الدكتور عبد الله بن محمد اسعد الظلمي الفيفي

  • 10/9/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتحد عدة عوامل بعد فضل الله تجعلك ناجحا ومتفوقا، اهمها ما يمنحك الله من العوامل الشخصية، من الذكاء والعزيمة والصبر وقوة التحمل، ثم المحيط والبيئة التي تعيش فيها، ومن مقوماتها الاسرة المترابطة وركيزتها الوالدين، ثم يأتي تاليا الزوجة، والرفقة والاصدقاء، وكلها عوامل تتظافر بفضل الله في ايصال هذا الانسان إلى القمة والصدارة في حياته الدنيا، والله سبحانه وتعالى رزقه بكثير من هذه العوامل والاسباب، فهو يتمتع بذكاء وحافظة، وقوة ارادة وعزيمة واصرار، ثم والدين هما القدوة والمحفز والمعين، فوالده رحمه الله كان متميز بالصلاح والتقوى وحسن الخلق، وحب العلم على قدر ما هو متاح في زمانه، وكان القيم المباشر على جامع نيد اللمة، المعروف الان بعد توسعته (بجامع بن باز)، فلا تكاد تراه إلا حول هذا الجامع، ينظفه ويعتني به، أو يقرأ القرآن الكريم فيه، أو متهيئا ينتظر وقت الصلاة ليرفع الاذان، حاثا على الخير باذلا للمعروف، وكان هذا ديدنه وما سار عليه إلى أن توفي رحمه الله وغفر له، يقول الله تعالى (وكان ابوهما صالحا) فالصلاح في الغالب يسري في الاولاد، وهذا من فضل الله بشرى وعاجل ثواب في الحياة الدنيا، ثم تأتي الام التقية القوية، وقد اتى دورها بوضوح بعد وفاة الاب لتكمل المسيرة، وتسير على نفس الطريق والنهج، وتدفع بأبنائها وتحفزهم إلى كل فضيلة وخلق حسن راق، وسير حثيث في طريق العلم والفلاح. فجعل الله الخير والصلاح والفلاح في ذريتهما، اسرة فيها عشرة من الولد من البنين والبنات، كلهم بلغوا الغاية في التعليم المتاح امامهم، ومعظمهم عمل في مجال التربية والتعليم، وتميزوا بالأخلاق العالية والصلاح الظاهر، وفقهم الله وزادهم من فضله وسدداه، وحديثنا هنا يخص الذروة في هذا البيت، وهذه الذرية المباركة، فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد حفظه الله وبارك فيه، وفي كل اخوانه وابنائهم. أنه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن اسعد بن يزيد من آل شريف بن حسن الظلمي حفظه الله ووفقه. ووالده كما يتضح، هو الفاضل محمد بن اسعد رحمه الله وغفر له، كان عريفة جماعته لميزاته الشخصية، وكان على قدر لا باس به من التعليم حسب ظروف زمنه، وشح موارد التعليم في بيئته، وكان يتصف بكثير من صفات التدين والصلاح، كان المؤذن في جامع نيد اللمة (بن باز فيما بعد)، المجاور لبيته الغرز، قام به طوال حياته على اكمل وجه، إلى أن توفي في بداية عام 1407هـ، كتب الله له الاجر والمثوبة والدرجات العليا، ورحمه وتجاوز عنه، وبارك في ذريته واصلحهم. واما امه فهي الفاضلة جميلة بنت يحيى سليمان الظلمي من آل سلمان يحيى حفظها الله، ام مدبرة قوية، قامت على تربية ابنائها بنفسها بعد موت والدهم، وتكفلت بحسن تربيتهم واعدادهم، ومازال معظمهم حينها صغارا في السن، واحسنت تربيتهم ومتابعة تحصيلهم، إلى أن نجحوا وتفوقوا، واكثرهم اليوم يحمل شهادات جامعية، ويعمل معظمهم في مجال التربية والتعليم، اطال الله في عمرها وجزاها كل خير. ولد لهذين الفاضلين في بيتهم الغرز، الذي هو عنوانهم والذي يعرّفون به، فهم اهل الغرز، والغرز بيت اصطواني من الحجر، يتربع على هضبة نيد اللمة، اعلى جبل آل ظلمة، ملتقى بقعتي السندر من الغرب والمفلد من الشرق، وهي المنطقة البارزة التي يقع فيها اليوم جامع الشيخ بن باز رحمه الله، ولد لهما في اواخر عام 1392هـ ، وان كان المسجل في بطاقته أنه من مواليد1/7/1393هـ، ونشاء وترعرع في هذا البيت، وكانت تسبقه في الولادة ابنتان، ونال كأي صغير كثير من المحبة والدلال، ولازم والده حتى لا يكاد يفارقه، سواء في البيت والمزرعة أو في المسجد المجاور، ويتفاقد احواله بكل خير وبكل تربية صالحة. تعليمه: ألحقه والده في عام 1397هـ بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالنفيعة، رغم صغر سنه عن الحد المقرر نظاما للقبول، ورغم بعد هذه المدرسة الكبير عن بيتهم، فهي تبعد ما يقارب الثلاث كيلوات، سيرا على الاقدام، فلم تكن حينها قد شقت الطرق للسيارات، وانما هو حرص الاب على تعليمه، بعدما لاحظ عليه الرغبة الاكيدة في التعليم، وما راه عليه من امارة النجابة والذكاء، وقد تم قبوله نزولا عند الحاح أبيه ليكون مستمعا، ولكنه اقبل على دراسته بكل رغبة واصرار واجتهاد، واثبت وجوده ومنافسته الجادة، ومجاراته لزملائه الاكبر منه، بل وتفوق على كثير منهم، مع حرصه الشديد على التحصيل، حتى أنه لما تم اختباره في نهاية العام، نال النجاح والتفوق، مما شفع له واعتبر بهذا منتظما، واستمر على ذلك، وواصل نجاحاته وتفوقه عاما بعد عام، وقد كان من اكبر التحديات التي واجهته في اول سنة له في الدراسة، زيادة على ما اشرنا اليه من صغر السن، وبعد المنزل عن المدرسة، إلا أنه في تلك السنة اقيم للطلاب دروس تقوية في القرآن الكريم، باعتباره المادة الرئيسة في هذه المدارس (تحفيظ القرآن الكريم)، حيث تمت اقامتها في جامع النفيعة المجاور للمدرسة، وحدد موعدها قبل بداية الدوام الرسمي في المدرسة، فكانت تبدأ مع تباشير شروق الشمس، مما يضطر الطلاب إلى الحضور مبكرين، وكان لبعد بيته يحضر بعد صلاة الفجر مباشرة، فينطلق وما يزال الظلام دامسا، ولم يكن له في دربه رفيق ولا انيس، فلا تسأل عن ما كان يعتريه من الخوف والوحشة اثنائها، فيتكالب عليه الظلام والبعد مع صغر سنه، وما يشعر به من توجس ومخاوف واخطار، سواء من الكلاب الضالة، أو الثعابين والحشرات، او في مقابلة بعض المجانين الكثر في تلك الفترة، فكانوا يكثرون لعدم توفر المشافي الصحية كما هو اليوم، ولكنه مع ذلك استطاع تجاوز هذه المرحلة، واستمر مواظبا فيها لأكثر من شهر، ولتفوقه فيها منح في ختامها جائزة تقديرية، كانت أول جائزة يحصل عليها، تمثلت في كتاب تفسير الجلالين، كان اول كتاب يمتلكه في التفسير، مع ما اتقنه خلالها من حفظ جزئي عم وتبارك، مما كون له قاعدة وتأسيسا قويا، نفعه الله به في كل مراحل دراسته التالية، واتاح له فرصة التفوق والثقة التامة بنفسه. استمر في دراسته متفوقا يسير على هذا المنوال، وينتقل مترقياً بين صفوفها عاماً بعد عام، ويعتز بزملاء له في هذه المرحلة، وذكريات جميلة قضاها معهم لا تنسى، ويذكر أن مدير المدرسة في تلك الفترة هو الاستاذ حسن بن محمد الابياتي رحمه الله، مع العديد من المعلمين الذين لا ينساهم، يذكر منهم الاساتذة اسعد بن فرحان الظلمي، ويحيى بن حسن الابياتي، ويحيى بن علي الابياتي، وفرح بن سلمان الداثري، وحسن بن سليمان المثيبي، وغيرهم من المعلمين المتعاقدين، وكان اكثر هولاء تأثيراً عليه هو ابن عمه الاستاذ الفاضل اسعد بن فرحان، لكونه قريبه ومن جيرانهم، والاكثر اهتماما به وسؤالاً عنه، فكان يتابعه ويشجعه في كل خطواته الأولى إلى الامام، وفي هذه المرحلة حظي بنخبة متميزة من الزملاء الجادين، كان بينهم كثير من التنافس والتحفيز، ويذكر منهم كل من الاساتذة عيسى بن سليمان المخشمي (شيخ قبيلة آل مخشم اليوم)، وعبدالله بن علي احمد المخشمي، وجابر بن جبران المخشمي، وجابر بن اسعد المخشمي، وجمال بن سليمان المثيبي، وغيرهم من الطلبة الجادين المتفوقين، الذين كانوا كما يقول من افضل الزملاء، الذين ما زال يعتز بزمالتهم، وقد استمرت هذه الزمالة إلى المراحل التالية وإلى الجامعة، وان اختلفت كلياتهم وتخصصاتهم، وما زالت تلك العلاقة قائمة معهم الى اليوم، ومما يشير إليه بما هو لافت فيما يخص ابناء قبيلة المخشمي، الذين كان اغلب زملائه منهم، فهم كما يصفهم طلاب علم حقيقيون، يتميزون بكثير من الجدية والاخلاق والأدب، وتجدهم دوما من اوائل الطلاب في كل المراحل، وفقهم الله وبارك فيهم. تخرج من الصف السادس الابتدائي، من مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالنفيعة، مع نهاية العام الدراسي 1402/1403هـ، وكان قد أتم فيها حفظ عشرة اجزاء من القرآن الكريم ، كانت هي كامل المقرر في هذه المرحلة، ثم اكمل حفظ القرآن فيما بعد، اثناء دراسته المتخصصة في الجامعة. كانت رغبته بعد تخرجه من الابتدائية، هو التسجيل في المعهد العلمي، وكان له في الواقع خيار آخر، في المتوسطة العامة، ولكنه فضل الدراسة في المعهد العلمي لعدة اسباب، اهمها كما يقول ميوله لدراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية، مع احساسه بصعوبة المواد العلمية والرياضيات في التعليم العام، اضافة الى المكافأة التي تصرف للطلاب في المعهد، وقد تم قبوله في المعهد العلمي مع بداية العام الدراسي 1403/1404هـ، وكان مدير المعهد حينها فضيلة الشيخ موسى بن حسين ضيف الله رحمه الله، وما اسرع ما تأقلم مع المعهد وانظمته واسلوب الدراسة فيه، وكان يشكل بالنسبة له نقلة جديدة وكبيرة، اتسعت فيها معارفه وعلاقاته وفكره، وتعرف على نوعيات جديدة ومختلفة من الزملاء الجدد، الذين يلتحقون بالمعهد من جهات متفرقة من فيفاء وخارجها، وإن كان بعضهم من زملائه في المرحلة الابتدائية، وآخرون جاؤوا من مدارس ابتدائية مختلفة، وفي المعهد تعرف على معلمين افاضل كبار، يفخر بأنه تلقى العلم ودرس على ايديهم، وبقي اثرهم وتأثيرهم مرسوما في تكوين شخصيته العلمية، ويجعل في مقدمة هولاء، استاذ اللغة العربية والنحو، الاستاذ الشيخ عبدالله داوود (رحمه الله)، استاذ مصري ازهري، متمكن في مادة (اللغة العربية)، لهذا احب هذه المادة وعشقها، من خلال اساليب معلمها وحسن شرحه لها، ويضيف عنه قوله (كان متميز بشكل كبير، وفوق أن يكون معلما في هذه المرحلة، فالأجدر به أن يكون معلما في الجامعة والدراسات العليا، ولما سؤول حول ذلك، اجاب في أن الجامعات في مصر كانت تشترط على الراغب في الدراسات العليا، أن يجتاز اختبارا في اجادة اللغة الانجليزية، وهو لم يكن يطيق هذه اللغة نهائيا، لذلك فقد اكتفى بشهادة البكالوريوس)، هذا المعلم أثر على معظم طلابه في المعهد، في قوتهم وتمكنهم في اللغة العربية، وحبهم الشديد لها، وهكذا يكون دور المعلم القوي المتمكن على طلابه، ولا ينسى معظمهم فضله الكبير عليهم، وكثير منهم ترسموا خطاه، وساروا على نهجه، وتخصصوا في مادته، ويذكر ايضا من معلمي المعهد الافاضل، الذين ما زال يذكرهم ويثني عليهم، كل من الاستاذ عبدالله بن سليمان الظلمي، والشيخ عبدالله بن حسن العمري، والشيخ حسين بن يحيى العمري، والشيخ حسين بن يحيى معافا، والشيخ احمد بن حسين النجمي، وغيرهم كثير ممن استفاد من علمهم وتأثر بتعاملهم، وبقيت ذكراهم عالقة في ذاكرته وثنايا سيرته، تأثراً بعلمهم وتعليمهم وتعاملهم وادبهم وطرقهم واساليبهم. كانت الدراسة في المعاهد العلمية قوية جدا، سواء في موادها المتخصصة المركزة، وفي قوة الانظمة المطبقة فيها، حتى يذكر ان اختبارات الكفاءة المتوسطة ترد أسالتها من الجامعة، وقد سارت به الامور على خير ما يأمل ويرجو، وكان ينجح بفضل الله بتفوق في فصولها، ويترقى فيها عاماً بعد عام، حتى نجح من الكفاءة المتوسطة في عام 1405/1406هـ بتقدير عام جيد جدا. وانتقل مباشرة إلى المرحلة الثانوية، فهي دراسة متواصلة في المعهد، وفي هذه المرحلة حدثت له تغيرات كبيرة في حياته، اهمها واعظمها أنه في بداية هذه المرحلة فقد والده رحمه الله وغفر له، يقول (اثناء دراستي في الصف الاول الثانوي، حدث حادث خاص ظل اثره باقيا في حياتي ولم يزل، ففي شهر ربيع الاول من عام 1407هـ توفي والدي رحمه الله، وخلّف اسرة كبيرة كنت اكبرهم من الذكور، ولكن بحمد الله كانت امي على قدر المسؤولية، فقد تحملت كامل الاعباء والمشاق الجسيمة، ولم تجعلنا نشعر بهذا الفقد الكبير)، كانت الحياة حينها شاقة ومتعبة، ولا تتوفر فيها كثير من الوسائل المعينة على الراحة، كما هو الوضع في هذه الايام، وكمثال واضح يتمثل في جلب المياه إلى البيت، الذي كان يتطلب الذهاب إلى الموارد البعيدة، واحيانا تتوفر له صهاريج مياه (الوايتات)، ولكنها لا تصل إلا على الشارع العام، وكان حينها في اطراف سوق النفيعة، فهو اقرب نقطة للسيارة من بيتهم، والذي يبعد ما يقارب ثلاث كيلوات مشيا، حيث لم تشق حينها طرق السيارات إلى جهتهم، فيضطرون إلى حمل هذا الماء على ظهورهم، اضافة إلى جلب بقية الاحتياجات الاساسية الى بيتهم، فكانت هذه الام المكافحة التي تقوم على معظم هذه الامور، وتعتني بكامل الابناء، وهم عشرة بنين وبنات، وفي متابعة تحصيلهم الدراسي، والعناية بتربيتهم، كتب الله لها الاجر والمثوبة. لقد ترك فقد والده أثر كبير في نفسه، وحمّله كثير من المهام الجسام، رغم تصدي والدته لمعظمها، فوالده لم يترك كثير من المال، حيث كان رحمه الله واسع الانفاق والبذل، ولا يكنز من المال أي شيء يذكر، ولكن أمه حفظها الله (كما يقول) لم تحسسهم بشيء من هذا الفقد، بل سعت إلى امتصاص الصدمة، وايجاد الحلول المناسبة بجهدها وصبرها، وحرصت على أن لا يؤثر شيء من ذلك على دراسته وتحصيله العلمي، ولا على بقية اخوانه واخواته، بل جعلته محفزا لهم اكثر من كونه عائقا، فقد قامت على تربيتهم وتدبير امورهم بموارد محدودة، فلها الفضل الاكبر بعد الله سبحانه وتعالى إلى كل ما وصلوا إليه جميعهم، من مستويات علمية ودرجات مرموقة والحمد الله، فإخوانه اليوم كلهم اساتذة، وكذلك اخواته الاصغر منه، كلهن يحملن شهادات جامعية، ومنهن المعلمات، فقد تجاوزت بهم هذه الام المربية، بعد توفيق الله كل هذه المواقف والمعوقات، ولم تشعرهم بنقص أو فقد أو عوز، ولهذا اكمل دراسته ولم يتأثر مستواه، وتخرج من المرحلة الثانوية بتفوق، وبتقدير عام جيد جداً، وكذلك كل اخوانه ساروا على دروب النجاح والفلاح، بفضل الله ثم بفضل هذه الام الواعية القوية المدبرة. نجح بحمد الله وتوفيقه من المرحلة الثانوية في المعهد، وكان ترتيبه بين زملائه الرابع، ويذكر أن الاول كان عيسى بن سليمان المخشمي، والثاني عبدالله بن على احمد المخشمي، والثالث يحيى بن حسن يحيى الخسافي، ثم هو رابعهم، وكانت فرحته بالنجاح فرحة عظيمة، شعر بالسعادة الغامرة لهذا الانجاز المهم في حياته، ثم مازج هذه الفرحة شيء من التوجس والقلق، عندما ادرك أنه يترتب على ذلك مفارقة اسرته واغترابه عنهم، ولم يكن قد سبق له السفر خارج فيفاء، إلا مرة واحدة وهو صغير في رفقة والده رحمه الله للعمرة، ولكنه الآن استشعر أن هذه ستكون مختلفة تماما، فهو سيسافر وحده منفردا، وسيبقى لفترة بعيدا عن بلده واهله، والسفر حينها مختلف كثير عن ما هو عليه اليوم، فلا جوالات ولا اتصالات ميسرة، مع حمله همّ التسجيل في الجامعة، وزاد من توجسه بروز تياران متضادان في اسرته، تيار يؤيد اكماله للدراسة ولكنه صامت، وتيار معارض بشدة، بحجة أن المصلحة في أن يبقى مع اخوانه ويرعاهم، بحكم أنه الاكبر فيهم والمسؤول عنهم، وهنا توقفت امه عن أبداء رايها الصريح متحيرة، فرغبتها الأولى والقوية في اكمال تعليمه، مع أنها في نفس الوقت بإحساس الام تخشى عليه من البعد، ولكنها دوما كانت تردد عبارة التوكل والتفويض لله وحده، واختزلتها في قولها الدائم (ييسر الله)، وعاش لفترة في هذه الدوامة الكبيرة لا يدري كيف يتصرف، إلى أن صادف في احد الايام واحد من زملائه، الذي رافقه الى مكتب حجز الطيران في الجوة، وهناك تشجع فحجز معه في اليوم التالي إلى الرياض، ورجع بعدها إلى البيت يضرب اخماسا في اسداسا، لا يدري هل اصاب فيما فعل، وكيف سيخبر امه، وكيف سيكون ردة فعلها، وانشغل يفكر فيها وفي امور كثيرة، واهمها كيف سيتدبر امره في الرياض، ولكن ما إن اقترب من بيتهم، إلا ويجد امامه ابن عمه الاستاذ اسعد بن فرحان، الذي بادره متسائلا عما قد فعله، فلما أخبره ايده وطلب منه أن يلحقه إلى بيته، ليناقش معه هذا الامر، قائلا (ستتيسر الامور بمشيئة الله). لحقه بالفعل إلى بيته، وعندها اخبره الاستاذ اسعد بأنه عازم على السفر إلى الرياض، عن طريق البر في سيارته، وسيكون معه افراد اسرته، وكانت نيته في أن يسافر بعد عيد الاضحى القريب، ولكنه عقب قائلا، لا يفرق الامر كثيرا، سواء سافرنا اليوم أو بعد العيد، لذا قررت أن يكون سفرنا في الغد، وإذا ما رغبت فانت رفيقنا فيه، فيقول (لم اصدق ما كنت اسمعه منه، فقد اعتراني الفرح والسرور، وزالت عني كل الهموم والهواجس، ورحبت في الحال بهذه الرفقة التي لم اكن احلم بها)، ولذا سارع في الحال ليزف هذا الخبر السعيد إلى أمه، التي فرحت كثيرا واطمأن بالها، وانطلق لسانها يردد الدعاء له وللاستاذ الفاضل اسعد، بالتوفيق والنجاح والفلاح. غادر في صباح اليوم التالي في رفقة الاستاذ اسعد، متجهين بالسيارة في طريقهم إلى الرياض، وكانت رحلة جميلة وممتعة، توقفوا في اكثر من مدينة، ومروا فيها بابها والباحة والطائف وإلى الرياض، ونزلوا في الرياض ضيوفا عند احد اخوة اسعد، الذي كان يعمل موظفا فيها، وكان في الرياض حينها عدد كبير من ابناء عمومته، يذكر منهم سعيد واحمد بن فرحان اخوان اسعد، وموسى بن علي وعلي بن احمد، فحينها لم يشعر بالغربة بينهم أبدا، بل ارتاحت نفسه واستبشر خيرا، مع أنه كان يقلقه التسجيل في الجامعة، فلم يكن لديه المام بالطريقة ولا التخصصات، ولا يعرف شيئا عن الجامعات ولا عن الكليات، ولكن كان الاستاذ اسعد دليله ومستشاره الناصح، الذي اقترح عليه التسجيل في كلية التربية، في قسم اللغة العربية، لما لاحظه عليه من تفوق في اللغة العربية، واقتنع بهذا الرأي لوجاهته، ولاحترامه الكبير لصاحبه وثقته المطلقة فيه، وترافقا في اليوم التالي إلى جامعة الملك سعود، الذي ابهره ما شاهده فيها لأول مرة، من ضخامة المباني وكبر واتساع بهوها، وما فيها وحولها من النافورات والحدائق، وفاجأه ازدحام الطلاب الشديد على التسجيل، وانهمك في استكمل اجراءات تسجيله، وكان اختياره لكلية الآداب في تخصص اللغة العربية. بعد أن تمت الموافقة على قبوله في هذه الكلية، بقي في الرياض ينتظر بكل شوق بدأ العام الدراسي، ولكنه اصطدم من أول يوم يحضر فيه للكلية، عندما ظهرت امامه امور ومعلومات جديدة، لم يكن يعرفها من قبل، فقد اكتشف أن الجامعة تطبق نظام الساعات، الذي واجه فيه اكبر صعوبة في تسجيل مواده وترتيبها، لان معظم الجداول بالرموز وباللغة الانجليزية، التي لم يكن يملك خلفية عنها، ولا يجيد اللغة الانجليزية كثيرا، ولا يوجد مرشد يستعين به في فهمها، وكبر عليه الامر وتحطمت كثير من آماله، ورأى أنه من الصعوبة الدراسة بهذا الشكل، فالوقت فيها لا ينتظم بين محاضرات في الصباح وفي المساء، فتشوش عليه الامر واستصعبه، وزاد احباطه مع حضوره جزء من احدى المحاضرات، فوجد نفرة وعدم انسجام مع هذا الاسلوب، ولذا قرر الانسحاب دون تردد، وما زال في بداية الطريق، فاتجه وسحب ملفه وعاد إلى البيت محبطا، وحائرا لا يدري ما يفعل، وفي المساء رافق مضيفه، لحضور مناسبة في بيت فضيلة الشيخ الدكتور جبران بن سالم الظلمي، رئيس محكمة الاستئناف في ابها حاليا، وكان حينها يقيم في مدينة الرياض، وقد اكمل دراسة الماجستير في المعهد العالي للقضاء، ودار بينهما حديث خاص حول دراسته، وعندما اخبره بما اقدم عليه، ايده وشجعه على الالتحاق بجامعة الامام، وشرح له باختصار عن الكليات فيها، ولكنه سأله الا يوجد فيها تخصصا يتعلق بالقرآن الكريم، فقال بلى هناك احد اقسام كلية اصول الدين، متخصص في (القران الكريم وعلومه)، وعندها اشرقت اسارير وجهه، وانزاح عنه كثير من الهم الذي كان يؤرقه، وبكر من صباح اليوم التالي قاصدا مقر هذه الكلية، واحلامه تسبق خطواته، فهذا هو التخصص الذي كان يبحث عنه، وفي داخل الكلية قابله في قسم القبول شيخ جليل، تناول منه اوراقه واطلع عليها وعلى درجاته وتقديراته، واخبره أن التسجيل في هذا الفصل قد اكتمل، والدراسة منتظمة لها أكثر من اسبوعين، ولكن مع ذلك سأحاول في إلحاقك بالدراسة فيه، ولما اخبره في أنه لا يريد الدراسة إلا في الفصل الثاني، تفاجأ منه وحاول اقناعه بعدم التأجيل، فالوقت ثمين ولا يحسن به التفريط فيه، ولكنه في النهاية اقتنع بوجهة نظره، وقام بتسجيله منتظما كما رغب في الفصل الثاني، وتم قبوله ضمن طلاب (قسم القرآن الكريم وعلومه)، وحينها سافر عائدا إلى اهله في فيفاء، ومع قرب بداية الفصل الدراسي الثاني رجع للرياض، ليستعد لمباشرة دراسته، وقد هيأ نفسه واكمل استعداده لخوض هذا المعترك، ليكون احد طلاب جامعة الامام، في (كلية اصول الدين)، وانشرح صدره لما هو مقبل عليه، وقد اتضحت امامه الرؤيا تماما، وهو يجد ضالته في هذا القسم، فاقبل على دراسته وكله رغبة وتشوق. كان مقر الكلية حينها في حي الملز وسط مدينة الرياض، واكمل اجراءات السكن الجامعي، الواقع في مباني الجامعة الحديثة، شمال مدينة الرياض على طريق المطار، ووفرت لهم حافلات تنقلهم من وإلى الكلية، وابتدأت معه مرحلة جديدة في حياته، تخللها كثير من النقلات المتسارعة والمختلفة، اهمها واكثرها تأثيرا يتمثل في غربته، وابتعاده لأول مرة عن بلدته وعن اهله، ولكنه تصبر وتشاغل عن ما يجده من حنين بالدراسة، إلى أن تجاوز بفضل الله كل هذا المشاعر المقلقة، وتعود على الاستقلالية وعلى ألم الغربة، وتأقلم مع وضعه الجديد، واستطاع الاعتماد الكامل على نفسه، في شؤونه وفي كل امور حياته، ومضت به الايام والاسابيع والاشهر، ثم تلتها السنين وهو يحرز النجاحات المطردة، وتعرف على كثير من الزملاء الجدد، الذين كان عددهم في تلك الفترة محدودا، فلا يتجاوزون الثلاثين طالبا، مما كان ميزة تتيح للطالب فرصة التلقي والمناقشة والاستيعاب، وقد اقبل على دراسته من اول يوم بكل شغف وشوق، وجد واجتهاد ومثابرة على التحصيل، ولم يكن لديه ما يشغله عن دراسته، فقد فرغ لها نفسه وكامل وقته، وجعل كل اموره مهيأة وموجهة لها وحدها، وما اسرع ما انسجم مع وضعه الجديد، واحب الكلية والمقررات والزملاء، ووجد الراحة التامة في السكن الجامعي، الذي كان مجهز بكل ما يحتاج اليه الطالب، فغرفه متكاملة ومستقلة ومريحة، وموفر فيه كل الخدمات الاساسية، من مطاعم ومكتبات ووسائل ترفيه، وكل شيء فيه منظم ومقنن، ويخضع للإشراف والمتابعة والرقابة التامة، فالأمور تسير فيه وفق نظام دقيق وصارم، ومقنن بما يحفظ على الطالب وقته الثمين، لذلك يتفرغ الطالب لدراسته وتحصيله بشكل كبير، واما هو فقد وضع في اولوياته ان يعوض والدته عن كل تعبها، وان يجعلها تفخر به وتسعد بنجاحاته، وترفع به رأسها عاليا، فيقول : (كنت أرى امي تسعد وتستبشر كلما راتنا في نجاح، وفي مزيد من التحصيل العلمي، فنفرح لفرحها، ونحرص على زيادة معيار هذا الفرح في حياتها)، لذلك شمر عن ساعد الجد والاجتهاد، واكب يستزيد من معين العلوم والمعرفة، وحضي في الكلية بنخبة راقية من العلماء الافذاذ، تلقى على ايديهم ونهل من معين علومهم الكثير، وشرف بالتلمذة والدراسة على ايديهم، وكلهم على مستوى عال من العلم والفضل والمعرفة، ويذكر منهم وفي مقدمتهم، فضيلة العالم المحقق، والشاعر الأديب الالمعي، الدكتور زاهر بن عواض الالمعي (حفظه الله وشافاه)، الذي درس على يديه في مرحلة البكالوريوس، ثم لاحقا في مرحلة الدكتوراه، وقد زاره في بيته اكثر من مرة، ونهل من معين علمه وادبه وخلقه، وكذلك من مشايخه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير، عضو مجلس كبار العلماء سابقا، الذي تتلمذ على يديه في الحديث والمصطلح، وفضيلة الشيخ الدكتور سعد الخثلان، عضو مجلس كبار العلماء، وفضيلة الشيخ الدكتور صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية سابقا، الذي درس عليه اكثر من مقرر في اكثر من فصل، ويصفه بما هو عليه من دماثة الاخلاق، وكونه رجل عالم جهبذ في تفسير القرآن الكريم، وبما يتمتع به من الرقي في علمه واسلوبه وطريقته، وفي تمكنه وعلو مكانته، وايضا الدكتور احمد السالم عالم اللغة والنحو، الذي درس على يديه النحو والصرف، والدكتور محمد السويلم، والدكتور محمد الراوي رئيس القسم حينها، والدكتور مصطفى المسلم من كبار العلماء، الذي عمل لاحقا في جامعة الشارقة، والدكتور عبدالعزيز اسماعيل، الذي هو آية من آيات الله في علمه، يحمل الدكتوراه في اللغة العربية، والدكتوراه في القراءات، ومشهور في كلا التخصصين، وكذلك الدكتور محمد الشايع في التفسير، والدكتور سعود الفنيسان، وغير هولاء كثير من العلماء الافاضل المتمكنين، رحم الله من مات منهم، وحفظ بحفظه الباقين، وجزاهم كل خير. واسعده الله برفقة طيبة من الزملاء، اجتمعوا بفضل الله يوحدهم الهدف والغاية، ينشدون طلب العلم والتنافس في تحصيله، ومعظمهم من المتميزين الجادين، الذين ظلت ذكراهم عالقة في ذهنه، ويخص بالذكر مجموعة منهم، كانوا اكثر ملازمة له على مدى سنوات الدراسة، وربطتهم علاقة قوية صادقة، ومنهم الطالبان الفاضلان، الشيخ مبارك بن محمد الدوسري، والشيخ عثمان بن محمد القرني، فقد كانت بينهم كثير من الاخوة والتواصل والتعاون، وكل منهم يسعى إلى التحصيل العلمي النافع، ولم يكن بينهم شيء من التنافس الممقوت، بل كانوا يتعاونون فيما بينهم، ولا يجد احدهم شيئا إلا وسارع به إلى صاحبيه بكل اريحية، ويذكر من هذه المواقف التي يفخر بها، أنه بحكم تمكنه في مادة النحو، بناء على تأسيسه الذي اشرنا إليها، اثناء دراسته في المعهد العلمي، كان يقوم كثيرا بإعادة تدريسه لهما، وكذلك الحال في مادة الفرائض، وبالذات في المرحلة الاخيرة من الكلية، بعدما لاحظ أن زميله مبارك يتعمد الغياب في محاضرات هذه المادة، فلما سأله اخبره أنه يجد فيها صعوبة، ويريد تأجيلها إلى فصل لاحق، ليستطيع دراستها على احد المشايخ في العطلة الصيفية، فلم يقره نهائيا على هذه الفكرة، بل اقنعه بأنها من اسهل المواد، وانه على استعداد في أن يساعده على فهمها، فكانوا هم الزملاء الثلاثة يلتقون في غرفة الشيخ مبارك في السكن، ويذاكرونها مع بعضهم، إلى أن اكملوا شرح كامل المقرر، وبالذات مسائل المناسخات الطويلة والصعبة، وقد استوعبوا هذه المادة وابدعوا فيها، مما اهلهم جميعا إلى أن يأخذوا فيها درجات مرتفعة. تخرج في نهاية المطاف من الجامعة، وكان بحمد الله الاول على دفعته، بتقدير عام ممتاز، وقد سعى إلى أن يأخذ توصيات علمية من مشايخه فيها، فأخذ توصيات من الشيخ الدكتور عبد العزيز اسماعيل، والشيخ الدكتور محمد الراوي، والشيخ الدكتور مصطفى مسلم، والشيخ الدكتور عبدالعزيز السبر، واتجه إلى التقديم لطلب الاعادة في نفس الكلية، باعتباره الاول على الدفعات الثلاث (القرآن والعقيدة والسنة)، ولكن عميد الكلية حينها الدكتور فالح الصغير، اعتذر منه لعدم توفر ارقام شاغرة للإعادة حينها، واخبره أن توفرها قد يتأخر لفترة طويلة، ولذلك اتجه مباشرة إلى طلب الاعادة في كلية المعلمين بالرياض، وفيها علم ولأول مرة عن وجود كلية للمعلمين في جازان، حيث تبادر إلى ذهنه في الحال أنها الانسب له من غيرها، حتى يكون فيها قريبا من والدته واهله، وبالفعل اتجه يحدوه الامل إليها، وقد وجد بحمد الله الترحيب التام فيها، واستكمل جميع اجراءات الاعادة المطلوبة، ولم يلبث أن وردت الموافقة النهائية على قبوله، واعتمد تعيينه معيدا في كلية المعلمين بجازان. باشر عمله الاكاديمي في الكلية، ومن لحظتها سعى جادا إلى بذل جهده في اداء ما يوكل إليه، مع أنه تفاجأ بتحميله كثير من اعباء التدريس، لأن الكلية على ما يبدو تعاني نقصا في الكادر التعليمي، فقد كلف من أول يوم بتدريس سبع عشرة ساعة، في خمس مقررات، مع أن العادة لا يكلف المعيد بالتدريس، بل يعمل على تهيئته بممارسة بعض الامور الإدارية، كأن يكلف بأعمال السكرتاريا في الادارة، أو أن يساعد أحد الدكاترة في بحوثه واعماله وفي التحضير، وفي النادر قد يعطى مقررا واحدا من هذا القبيل، ولكن ان يعطى هذا الكم من الساعات والمقررات فيعتبر خطئا, مع انه كان في قرارة نفسه فرحا بهذا التكليف؛ لأنه يحب التدريس وهذا تدريب له فيه، وبالفعل فقد استفاد منه كثيرا في قادم ايامه، ومضت السنة الاولى بكل نجاح ورضى، وحينها تواصل بنفسه مع جامعة الملك سعود، رغبة في استكمال برنامج الماجستير، وبعد أن وردت موافقتهم على قبوله، رفض عميد الكلية تفريغه في ذلك العام، بحجة أنه يشترط أن يعمل المعيد قبل تفريغه مدة سنتين، مع أنه في الواقع لا يوجد في النظام نص بذلك، فالأصل أن يبقى المعيد سنة، وليست كذلك شرط لازم، ولكنه اجتهاد من الكلية، املاه عليهم على ما يبدو النقص القائم في أعضاء هيئة التدريس، ولذلك اضطره إلى مراجعة الجامعة، لطلب تأجيل قبوله إلى العام القادم. وفي جامعة الملك سعود بالرياض، استقبله الاستاذ الدكتور ابراهيم العروان رئيس القسم، الذي استغرب منه في البداية هذا الطلب، واوضح له أن الوقت والزمن محسوب عليه، وعرض عليه التعاون ليبدأ دراسته حتى يرد قرار تفريغه، ولكنه في النهاية اقتنع بأسبابه الخارجة عن ارادته، وتم تأجيل قبوله إلى العام القادم، وعاد إلى كليته ليكمل سنته الثانية، التي تم له في نهايتها الموافقة على تفريغه، وحينها انتقل للاستقرار في الرياض، وانتظم في الدراسة التحضيرية المقررة، بكل رغبة وجدية واهتمام، وفيها درس على نخبة من الاساتذة الافاضل، والعلماء الاجلاء، وفي مقدمتهم المشرف على رسالته التي كانت بعنوان (داود عليه السلام بين خبر العهد القديم ونبأ القرآن الكريم)، الاستاذ الدكتور محمد بن طاهر الجوابري (رحمه الله)، استاذ تونسي متميز، قمة في العلم وفي رقي الاخلاق والتعامل، اكرمه الله في صغره بحضور دروس الشيخ العلامة محمد بن طاهر بن عاشور رحمه الله، صاحب كتاب التحرير والتنوير، ومفتي دولة تونس حينها، والعضو في مجمع اللغة العربية، ويعتبر الشيخ بن عاشور من اعلم علماء الامة، الذي يقيّم كتابه (التحرير والتنوير)، بأنه اعظم كتاب بعد كتاب الطبري، بل يقال لو تقدم به الزمن لكان هو الاول، ومن اساتذته ايضا الدكتور زيد بن عمر، والدكتور الباحث العلامة عبدالله الصوارمة، اردني الجنسية، درّسه مادة الحديث، عالم من اعلام الحديث، وباحث قدير، من اصحاب وجيران الشيخ الالباني في الاردن رحمه الله، وكذلك من اساتذته الدكتور محمد اديب الصالح، وغيرهم كثير ممن اقتبس منهم فوائد جمة، وعلوم نافعة، ومضت به الدراسة جميلة وممتعة، تخللها كثير من المواقف والجهد المثمر، واكتملت مع بحوثها على خير ما يرام، ونال في نهايتها بحمد الله وتوفيقه درجة الماجستير بتفوق، وعاد في عام 1419هـ إلى كليته، حاملا شهادة الماجستير، وانغمس من جديد في عمله الاكاديمي، منتظرا بكل شوق التسجيل لنيل درجة الدكتوراه، وكانت قد توقفت تلك الفترة بعض البرامج في معظم الجامعات، حيث تردد على كثير منها يبحث عن الفرص المتاحة، فتواصل مع جامعة ام القرى وجامعة الامام، إلى أن تم قبوله بفضل الله في عام 1423هـ في جامعة الامام ، وواجه في البداية ضرورة احضار قرار تفريغه للدراسة، الذي لم يكن قد صدر حينها، وسيتأخر لأشهر لتزامن الوقت مع العطلة الصيفية، فالتجئ إلى عميد الكلية لعله يجد له حلا سريعا، ولم يكن بمقدور العميد إلا تزويده بخطاب رسمي، يتكفل فيه بإرسال هذا القرار عند انعقاد مجلس الكلية، مع بداية العام الدراسي القادم، ولكن وكيل الجامعة لم يقبل هذا الخطاب، واخبره بانه سيتم الغاء قبوله إن لم يوجد هذا القرار؛ لأنه شرط اساسي في الجامعة، واوضح له أنهم قد يقبلون التأخير، لو ورد خطاب من معالي الوزير أو من وكيله، وحينها سارع في التواصل مع عميد الكلية يستنجد به، الذي قام بدوره مشكورا في الاتصال بوكيل الوزارة، الذي وافق على ارسل هذا الخطاب، محتويا على اسماء كل المفرغين من الوزارة للدراسة، واعداً بان قرارات مجالس الكليات سترسل لهم لاحقاً، وكان اسمه ضمن هولاء الاسماء، وحينها انفرجت الامور، واعتمد قبوله النهائي للدراسة فيها، وسارت من بعدها الامور على خير ما يرام. اعتمد اسمه ضمن المقبولين لدراسة الدكتوراه في ذلك العام، وكان عدد الدارسين عشرين، احد عشر طالبا وتسع طالبات، وسعى من ساعتها إلى تهيئة نفسه لهذه الدراسة، واستكمل استقراره في مدينة الرياض، حيث لم تبدأ الدراسة المنهجية إلا وهو في كامل استعداده، وابتدأ المشوار معه بكل جد واجتهاد، وما اسرع ما انسجم مع وضعه الجديد، وعمل على متابعة دراسته وحضوره والتزامه، فكان بحمد الله وتوفيقه هو الاول على كامل هذه الدفعة، فقد هيء وفرغ نفسه لكل ما هو مقبل عليه، وعمل بكل وسيلة إلى أن لا يشغله شاغل عنها، وفي هذه المرحلة حضي بالدراسة على نخبة متميزة من الاساتذة الافاضل، والعلماء الاكابر الاخيار، وعلى راسهم وفي مقدمتهم، الاستاذ العلم الدكتور زاهر بن عواض الالمعي شافاه الله، وهو رجل فذ ورجل دولة وعالم جليل، له مكانته العلمية والاجتماعية، وكذلك منهم الدكتور محمد الشايع، والدكتور ابراهيم الدوسري، الذي درس على يديه القراءات، والدكتور سعيد الفلاح تونسي الجنسية، وغيرهم كثير، درس على ايديهم في السنة المنهجية، التي تلاها اختبار شامل، مكون من شقين (تحريري وشفوي)، منح ثلاثة اشهر للاستعداد له، لأنه كان اختبار قوي ومكثف، ولما اجتاز هذا الاختبار، تم اختياره للرسالة العلمية المطلوبة، وكانت الكلية قد وافقت مبدئيا لكامل الطلاب على تنفيذ مشروع بحثي جماعي، شارك فيه كامل المجموعة، تحت عنوان (المفردات اللغوية في كتاب ابي حيان)، وقد قطعوا فيه جادين شوطا كبيرا، ولكن الجامعة رفضت الموافقة على هذا الاسلوب في البحث، موجبة ان يكون لكل طالب موضوع وبحث خاص به، وأن لا يكونوا عالة على بعضهم، مما اضطر كل طالب منهم إلى اختيار عنوان خاص به، واختار هو بحث بعنوان(اقوال الفراء وموقف الطبري منها، من خلال تفسيره، جمعا ودراسة وموازنة)، وقد استفاد في اختياره (كما يقول)، من دراسة كان قد جمعها الدكتور الاستاذ بدر بن ناصر البدر، رئيس القسم في الجامعة، كانت بعنوان (اقوال ابو عبيدة وموقف الطبري منها)، وهي قريبة من نفس الموضوع الذي اختاره، وقد سار كثيرا على منوالها، بل واستفاد منها في وضع خطته، ومن توفيق الله أن الدكتور البدر كان احد المناقشين له بعد اكتمالها، وكان المشرف عليه في هذه الرسالة، الاستاذ الدكتور زكي محمد ابو سريع، عالم مصري ازهري جليل، اعانه كثيرا وتعاون معه بكل ايجابية، واستفاد من علمه وارشاداته، ولم يكن يؤخره في اجازة ما يعرضه عليه من اجزاء ينهيها، بل يجيزه اولا بأول، مع تنبيهه لما يحتاج إلى اضافة أو تعديل، فكان متعاون معه الى ابعد الحدود، ويتمتع بفكر منفتح واسلوب راق جميل، فلا يحده على فكر خاص ولا على منهج معين، مما سهل امره ويسر له اكمال رسالته سريعا، حيث استطاع اكمالها في وقت وجيز، وكان من أوائل الطلاب في انجاز رسالته، لأن كثير من الدارسين يعانون بسبب تأخير مشرفيهم لهم. كانت اجراءات الموافقة على المناقشة تأخذ وقتا طويلا، ويتطلب الامر اعتمادها من مجلس الكلية ثم من الجامعة، وهذا يحتاج جهدا ووقتا طويلين، وفي هذه الاثناء وهو ينتظر ورود الموافقة، التقاه رئيس القسم، الدكتور بدر بن ناصر البدر، الذي سأله عن رسالته ومنه المشرف عليها، فلما اخبره عقب مازحا لا ادري كيف افلت مني في الاشراف عليك، ولكنني لن اتركك في المناقشة، بل وزيادة على ذلك سأرشح لك مناقشا آخر معي، وبالفعل فقد قام بترشيح الاستاذ العلم الدكتور احمد الخراط، الذي كان يعمل حينها في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وقام هو بالتواصل معه مبدئيا، حيث وافق بالقبول على أن يصله بذلك اعتماد رسمي، وكذلك اتصل بمديره المباشر في المطبعة، الذي لم يعارض على أن يكون ذلك بخطاب رسمي، ولذلك ارسل له بالبريد الممتاز، نسخة من رسالته على عنوانه في المدينة ، وسارت من بعدها الامور على ما يرام، فقد وردت موافقة الجامعة على عقد هذه المناقشة، وحدد وقتها ومكانها، واقترب الوقت وازف موعد الحصاد، وزاد التوتر مع اقتراب هذا الموعد، ولكن الله سبحانه وتعالى يهيئ الامور ويسهلها، ففي اليوم السابق لموعد المناقشة اتصل عليه الدكتور البدر حفظه الله، يدعوه فيه لتناول طعام الغداء عنده في البيت، واخبره أن ضيوفه هما الدكتور احمد الخراط، والدكتور المشرف زكي ابو سريع، فلا تسال عن فرحته الشديدة بهذه الدعوة، فقد خففت عنه كثيرا من التوتر الذي كان قد اعتراه، ولطفت له الاجواء بشكل عام، ولذلك تمت المناقشة بحمد الله في وقتها المحدد، بكل يسر وسهولة وارتياح بال، وإن كانت متعبة وطويلة؛ لأن الرسالة تحتوي على اكثر من الف ومائتين ورقة، وفيها موضوعات متعددة وكثيرة، حتى أنها لو قسمت لكفت عدة رسائل، وقد اعانه كثيرا المشرف الفاضل في اعدادها، واستفاد منه ومن توجيهاته ونصائحه، جزاه الله كل خير. وبعد اعلان النتيجة بحصوله على درجة الدكتوراه، عاد إلى عمله في منطقة جازان، الذي تزامن حينها مع بداية افتتاح جامعة جازان، وتحويل كلية المعلمين إلى كلية للتربية، وكان عميدها في ذلك الوقت الاستاذ الدكتور حسن بن حجاب الحازمي، عضو مجلس الشورى حاليا، وهو رجل فاضل متميز، على قدر كبير من العلم والاخلاق والادب، ينتمي إلى اسرة كريمة فاضلة، فوالده الاستاذ الاديب حجاب الحازمي، رئيس النادي الادبي بجازان سابقا، وكانا قريبان في السن، فلا يكبره إلا بحوالي ثلاث سنوات، ولكنه استفاد منه كثيرا في علمه واخلاقه ومشورته، وابتدأت جامعة جازان الجديدة في نمو مطرد، وتوسعت وتبلورت في شكل متكامل ورائع، وارتقت إلى مصاف الجامعات المرموقة في المملكة، حيث حققت تغييرات كبيرة في عهد مديرها السابق، الدكتور محمد بن علي هيازع، الذي احدث التغييرات الكبيرة والاساسية، وكان رجل قائدا متمكنا، وعلى قدر كبير من العلم والخلق والادب، وانسان متمكن في قيادته وسياسته، اجتمعت فيه صفات الكرم والعلم والادب والذكاء، فهو قيادي بمعنى الكلمة، احرزت الجامعة به نجاحا باهرا. وما اسرع ما اندمج من جديد في العمل، وواصل نجاحاته السابقة بكل راحة وطمأنينة، واستمر في ممارسة التدريس مرتاح البال، وكلف في اثنائها بالعديد من الاعمال والمهام، فقد اوكل إليه رئاسة قسم القرآن الكريم، والعمل وكيلا لكلية التربية، ورئيسا لقسم الثقافة، وعضوا في مجالس الجامعة، وتعايش مع كل هذه الادوار بكل جدارة واقتدار، وقد مرت به بعض المحكات والمواقف، واجتهد في تجاوزها وفي حسن التصرف فيها بما يلائمها، ومن ذلك مما لم يزل ماثل امامه وعالق بذاكرته، وكان حينها رئيس لقسم الدراسات القرآنية عام 1428/1429هـ، وهذا العام كان اخر مراحل كلية المعلمين، والانتقال التام إلى نظام كلية التربية، وقد نجح معظم الطلاب منها وتخرجوا، إلا طالبا واحدا بقي عالقا لم ينجح، واستنفد كل ما اتاحه له النظام من الحذف والتأجيل، ومضت عليه سبع سنوات أو ثمان، ونجح في كل المواد إلا مقرر القرآن الكريم، لأن التقييم فيه كان شديد وصارم، فاذا ما اخطأ الطالب خطأ واحدا، حذفت عليه اربع درجات، والمقرر المفروض ثلاثة اجزاء، من بداية سورة الاحزاب الى نهاية سورة فصلت، وبعد أن شكلت له لجنة خاصة لاختباره، اخفق ولم يستطع النجاح، فتدخل الرئيس في تأجيل اظهار النتيجة لإعطائه فرصة اخرى، وشكلت له لجنة ثانية ولكنه كذلك اخفق، وكان العميد في هذه الاثناء يطالبهم بسرعة أرسال النتائج، التي تأخرت عن موعدها المحدد، فكان يختلق له الاعذار مراعاة لهذه الحالة النادرة من الطلاب، فقد حيره واهمه امره كثيرا، لذلك شكل له لجنة ثالثة ترأسها بنفسه، ولما حضر هذا الطالب وهو يحمل مصحفا له قلم قارئ، اشتراه كما اخبرهم بخمسمائة ريال، ليدلل لهم على مدى اهتمامه واجتهاده، ولكنهم اخبروه أنه لا يهمهم هذا المصحف وقيمته، بقدر ما يهمّهم اتقانه هو للقراءة بنفسه، ولذلك عرضوا عليه أن يقرأ من حيث شاء، فاذا به يتلعثم ويخطئ كثيرا، وكان بهذا الوضع بين امرين، اما ان يرسب فيفصل من الكلية، ويخسر كل تعبه وجهده ونجاحاته في السنوات الماضية، واما ان يقبل له عذر فيعطى فصلا زائدا، ولكن قد لا توافق له على ذلك ادارة الجامعة، فقد استنفد كامل الفرص المتاحة له في هذا المجال, ولذلك اقترح عليه حلا ثالثا استثنائيا خارج نطاق الانظمة، ولكن من باب الرحمة ومراعاة خاصة لهذه الحالة الاستثنائية الفريدة، فقد عرض عليه أن ينجّحوه في هذا المقرر الوحيد، بشرط ان يعطيه عهد الله وميثاقه في ان يدرسه كاملا، عند احد الشيوخ في احد المساجد حتى يحفظه، واعطاه لذلك مهلة سنة كاملة، وقال له انت وامانتك، والله خير الشاهدين، فقال له نعم أفعل ذلك بأذن الله، وأفي لك بهذا الشرط كاملا، يقول : (مضت بعدها ثلاث سنوات، وإذ بي اقابل هذا الطالب، ولم اعرفه في البداية حيث تغيرت ملامحه، ولكنه من نفسه جاء إلي وسلم علي وقبل رأسي، وعرفني بنفسه وذكرني بقصته، فقلت له إذاً اخبرني ما فعل الله بك، فقال ابشرك أنه قد تم تعييني معلما، ووفيت بكامل العهد الذي قطعته لك، حيث حفظت حتى الآن عشرة اجزاء كاملة، وما زلت اكمل حفظ بقية القرآن ولله الحمد, وابشرك أن لدي حلقة خاصة لتحفيظ القرآن الكريم)، يقول: كانت هذه من اكبر المواقف التي حمدت الله عليها كثيرا، في أن هداني الله ووفقني اليها، مع انها في الواقع تعد مخالفة للوائح والانظمة، وانما فعلتها من باب روح النظام ورحمته، ومن باب مراعاة الأصلح فيما يمليه علي واقع الحال، وتمليه ملابسات المصلحة الماثلة امامي، فقد تصرفت من خلال المرونة ومراعاة مقاصد النظام الايجابية، وفي تطبيق روحه للوصول إلى تحقيق غاياته. بالطبع فالأنسان يكتسب خبراته من خلال الممارسة، ويقوم بالاجتهاد في سبيل تحقيق نتائج ايجابية، من جلب مصلحة أو دفع مضرة قائمة بين يديه، فقد تتجاوز عن بعض الضوابط بما هو اصلح واوفق، دون أن يلحق ذلك ضرر أو اجحاف بآخر، وسعيا لتطبيق مبدأ روح العدالة في جوانب تنفع ولا تضر، فالنظام انما جعل ليهتدا به ويسار على نهجه، وتكون للقائد نظرته الفاحصة من خلال ممارسته له، قال صلى الله عليه وسلم (اللهم من ولي من أمر امتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه، ومن ولي من أمر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به)، والإنسان في هذه الدنيا لا يبقى له إلا تعامله الحسن، وتعاونه ورحمته ورأفته، فالكراسي أمانة وهي دواره، جعلت لخدمة الاخرين، فلا يبقى للإنسان من المنصب الا الذكر الطيب والعمل الصالح، فكم من انسان ذهب ونسي ذكره، وكم من اناس بقيت اعمالهم وسيرهم عالقة في الأذهان، وما ذلك الا لأخلاقهم وتعاونهم وتعاملهم، والموفق من وفقه الله للخير، واللوائح إنما وضعت كتنظيم اداري، ولكن القيادي يختلف عن الاداري في تطبيقها. الخبرات العملية: قام طوال عمله الوظيفي بكثير من الاعمال، واكتسب كثيرا من الخبرات والمهارات، ومن ذلك: ⦁ عندما كان في قسم الدراسات القرآنية في كلية المعلمين، قام بتدريس مقررات (التفسير، وعلوم القرآن، واصول التفسير، والقرآن الكريم، والحديث، ومصطلح الحديث). ⦁ اثناء تحضيره للدكتوراه، في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، قام بتدريس مقررات (التفسير، والقرآن الكريم)، في كليتي اللغة العربية، والشريعة فيها. ⦁ وفي كلية الشريعة بجامعة جازان قام بتدريس مقرر(علوم القرآن، وتفسير آيات الاحكام، والثقافة الاسلامية). ومارس كثيرا من الاعمال الادارية ومنها: ⦁ اثناء عمله في كلية المعلمين بجازان، عمل رئيسا لقسم الدراسات القرآنية، وعمل أمينا لقسم الدراسات القرآنية، وعمل في قسم القبول والتسجيل، وعمل رئيسا للأنشطة الطلابية، وعمل في العديد من اللجان، ومنها رئيس لجنة النشاط الثقافي عام 1419هـ ، وفي لجنة الجداول العامة، واشترك في لجنة تحكيم المسابقات، وعضوا في لجنة التأديب. ⦁ وفي جامعة جازان فيما بعد، عمل رئيسا للجنة فتح المظاريف، ووكيلا لكلية التربية، ورئيسا لقسم الثقافة الاسلامية بكلية الشريعة، وكذلك في العديد من اللجان داخل كلية التربية ومنها : رئيس لجنة الجداول، ومقررا في لجنة شؤون الطلاب، وعضوا في لجنة مقابلة المعيدين والمحاضرين، وعضوا في مجلس كلية الشريعة في الجامعة، وعضوا في مجلس الدراسات العليا بالجامعة. وعمل في عدة لجان علمية ومنها: ⦁ عضو في مجلس كلية الشريعة، وعضو في مجلس الدراسات العليا في الجامعة، وعضو في مجلس قسم الشريعة، وعضو في مجلس قسم الثقافة الاسلامية بكلية الشريعة، وعضو في مجلس كلية التربية، وعضو في مجلس قسم الدراسات القرآنية، وعضو في مجلس قسم الثقافة الاسلامية، وعضو في الجمعية السعودية للقرآن الكريم. واما في خدمة المجتمع: ⦁ فهو عضو في جمعية البر الخيرية بفيفاء، وعضو في لجنة التوعية. وله العديد من المشاركات التطوعية، والمحاضرات والدروس الخاصة والعامة، ومن ذلك )له درس اسبوعي في جامع (بن باز) نيد اللمة بفيفاء، تحت عنوان (وقفات في التفسير، من خلال تفسير القرآن العظيم، لأبن كثير)، وله دروس في رمضان بعنوان (تفسير جزء عم)، وله مشاركة في بعض النشاطات التي تنظمها بعض مدارس فيفاء وجازان، والقاء بعض المحاضرات في مناسبات عامة، والقاء بعض خطب الاعياد والجمع في جامع (بن باز) نيد اللمة بفيفاء. وحضر العديد من المؤتمرات والندوات، حيث شارك في مؤتمر (وسائل الدعوة المعاصرة)، الذي اقيم في الجامعة الوطنية بجاكرتا (اندونسيا)، في 7ـ9/8/1432هـ، وشارك في مؤتمر (أسلمة الدراسات اللغوية وتطبيقاتها)، المقام في الجامعة الاسلامية بماليزيا في يناير 2010م، وحضر (مؤتمر القرآن الدولي مقدس)، المنعقد بجامعة ملايا بماليزيا 2010 م، وحضر (مؤتمر الاعجاز البلاغي في القرآن والسنة وابعاده التنموية والحضارية)، المنعقد في جامعة سيدي محمد بمدينة فاس في المغرب 2010م، وحضر مؤتمر (ترجمة البلاغة القرآنية)، المنعقد بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة القاضي عياض في مدينة مراكش بالمملكة المغربية 1/7/1433هـ، وحضر مؤتمرا في اسطنبول بتركيا عن التفسير المعاصر، وحضر مؤتمرا في الفيوم بمصر عن صراع الحضارات، وحضر مؤتمر (النص القرآني)، بقسم الدراسات الشرق الأوسط جامعة لندن المملكة المتحدة (بريطانيا) من 4ـ7/1/1435هـ، وحضر ندوة الحج الذي نظمته وزارة الحج في حج عام 1431هـ، وشارك في تنظيم ندوة(اعلام المفسرين في منطقة جازان)، الذي نظمته جامعة جازان بالتعاون مع فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم بجازان، وشارك في فعاليات ندوة (الارشاد الاكاديمي ومعايير الجودة والاعتماد)، التي اقامتها كلية التربية في جامعة جازان، وحضر ندوات مختلفة، اقامتها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم، وحضر بعض المؤتمرات الداخلية في الجامعات الاسلامية ( الرياض جدة مكة). وقد حرص دوما على تطوير قدراته الذاتية، بما يعينه على اداء رسالته على اكمل وجه، ولذلك شارك في العديد من البرامج التدريبية والورش التطبيقية، ومن ذلك اخذه (دبلوم في مقدمة الحاسب الآلي في المعهد الامريكي)، و(دورة في تعلم الحاسب الآلي (برنامج ويندوز)، و(دورة في برنامج (بلاك بورد) التعليم عن بعد)، و(حضوره ندوة في الارشاد الاكاديمي)، و(دورات مختلفة عن التطوير الذاتي في الادارة، وكذلك في العمل) وبعضها كان الحضور عن بعد. وله العديد من الكتب والمؤلفات، على النحو التالي: ⦁ داود عليه السلام بين خبر العهد القديم ونبأ القرآن الكريم (رسالة ماجستير). ⦁ اقوال الفراء وموقف الطبري منها في تفسيره ـ جمعا ودراسة وموازنةـ (رسالة دكتوراه). ⦁ منهج القرآن الكريم في الحوار من خلال سورة آل عمران (بحث منشور). ⦁ حقيقة التكرار في القصص القرآني ـ دراسة تطبيقية لقصة موسى عليه السلام ( بحث منشور). ⦁ الاختيار في القراءات وضوابطه عند أبي منصور الأزهري ـ منشور. ⦁ قواعد الترجيح المتعلقة بأسباب النزول عند الامام الطبري في تفسيره ومنهجه فيها ـ منشور. ⦁ آفات اللسان دراسة في ضوء الكتاب والسنة (دراسة موضوعية). ⦁ دلالات الآيات التي استدل بها العلماء على حكم تغطية المرأة وجهها. ⦁ جمع القرآن الكريم دراسة تأصيلية. وهناك بعض اوراق العمل، عبارة عن بحوث مصغرة، قام بإعدادها لإلقائها كمحاضرات، مثل (النسخ في القرآن الكريم ورأي أبو مسلم الاصفهاني)، (بعض أراء أبي مسلم الاصفهاني التي انفرد بها)، (القواعد التفسيرية المستنبطة من تفسير ابن عباس)، (منهج أم المؤمنين عائشة في التفسير)، (توظيف الصحابة لقواعد التفسير في تفاسيرهم دراسة تطبيقية)، (التحقيق في رأي شيخ الاسلام ابن تيمية في المجاز ـ دراسة آيات ظاهرها التعارض وكيفية الجمع بينها). وله مشاركة في مراجعة كتاب (الكشف والبيان) للثعالبي. وقام بتحكيم بحوث الترقية لنشرها في مجلات محكمة، ومنها مجلة الجامعة الاسلامية، ومجلة جامعة جازان). الحالة الاجتماعية: زوجته هي الفاضلة المعلمة مطرة بنت احمد اسعد الظلمي، وهي بنت عمه، وكانت تعمل مديرة في المدرسة الابتدائية الاولى للبنات بفيفاء، قبل أن تتقاعد مبكرا، ولهما من الابناء تسعة اولاد، ثمان بنات وابن واحد، على النحو التالي: ⦁ امجاد بكالوريوس اعلام، متزوجة ولها ابناء. ⦁ رحاب بكالوريوس علوم طبية، متزوجة ولها ابناء. ⦁ رحمة بكالوريوس لغة انجليزية، متزوجة. ⦁ ملاك بكالوريوس تربية فنية، متزوجة. ⦁ وابرار طالبة جامعية. ⦁ نسيبة طالبة ثانوية. ⦁ اصايل طالبة ثانوية. ⦁ إيلاف طالبة في الصف السادس الابتدائي. ⦁ محمد طالب في الصف الاول الابتدائي. حفظهم الله وبارك فيهم، وجعلهم قرة عين لوالديهم. وقد عقب شاكرا وممتنا لكل من كان له فضل في مسيرته التعليمية والعملية، فالشكر أولا وآخرا لله سبحانه وتعالى، ثم الشكر لوالده رحمه الله، الذي اعانه في الصغر، واهتم كثيرا بتعليمه، ثم الشكر الجزيل لوالدته حفظها الله، التي كان لها فضل كبير في تعليمه وفي عمله، وما زال (كما يقول) يسترشد بآرائها ويتبرك بدعائها، ثم الشكر لزوجته التي ضحت بالكثير، وتولت تربية الابناء اثناء غيابه الطويل لدراسة الماجستير والدكتوراه، وكانت وما زالت نعم المعين والمرشد والنصير، وكذلك يشكر جميع إخوانه واخواته، بما قدموه له من دعم مادي ومعنوي، ثم الشكر والدعاء للاستاذ سالم بن احمد رحمه الله، ولأخيه يحيى بن احمد حفظه الله، اخوان زوجته الذين كان لهما دور كبير في مساندة اختهم اثناء غيابه، ثم لكل صاحب فضل أو معروف سابق أو لاحق، ذكرهم أم لم يذكرهم، فجزاهم الله كل خير واعظم لهم الأجر والمثوبة. ونسال الله له دوام التوفيق والسداد، ويبارك فيه وفي علمه، وينفع به، ويزيده فضلا وعلما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محبكم/ الرياض في 2/3/1443هـ غرِّد شارك هذا الموضوع: انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :