كشفت دراسة جديدة عن أن 29% من الشركات الصغيرة والمتوسطة، اتخذت من تطوير منتجات جديدة وبدائل رقمية عند بداية اندلاع الأزمة الصحية العالمية في مارس 2020، وسيلةً للاستجابة للأوضاع الاستثنائية الصعبة التي فرضتها الأزمة.هزة عنيفةوأحدثت عمليات الإغلاق هزة عنيفة في الاستقرار المالي لغالبية الشركات الصغيرة والمتوسطة 52% في المملكة، فكان عليها اتخاذ العديد من الإجراءات لخفض التكاليف، وفقا لدراسة بعنوان «كيف عبَرت الشركات الصغيرة الأزمة خلال 2020 و2021: تقليص الموازنات، وطرح المنتجات، وتغيير أولويات الاستثمار»، أعدتها كاسبرسكي، وفي ضوء ذلك، سعت الشركات إلى الصمود من خلال طرح منتجات مبتكرة وإتاحة فرص تجارية جديدة، بالإضافة إلى اتخاذها تدابير أخرى.استفادة من الأزمةويمكن للقدرة على الاستجابة بشكل مناسب للأزمة أن تمكن الشركة من تحقيق أقصى استفادة منها، هذا ما أكده لستيفن كالاندر أستاذ الاقتصاد السياسي في كلية الدراسات العليا بجامعة ستانفورد، الذي أوضح أن الغرض من ذلك يكمن في «التعامل مع الأزمة باعتبارها مشكلة إدارية» إضافة إلى «تحقيق الازدهار في دائرة الضوء».وجاءت القرارات التي اتخذتها الشركات في ظل الجائحة معقدة وصعبة؛ فكان عليها النظر في العوامل الخارجية كالإغلاق والتدابير الصحية الجديدة والتغيرات الجذرية في نمط الحياة، ومن ثمّ العمل على مواءمة قدراتها التجارية معها.البدائل الرقميةودخلت 14% من الشركات في المملكة في مجالات عمل جديدة، علاوة على طرح منتجات وخدمات جديدة، وذلك في استجابة سريعة منها للأزمة.ومثلت الأزمة فرصة لإطلاق بديل رقمي لأنشطة الشركات العاملة في مجال الأحداث والترفيه والفنون والثقافة، أو حتى قطاعات الرعاية الصحية، أما المتاجر والمطاعم فأتيح المجال أمامها للبيع عبر الإنترنت واللجوء إلى خدمات التوصيل، في حين أن المجال أتيح أمام المصنّعين للتحوّل إلى إنتاج الكمامات والمطهرات وغيرها من الملحقات الطبية أو التركيز على المنتجات التي تساعد الأفراد على إقامة منزلية مريحة.تحسين النفقاتولعلّ أكثر الإجراءات الأخرى شيوعًا في مكافحة الأزمة، اتخذتها 72 % من الشركات، كان السماح لجميع الموظفين أو معظمهم بالعمل عن بُعد.لكن غالبية القرارات هدفت إلى تحسين النفقات؛ فقلّصت 26 % من الشركات موازناتها، وخفضت 50 % من الشركات الأجور أو ساعات العمل، وغيّرت في أولويات الموازنات أو أوقفت خطط الاستثمار 28% من الشركات، في حين كان على بعض الشركات اتخاذ تدابير أكثر قسوة، كتسريح الموظفين 10%، أو التوقف عن سداد الفواتير 8 %.استجابة طيبةوقال المدير الأول لتسويق المنتجات لدى كاسبرسكي أندري دانكفيتش، إن بعض القرارات التي اتخذتها الشركات عقب اندلاع أزمة الجائحة «كانت ضرورية بالرغم من صعوبتها»، مستطردًا: لكن الشعور العام بشأن نتائج الأزمة أصبح إيجابيًا إلى حدّ ما في أوساط الشركات الصغيرة، التي يقول أكثر من نصفها 56% إن أعمالها التجارية حققت استجابة طيّبة للتحدّي العالمي.تحديات مستقبليةوأضاف دانكفيتش إنه ينبغي أن تساعد الدروس المستفادة هذه الشركات على تحسين استعدادها للتحديات المستقبلية، وتطوير خططها وعملياتها الاستثمارية القائمة، والإقبال بجرأة على تجربة أشياء جديدة، علاوة على المسارعة إلى اعتماد الرقمنة في أعمالها، متابعًا: ونحن نرى أن المنتجات والخدمات التي طُرحت استجابةً للجائحة ستبقى مهمّة، نظرًا لأن بعض القيود التي فُرضت للتصدي للأزمة ما زالت سارية، كما أن الأفراد يواصلون اتباع العادات الرقمية التي اكتسبوها أثناء الجائحة.أدلة إرشاديةوفي هذا السياق، أطلقت كاسبرسكي منصة «سايبر سيكيورتي أون أبدجيت» للشركات الراغبة في تحسين مستويات الذكاء والأمن في العالم الرقمي، وتشتمل على أدلة إرشادية مجانية بشأن كيفية تحقيق التوفير عند استخدام الأدوات عبر الإنترنت والتواصل مع العملاء وحماية البيانات الحساسة وغير ذلك.
مشاركة :