إنه الفضاء السيبرالي (SYBER) الذي لا ينتمي لجغرافيا محددة، ولا لفضاء محدد، ولا لدولة بعينها، والذي انتشر بسرعة هائلة، وأصبح له أدوار فاعلة في العلاقات بين الدول والأفراد على حد سواء، لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من أهم وأخطر الوسائل التي ارتكزت عليها المخططات الاستراتيجية لنشر الشائعات والأخبار المغلوطة، وزعزعة القناعات الفكرية والعقائدية والثوابت والمقومات الأخلاقية والسلوكية والاجتماعية، والتي من شأنها إحداث بلبلة وخلق حالة تشويش واهتزاز وعدم اتزان، لقد استغلت هذه المواقع استغلالا بشعا من قبل أفراد وهيئات ومنظمات لها غايات وأهداف في الانتحال والمضايقة والملاحقة والاستدراج والتشويه والكذب والبهتان والسب والشتم والقذف والجمل الخالية من الحياء والأدب والدخول في نوايا الناس من أجل غايات ومبتغيات ومصالح ومنافع، حقيقة لا يمكن إنكارها بأن هذه المواقع أصبحت ناراً مشتعلة تأكل الأخضر واليابس بدون تميز، إنه حينما نفتش في بعض أروقة هذه المواقع نجد مواضيع صادمة ومخيفة وغير مقبولة ومسطحة، ومع هذا نجد لها مريدين ومتابعين بالعدد الكبير الصادم، إنها مأساة أن نقوم بوضع إضاءات ودعايات لهؤلاء المسطحين وثقافتهم السطحية والبائعين لضمائرهم بغية مكاسب شخصية ضيقة على حساب المبادىء والثوابت والقيم، إن هذه المواقع تتكاثر وتكبر وتتنوع يوما بعد آخر، لقد جمدت العقول، وعطلت الإبداع، ووسعت التفاهة، ونشرت البذاءة، وأخذت تتمدد في كل المساحات التي تملأ حياتنا، بل إنها أخذت تتغلل في النفوس الندية الأبية، والأرواح الفاضلة، وأخذت ترسل لها إشارات سلبية غير منطقية ولا هادفة، إن على الناس المنشغلين بهذه المواقع الخطيرة أن يعملوا على بث كل ما هو مفيد يساعد ويطور وينشر الوعي والثقافة ويصقل المواهب والأفكار ويوسع دائرة المعارف ويرتقي بالناس ذوقا وسلوكا ومعاملة، ينهض بهم ويطورهم، بعيدا عن اللغو واللهو والهمز واللمز والثرثرة والبذاءة والسماجة والسخرية والتلاعب بالمشاعر والعقول وهدم الذوق والأخلاق والعلاقة ونشر المفسدة، قبل أن يغرق الناس، ويفقدوا أطواق النجاة وأدوات السلامة.
مشاركة :