في كرتنا الأرضية التي يوشك أن يبلغ عدد سكانها ثمانية مليارات إنسان هناك أقل من هذا العدد من قلوب الناس البالغين الذين مروا بفترات من حياتهم شعروا بقسوة الآخرين، أو قاموا بدور قسوة الآخرين. إنها معادلة القسوة، إما أن تقسو أو يُقسى عليك مهما كان حجم ونوع القسوة ومدى تأثيرها. نحن لا نتحدث عن قسوة القلب كما وردت في القرآن الكريم، ولا عن القلوب كما وردت في القرآن الكريم وعددها 20 نوعًا من القلوب ومنها القلب المطمئن، القلب المنيب، القلب الوجل، القلب السليم، القلب اللين، القلب الرحيم الرؤوف، القلب المريض، القلب الأعمى، القلب اللاهي، القلب الآثم، القلب الغليظ. القلب والمخ وما هي العلاقة بينهما، القلب جهاز عصبي يشبه المخ تمامًا، له ذاكرة قصيرة وطويلة وعندما ينقل قلب إنسان إلى إنسان آخر فإن الذكريات والعواطف والمشاعر الخاصة بالإنسان الذي أُخذ منه القلب تنتقل إلى الإنسان المنقول له القلب. (ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب) ابن القيم. القسوة لديها القدرة على إحداث شرخ كبير في قلب الإنسان. تطول مدة الشفاء، وربما يبقي الشرخ طول الزمن. وما أكثر الذين يقسون وبعدة أساليب وطرق. وهناك من يبدع في البحث عن طرق جديدة للقسوة. ربما يتفق معي الكثيرون أننا نعيش في زمن، إذا قيل فيه للحجر كُن إنسانًا لقال: عذرًا، فلستُ قاسيًا بما يكفي. هل وصل الإنسان إلى هذه الدرجة من القسوة؟! أتمنى أن أكون مخطئًا. جميل وجميل جدًا ونظرة إنسانية تستحق التقدير إن كانت الحياة قد قست عليك، فليكُن لك القلب الرحيم على الآخرين ولا تحوّل قسوتك وتقسو بها على الآخرين. في نظري الشخصي من أشد أنواع القسوة أن يقسو الإنسان على نفسه ويعاملها بحدة ولا يرحمها، ويعيش حالة عدم التوازن والاتزان في تفاصيل حياته. الدنيا هي دار كد وكدر، وتعب ونصب، وإعياء وعدم استقرار فنحن لسنا بحاجة إلى القسوة. أيها القاسون اغسلوا قلوبكم بالمطر، وأزيلوا القسوة والحقد منها، واحملوا راية الطمأنينة، وارفعوها عاليًا في سماء الإنسانية. (أنت قوي، لم أكن أعي معناها كنت أعتقد أن القوة مرادف قسوة، لا مبالاة، وأيقنت أن القوة تكمن في قلب مهما تهشم لا يزال يعطي). جبران خليل جبران. عطاء القلب حب الآخرين وعدم القسوة واحترام الإنسان أينما كان وفي أي زمان. يزعجني كثيرًا أولئك الذين يتلذذون بقسوة الآخرين حين يكونون قادرين على ذلك وبصور كثيرة، وما أكثر صور القسوة في عالم الأنا. أتمنى أن تلين تلك القلوب القاسية. قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: 16). همسة: (التقرب إلى الله سبحانه وتعالى يلين قلب الإنسان ويجعله عطوفًا حنونًا).
مشاركة :