآ يدي وجعلني متمسكا بها . إذا أثقلت يدي احتضنتها قليلا ، لم أكن متخيلا أنني سأمكث ست ساعات على مقعدي أواصل القراءة. كنت على شرفة الشقة أطل على منظر جميل رغم ارتفاع درجة الحرارة لكنني لم أمل الجلوس في الظل على الشرفة حرصاً على متابعة القراءة. يا لها من رواية بغض النظر عن صياغاتها الأدبية وحوارتها اللغوية الممتازة في نظري، فهي رواية تجعلك تعيش وكأنك في واقع تتجول بين أحداثه ومع صناعه. بلا شك هي رواية تقطر حزنا وألماً. رائحة الظلم تفوح بشكل كبير، الاستغلال والاحتقار. إنها تصور لواقع ممارس للأسف. رغم كل ذلك فإن التصوير لتلك الممارسات كان يتلبس ثوب الإنسانية. فيها تصوير لجور وخنوع ومعاناة مع تصوير لكراهية لذلك. فيها تصوير لرومانسية فريدة وحب نقي. أحداث تهز الوجدان. تجذبك الرواية وتصعد بك وتجعلك شغوفا لمعرفة النهايات. إنها رواية تنم عن ثقافة واسعة وقراءات عميقة للكاتبة انعكست فنا ولغة على حكايات الرواية. رواية تشابكت فيها العلاقات الإنسانية من عائلية وصداقات وحب وغير ذلك. قرأت تك الرواية حتى نهايتها وكنت أحسب أن كاتبتها مصرية إلى أن سألني صديقي إبراهيم الزهراني الذي نتبادل قراءة الكتب فيما بيننا خلال هذا الشهر المنصرم وحتى الآن. ذكرت له بأنني أعتقد أنها كاتبة مصرية، لكنني عندما نظرت إلى الغلاف الخارجي تبين لي أنها كاتبة وأديبة سعودية. مؤسف بأنني لم أقرأ لها من قبل ولم أعرف عنها. ربما أن جرأة كتاباتها أخفتها عنا. هي جريئة في طرح حكايات الرواية كما ذكر الدكتور جلال أمين في آخر صفحتي الرواية. إنها رواية تستحق البحث عنها وقراءتها.

مشاركة :