«حياكة الصوت» ملتقى الحِرف والفنون

  • 10/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ما إن تدلف إلى باحة مركز تشكيل للفنون بدبي، حتى تجد فضاء المركز بأكمله تحول إلى تحفة فنية، القطع القماشية المتدلية من سقف المركز، في أشكال مستطيلة يطغى عليها البياض، إلى جانب الصناديق الموسيقية الصغيرة التي تتوزع بين القطع، والتي تروي تفاصيل مختلفة تضعك في ذات الأجواء، إلا أنه وبالاقتراب أكثر، يتضح لك أن تطريزات فنية مختلفة تتخلل بياض الأقمشة المعروضة، لتتحول من مجرد قطع قماشية متدلية، إلى لوحات فنية، تماثل السجاجيد والبُسط في الجماليات التي تزخر بها، لتمثل المادة الرئيسية لمعرض حياكة الصوت الذي يستضيفه المركز، ضمن فعاليات أسبوع دبي للتصميم. ترتكز الفكرة الأساسية في مشروع حياكة الصوت التجريبي والتفاعلي والمتعدد التخصصات، الذي أصدر في جامعة الفنون والتصميم موهولي ناجي، بودابست في هنغاريا، على المزج بين فنون التطريز القديمة، التي تمثل أحد الفنون الفولكلورية لدى شعوب هنغاريا، و الموسيقى المستلهمة من ذات الأجواء لتعتبر الحياكة قاسماً مشتركاً بين الصوت والتطريز. وبدأت قصة هذا المعرض الذي أبدعته جانيت زيماي، طالبة الماجستير في قسم تصميم النسيج لدى جامعة الفنون موهولي ناجي، وعضوة في جمعية النهضة الهنغارية للتخطيط الكهربائي، ومشارك دائم في المعارض التي تقيمها، مع فن التطريز الهنغاري التقليدي إذ استوحت زيماي تصاميمها من أعمال النسوة الهنغاريات اللاتي كن يتفنن في حياكة السجاجيد والأقمشة بتوظيف ملكاتهن في التطريز وإضفاء نقوش شعبية محلية إليها، لتعرض أعمال مصممة النسيج زيماي التي تتسم بالتجارب الجريئة والتفكير التكاملي للمرة الأولى في أسبوع فيينا للتصميم عام 2014، وفي عام 2015 انتقل المعرض في جولة أوروبية ناجحة جداً في ألمانيا وبولندا وبلغاريا. ويستبدل معرض حياكة الصوت نسخة الشرق الأوسط المعروضة في مركز تشكيل للفنون، أنماط التطريز الهنغارية بأنماط مستمدة من سجاجيد صنعتها حرفيات أفغانيات، يعملن في مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، وفقاً لجوشكا باترول، المشرفة على المعرض، التي أشارت إلى أن المعرض يتأسس على تحول أشكال السجاجيد المحبوكة إلى أصوات عبر مشغل موسيقي مشطي ببطاقة مثقبة، مع نمط الحفر على الشريط في علبة موسيقى مصممة من قبل جانيت زيرماي مؤلفة العمل. وتضيف باترول: يؤدي الشريط المثقوب دور المقطوعة، وفي المقابل تحول الأنماط على السجاجيد إلى قطع قماش مقطوعة بالليزر، وتوضح أن المعرض يصبو إلى تحريك الحواس كافة، ودعوتها للتفاعل باستخدام وسائط متعددة، وبالتواصل على مستويات عدة، وهو يرتبط بالتماثلية، مثلما يرتبط بالرقمية. بشكل مشابه، تجسد البصريات الصوت، برسومات بخلاف الجوانب التعليمية لصنع الموسيقى، ما يجعل منه أساسياً لصنع الألحان، عمل دانيال فيكوكيل بالأنماط الجرافيكية للسجاجيد من أجل رسم وتطوير أنماط صوت تتوج بألحان حياكة الصوت، بحسب باترول. المعرض الذي يستضيفه تشكيل، حظي بإقبال كبير من قبل المصممين والرواد، الذين وفدوا للتعرف إلى التجربة الجديدة التي تمزج بين الحرف والفنون، لتلتقي تحت ظلاله الموسيقى بالفنون البصرية في لقاء فني يخرج لوحة بأكثر من بعد، فالصناديق الموسيقية التي تشكل جزءاً من المعرض، تنقلك إلى عوالم فنية مغايرة تماماً، إلا أنها تمنحك ذات الإحساس، الذي توفره تشكيلات التطريز، لتجد أن ثمة حياكة أخرى للصوت كذلك، فالمقطوعات الموسيقية تخرج هي الأخرى من تفاعل مجموعة من التشكيلات المطرزة التي تدور أجزاؤها في حركة بندولية داخل الصندوق. آنا بيل، من مركز تشكيل، تقول: إن المعرض يرمي إلى بناء جسور التواصل بين عالمين، وربط ثقافات مختلفة أثناء جمع باقة من المنهجيات والممارسات الفنية، بدءاً من الحرفية في المنسوجات إلى الحياكة والموسيقى والتصميم الجرافيكي، مشيرة إلى أنه يأتي بالتعاون مع هيبريد آرت أحد المشروعات التجريبية التفاعلية الإبداعية التي أنجزت في جامعة موهوليناغي للفنون في هنغاريا، ضمن فعاليات أسبوع دبي للتصميم. وتضيف بيل: يجمع المعرض الذي أنجز في جامعة موهوليناغي للفنون في هنغاريا أعمال مصمِّمة الأقمشة الهنغارية جانيت شيرمي والموسيقار الهنغاري بالنت تاركاني-كوفاكس، وترتكز أعمال المعرض على أنماط مستمدة من (بُسُط) أنتجتها حِرَفيَّات أفغانيات يعملن في إطار مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد. ويمزج المعرض بين مفاهيم الفنون والحِرَف والتصاميم والموسيقى، ويثير كل الحواس، ليجد الزائر نفسه في خضم تجربة تفاعلية، مشيرة إلى أن المشروع يستعين بوسائط متنوعة وطرق متعددة، حيث يوازن بين الطريقة التماثلية والطريقة الرقمية، وبين الأبعاد السمعية والبصرية.

مشاركة :