استضاف البرنامج الثقافي بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2021 المقام في واجهة الرياض ندوة "غابات النخيل – جولة في حياة بدر شاكر السياب" والتي شارك فيها الناقد العراقي الدكتور سعيد عدنان، والناقدة الدكتورة ميساء خواجا، فيما أدار الندوة الإعلامي عبدالعزيز قزان. تناول الضيفان التجربة الثرية للشاعر العراقي بدر شاكر السياب ونشأته وأبرز المحطات التي مر بها وأثرت على حياته، ومنها وفاة والدته وهو في السادسة من عمره، وابتعاد والده عنه ليبقى مع جدته التي تولت تربيته لتتوفى وهو في التاسعة عشرة، ليتضاعف حزنه بشكل كبير لتصبح نفسيته هشة جداً، ليتوفى في عمر السادسة والثلاثين تاركاً إنتاجاً شعرياً غزيراً رغم ما تعرض له من إحباط كثير وكان أبرزه ديوان "أنشودة المطر". في البداية ذكر الناقد الدكتور عدنان أن الشعر شائع عند عامة الناس في العراق وتزاوله كل الطبقات، إلا أن المبدعين هم قلة في كل زمان ومكان، مشيراً إلى أن السياب يعد من الشعراء النادرين الذين قبضوا على نظم الشعر، ليتمكن من تصوير حياته ضمن الأبيات التي كتبها ليكون عنواناً للحداثة الشعرية العربية. وقال: "تضمن شعر السياب اتجاهين: الأول متعلق بالشكل الذي انتقل به من البيت المنتظم القائم على شطرين، إلى قصيدة التفعيلة مهملاً بذلك القافية، فيما الاتجاه الآخر قائم على الرؤية التي نقل فيها الشاعر تجربته العامة القائمة على الخط الرومنسي إلى الواقعية مضمناً إياه بالرمز والأسطورة". وطرح مدير الندوة قزان استفساراً عن تأثير بيئة الشاعر في إبداعه رغم ما يعرف عن المناطق الجنوبية من تدني مستوى الخدمات والتطور فيها، لتشير الناقدة الدكتورة خواجا إلى أنها نسبية وليست مقياساً، مع اتفاقها لنظرية من رحم المعاناة يولد الإبداع، والتي مكنت السياب من نقل قريته الصغيرة "جيكور" في محافظة البصرة بنهرها الذي لا يعرفه أحد إلى العالم ككل. وناقش الضيفان مصطلح "الصدى" من قصيدة "أنشودة المطر" مشيراً إلى أنها توضح الضياع الذي كان يشعر به السياب وروحه الهائمة بسبب ما تعرض له في مسيرة حياته، من فقد لوالدته وجدته، وبُعد والده عنه، إضافة لظروف عمله مع الحزب الذي كان ينتمي له ونفيه خارج العراق. كما أكدا على إلمامه بما تتمتع به العراق من تراث وتاريخ، إضافة لحفظه الشعر العربي القديم والذي يتضح في قصائده التي أعادت أسطورة عشتار.
مشاركة :