في توثيق لملامح من تاريخ أحداث الحجاز ونجد في مرحلة ما قبل التوحيد، صدر حديثا للباحث قاسم بن خلف الرويس كتابا تحت عنوان "كُتب إلينا من جزيرة العرب: من أخبار الحجاز ونجد 1924-1931". وجاء الكتاب في مجلدين كبيرين بعدد 1400 صفحة ويمثلان الحلقة الأكبر من مشروع قائم لتوثيق أخبار الجزيرة العربية الذي صدر على ضفافه أربع حلقات بين عامي 2014-2021، بينما يشتمل هذا الكتاب على توثيق أخبار نجد والحجاز بين إرهاصات ضم الملك عبدالعزيز للحجاز عام 1924م وإعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932، كما كتبت ونشرت صحيفة الشورى المصرية فيما يحمل عنوان الكتاب في طيّه روح الصحافة التي تعتمد على مكاتبات مراسليها وقرائها. الكتاب ذو الثمانية فصول يشتمل على 1300 مادة مصحوبة بنحو 3 آلاف حاشية من التوثيق والتعليق إضافة إلى 200 صورة، تعكس ما بذل من جهد في البحث والتنقيب، والدراسة والتعليق، والتبويب والترتيب. ومن المتوقع أن يجد الباحثون والمهتمون بالتاريخ في الكتاب ما يساعد في سد بعض الثغرات أو تحليل بعض الحوادث أو الاستدلال على بعض الأحوال أو فتح آفاق لدراسات مفيدة لأنها تشكل سجلا تاريخياً لحظيا يتضمن كثيرا من الوثائق والأخبار والإشارات والملامح عن بعض الأحداث الجارية في تلك السنوات ومع حاجتها إلى مزيد من التقصي والتحقيق إلا أنها تظل مصدراً خصباً ينبغي الاستفادة منه. وصدّر الباحث كتابه بمقدمة ضافية شرح فيها منهجه ووضح سبب تسمية كتابه بهذا الاسم ثم أعقبه بتمهيد تناول فيه جريدة الشورى وسيرة صاحبها كما سلط الضوء من خلاله على الأوضاع العامة في الحجاز ونجد وملحقاتها خلال الفترة (1924 - 1931)، ثم تحدث في فقرة "نظرات تاريخية وأدبية" عن أخبار الحجاز ونجد في جريدة الشورى، وعن علاقات هذه الجريدة بالدولة السعودية وعلاقة صاحبها بوكالة الحجاز ونجد في القاهرة في تلك السنوات، وعن مكانة الجريدة في الحجاز ونجد ومصادر أخبارها والثقافة والمثقفون السعوديون والأسماء الصريحة والتوقيعات غير الصريحة ثم ذيّل التمهيد بأرقام وملامح حول مواد الكتاب. في حين أعقب ذلك بجدول زمني في غاية الأهمية لأبرز الحوادث التاريخية في أول القرن العشرين، فيما تم زويد الكتاب بقائمة طويلة للمصادر والمراجع التي رجع إليها الباحث أثناء إعداد الكتاب إضافة لفهرس تفصيلي لمواد الكتاب وفهرس للصور وكشافات تسهل على القراء والباحثين الوصول إلى المعلومات في ثنايا الكتاب بأسرع طريقة. وسيعرض الكتاب الصادر عن دار أهوى للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي سيفتتح في أول أكتوبر.
مشاركة :