الرؤية المستنيرة للملك حولت البحرين إلى دولة ديمقراطية دستورية

  • 9/29/2021
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في لقاء نظمه «التنمية السياسية».. النائب الأول لرئيس الشورى: أكد‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬جمال‭ ‬فخرو‭ ‬أن‭ ‬الرؤية‭ ‬والفكر‭ ‬المستنير‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حولا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬دستورية‭ ‬حديثة،‭ ‬متغلبة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬بكل‭ ‬عزيمة‭ ‬وإصرار‭.‬ وأشار‭ ‬فخرو‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬تشريع‭ ‬وتنمية‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬ينظمه‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬السياسية‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تؤكد‭ ‬المعطيات‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬كانت‭ ‬جاهزة‭ ‬ومهيأة‭ ‬لهذا‭ ‬التحول،‭ ‬حيث‭ ‬الإجماع‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للمشروع‭ ‬التنموي‭ ‬الشامل‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭- ‬في‭ ‬المملكة‭.‬ وأشاد‭ ‬فخرو‭ ‬بالإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬الدورات‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬خمس‭ ‬دورات‭ ‬انتخابية،‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬مؤشراً‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬مؤمناً‭ ‬بالتحول‭ ‬السياسي‭ ‬والخطوات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تعزيز‭ ‬وترسيخ‭ ‬النهج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬ وأشار‭ ‬فخرو‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثلثي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أصبح‭ ‬فيها‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬مقابل‭ ‬8‭%‬‭ ‬فقط‭ ‬تطورت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العام‭ ‬ككل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عناية‭ ‬خاصة،‭ ‬منوهاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قياس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ليس‭ ‬بوجود‭ ‬البرلمان‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬بمستوى‭ ‬الثقافة‭ ‬السياسية‭ ‬والممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬جهوداً‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬ وشدد‭ ‬فخرو‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التثقيف‭ ‬والتوعية‭ ‬السياسية‭ ‬لكل‭ ‬فئات‭ ‬الشعب،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الشباب،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬ولا‭ ‬ترتبط‭ ‬بمواعيد‭ ‬أو‭ ‬أوقات‭ ‬محددة،‭ ‬وتبدأ‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬والمدرسة‭ ‬والشارع‭ ‬والمسجد‭ ‬والنادي‭ ‬والمؤسسة‭ ‬الأهلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬لكونها‭ ‬عملية‭ ‬مستدامة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬عليها‭ ‬مسؤولية‭ ‬في‭ ‬تثقيف‭ ‬الناس،‭ ‬مشيداً‭ ‬بما‭ ‬اتخذته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬بشأن‭ ‬تخفيض‭ ‬سن‭ ‬الناخبين،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬لممارسة‭ ‬حقوقهم‭ ‬الدستورية‭ ‬أصبح‭ ‬غير‭ ‬موجود،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬لشريحة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬لخوض‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭.‬ وبشأن‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬الشعبية‭ ‬بالبرلمان،‭ ‬أوضح‭ ‬فخرو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬انخفاضا‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬البرلمانات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬انخفض‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬47‭%‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإننا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تثقيف‭ ‬الناس‭ ‬وتعريفهم‭ ‬بالدور‭ ‬المهم‭ ‬والحيوي‭ ‬والحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬البرلمان،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬المبالغة‭ ‬أو‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أثناء‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭.‬ وعن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬أوضح‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬أن‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ‬استقلال‭ ‬السلطات‭ ‬مع‭ ‬تعاونها‭ ‬فيما‭ ‬يخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬فالتعاون‭ ‬خصوصاً‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ارتهان‭ ‬إحداهما‭ ‬للأخرى‭ ‬أو‭ ‬سيطرتها‭ ‬عليها،‭ ‬لأن‭ ‬المشاحنات‭ ‬والتضاد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقودانا‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬إيجابي‭.‬ وعن‭ ‬تقييمه‭ ‬للتجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين؛‭ ‬أوضح‭ ‬فخرو‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬العمر‭ ‬القصير‭ ‬نسبياً‭ ‬فإن‭ ‬التجربة‭ ‬ثرية‭ ‬ومهمة،‭ ‬إذ‭ ‬تتم‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬في‭ ‬مواعيدها‭ ‬الدستورية،‭ ‬كذلك‭ ‬لم‭ ‬يلجأ‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬البرلمان‭ ‬أو‭ ‬إقالة‭ ‬الحكومة‭ ‬بسبب‭ ‬التعارض‭ ‬بينهما،‭ ‬ما‭ ‬يؤشر‭ ‬أننا‭ ‬نسير‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭.‬ وتناول‭ ‬فخرو‭ ‬آليات‭ ‬عمل‭ ‬المجلس،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬أو‭ ‬الاقتراحات‭ ‬بقوانين‭ ‬أو‭ ‬المراسيم‭ ‬بقوانين،‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬بعد‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬النواب،‭ ‬ونستلم‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬عليها‭ ‬ونستفيد‭ ‬من‭ ‬دراستهم‭ ‬لها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نعمل‭ ‬مقارنات‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭ ‬للقانون‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬التعديل،‭ ‬فإذا‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬يتم‭ ‬إحالة‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬خلاف‭ ‬نعيده‭ ‬إلى‭ ‬النواب‭. ‬وفي‭ ‬الأغلب‭ ‬يتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬المجلسين‭ ‬تبعاً‭ ‬لأهمية‭ ‬القانون‭ ‬وأهمية‭ ‬سرعة‭ ‬إقراره‭.‬ أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العمل‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬فأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجان‭ ‬المختصة‭ ‬تجتمع‭ ‬لمناقشة‭ ‬ما‭ ‬يحال‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬قوانين،‭ ‬وتكون‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬بحسب‭ ‬الحاجة،‭ ‬ولها‭ ‬أن‭ ‬تدعو‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬الحكومية،‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة،‭ ‬أو‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأهلية،‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تبلور‭ ‬رأيها‭ ‬وموقفها‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬وتقدمه‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭.‬

مشاركة :