صدر حديثًا كتاب «أطياف إبداعية في مواجهة العنف» للدكتور السيد نجم، وهو مساهمة في رصد مسار أدب الحرب والمقاومة. يتألف الكتاب من قسمين، الأول يتناول أدبيات مواجهة العنف في الأدب العربي خلال التاريخ القديم والحديث، والقسم الثاني يعرض التجربة الحربية في الأدب العبري، مع عروض تحليلية للإبداعات في مواجهة العنف (الحرب). القسم الأول يتناول بالعرض والتحليل نماذج إبداعية عربية قديمة، وحتى إبداعات التجربة الحربية في أكتوبر 73. وتضمنت التجربة الحربية المصرية القديمة (قص بطولات المصري القديم، حول تجربة الحرب الصليبية، قص بطولات مواجهة الغزو التتري). كما تضمنت التجربة الحربية المصرية الحديثة والمعاصرة (الانتماء والتاريخ والوطن في إبداعات الرواية، ووقفة مع بعض كتاب الرواية). وقد بينت القراءة تنوع واختلاف الملامح الفنية عبر ثلاث مراحل، وتم عرض وتحليل نماذج روائية وشعرية متفرقة: قبل وأثناء وبعد معارك أكتوبر 73. القسم الثاني يتناول الأدب العبري الذي يعد من ضمن سلسلة الآداب السامية القديمة التي نمت وازدهرت في شبه جزيرة العرب وما حولها. ووفقًا للكتاب، في حوالي سنة 1400 ق.م، نزح العبريون من الصحراء، وعبروا الأردن، ثم نزلوا فلسطين. كانوا يتكلمون بلهجة «آرامية». في فلسطين تكلموا الكنعانية (لغة أهل فلسطين)، واتخذها اليهود لغة التخاطب والكتابة، ومع تأثرهم بالآرامية، أطلق على لغتهم «اللغة العبرية». أما فترة ثروتهم الأدبية (قديما) فتتمثل في «الكتاب المقدس»، وفي «التوراة» أساس الأدب العبري والديانة اليهودية وكذا «التلمود». ويضم العهد القديم تسعة وثلاثين سفرًا، يمكن برأي المؤلف التقاط ملامح منها، وهي ليست ملامح عقائدية بالمعنى الروحي، بل هي في مجملها العمود الفقري للذهنية والشخصية العبرية في ما بعد، ومنها: البحث عن الهوية الضائعة وجذورها، البحث عن الذات العقائدية بالدعوة إلى الدين الصحيح، إعلاء مفاهيم البطولة والبطل الأسطوري، الحفاظ على سيرة الأجداد، صورة الأعداء في عيون بني إسرائيل.
مشاركة :