القلب السليم، القلب الميت، الخاضع المطمئن الساكن، القلب التقي، القلب المهدي، القلب المطمئن، القلب الحي، القلب اللاهي، القلب الآثم، القلب المتكبر، القلب الغليظ، القلب المختوم، القلب القاسي، القلب الغافل، قلب أغلف، القلب الزائغ. هذه أحوال قلوب الناس التي تعيش من حولنا ونتعايش معها، قلب الإنسان إذ صلح فإن حياته تصلح ويعيش في سعادة وفرحة تغمره لا تقدر بثمن. لنتذكر جميعاً أن قسوة القلوب ما هي إلا عقوبة للإنسان كما يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله: «ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله. لنتأمل من حولنا ونراقب كيف البعض من الأبناء يتعاملون مع الآخرين مع أمهاتهم سئل النبي «صلى الله عليه وسلم»: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فأجاب السائل قائلاً: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك» (رواه البخاري). هناك أبناء تجردوا من الرحمة والعطف وتركوا قلوب أمهاتهم تبكي ألماً، ألماً خوفاً عليهم من عقاب الله يا لها من قلوب رحيمة إنها قلوب أمهاتنا، أليس صعباً أن يخيب أمل الأم في ابنها الذي قسي وابتعد عن مفهوم الأمومة ومعاني القيم الإنسانية. مواقف كثيرة التي تشير إلى قسوة قلب الابن على أمه والذي ينكر قسوة قلبه أي إنسان هذا الذي لا يعرف معنى الرحمة ممن من أمه. للأسف مظاهر قسوة قلوب الأبناء على أمهاتهم نراها تتكرر أمامنا في بعض طبقات مجتمعنا؛ فنرى العبوس والكلام الجارح والتعامل السيئ، ورفع الصوت، وعدم الاكتراث والتشدد في الرأي والنفور وعدم الاهتمام والتجاهل، التصرفات غير المسؤولة. أليس هذا عقوقاً؟ عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الكبائر: الإشراك بالله، وعُقُوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغَمُوس». والعقوق مأخوذة من العق وهو القطع، وضابطه: أن يفعل مع أحد والديه ما يتأذى به من فعل أو قول. إنها قسوة قلوب بعض الأبناء الذين يحملون قلوباً غليظة كفانا الله وإياكم القلوب الغليظة. للأسف مع قسوة قلب الابن هناك من يصر على قسوة قلبه كانت ردة فعل، ألا يعلم أنه يتعامل مع أمه وأي ردة فعل سيئة خف الله أيها الابن العاق وتذكر إنك تتعامل مع أمك التي سوف تسامحك وتدعوا لك بالصلاح والفلاح رغم عقوقك وقلبها الذي ينزف دماً من مهجة قلبها. أقتبس (الأم هو الينبوع الذي تتفجر منه جميع عواطف الخير والإحسان في الأرض) مصطفى لطفي المنفلوطي. (الأم تضحي دائماً، كُل أنا لستُ جائعة، خذ النقود فلست بحاجة إليها، خذ الغطاء فأنا لا أحس بالبرد، لا تبكي فأنا لست مريضة، اللهم اجعل أمي وأمهاتكم من سيدات الجنة) من أقوال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله. نعم الأم هي كذلك فهل يدرك بعض الأبناء الذين لا يدركون معنى الأمومة أم هم غارقون في غياهب العقوق هداهم الله ويعودوا إلى الطريق السليم والقلب السليم.
مشاركة :