رجال في الذاكرة الأستاذ والناقد الأدبي الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الغذامي

  • 10/19/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

رجال في الذاكرة الأستاذ والناقد الأدبي الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الغذامي د.غازي زين عوض الله المدني ارتبطت صداقتي به زميلا وأخا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، حيث أوكلت إليه رئاسة قسم الإعلام بالجامعة، برغم إصراره على رفض المنصب لأنه ليس متخصصا في الإعلام، بل في الأدب والنقد، وأمام إصرار الجامعة قبل برئاسة القسم لمدة عامين، وفي تلك الفترة كنت معيدا في القسم، أوكل الي سكرتارية القسم في إبان رئاسته حوّل مكتبه إلى نادي ثقافي يجتمع فيه زملاؤه من تخصص اللغة العربية، يتحاورون فيما بينهم في كثير من القضايا الفكرية والأدبية ويتناقشون حولها بكل موضوعية وطرح علمي وحقيقة قد استفدت منهم وكنت أحيانا أدخل معهم في النقاش، لقد لمست منه حسن التعاون ودماثة الأخلاق والتواضع، كان يسألني عن أي موضوع يشكل عليه في الإعلام ويستأنس برأيي ويعمل به، ترك القسم إلى الدكتور عبد الوهاب البغدادي الذي نقل من جامعة أم القرى إلى جامعة الملك عبد العزيز في تخصص التقنية الإعلامية، وفي الوقت نفسه أسند إلى أ.د.عبد الله الغذامي رئاسة قسم اللغة العربية وكأنه بهذا المنصب تنفس الصعداء لأنه في مجال تخصصه، وظلت علاقتي وطيدة به ومستمرة، وكنت في ذلك قد طرحت عليه أن أقدمه لرئيس النادي الأدبي بجدة الأستاذ الأديب عبد الفتاح أبو مدين الذي تربطني به صداقة وصهر وفي زيارتنا له أخبرني الغذامي بأنه كان يقرأ للأستاذ عبد الفتاح أبو مدين في مجلة الأضواء، وكان أبومدين يكتب بها وأحد ملاكها في عصر صحافة الأفراد وحقيقة أن النادي الأدبي استفاد من أ.د.عبد الله فكريا وثقافيا وعلميا وأصبح متعاونا مع الأستاذ أبو مدين حيث كان يسهم معه في وضع خطط استراتيجية بعيدة المدى لفاعليات النادي سواء أكانت من الناحية المنبرية أم من ناحية استضافة مفكرين من أدباء المملكة وخارجها يحاضرون في النادي، ولقد اختاره الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين نائبا له بعد أن انتقل من جامعة الملك عبد العزيز إلى جامعة الملك سعود وكان سبب نقله كما يذكر أنه كان يتعرض للمضايقات من بعض أساتذة اللغة العربية، وقبل أن ينتقل لكلية الآداب بقسم الملك سعود، كان يكتب في الصحف السعودية مقالا أسبوعيا، لقد نشبت بينه وبين بعض الأدباء مساجلات ومعارك أدبية انتقلت من صحيفة إلى أخرى ومن بين من خاض معهم معارك أدبية الأستاذ المليباري حول قضايا الأدب الحديث، وكان في ذلك الوقت يقود حركة الأدب الحديث كإمام للحداثة بالمملكة العربية السعودية وهو الذي أدخل التيار الحداثي فيها، ويمثل صوتها، ولقد امتد الأمر في المعارك الأدبية أنه اتهم وطعن في عقيدته من بين الذين خاضوا معه فهو لم يعبأ بتلك المهاترات والسب والشتم الذي لحق به بل كان يركز على القضايا الأدبية في خلافه معهم في جوهر القضية وصلبها الإعلامي، ومن باب الفضول والتطفل طرح أحد الصحفيين سؤالا على الأستاذ رضا لاري الذي كان يرأس جريدة عكاظ؟.. ومن بين ما رأيه في الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي كأحد رواد الحداثة في المملكة، أجاب بكل هزلية أنه حداثي إلى أخمص قدميه، ولكنه يصلي، واستمر الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي يدافع بكل ما اوتي من علم عن تيار الحداثة بسلاح قوي وعلم غزير إلا أنه تراجع إلى حد ما في بعض نظريات الحداثة قدما ليجدد بفكره وفلسفاته إلى ما يسمى ما بعد الحداثة، لقد أصاب علاقتي معه بعض الفتور حيث إنه كان قد توسط في حل قضية خلافية بيني وبين الأستاذ أبو مدين في قضية طلاق ابنته من ابني البكر غسان، وكان الغذامي يظن أن بيدي مفتاح حل القضية لامارس على ابني ضغوطا على أن يطلق ابنة أبو مدين، وكان لابني من زوجته ولدين وبنت، ويعلم الله انني حاولت أن ألبي طلب أ.د.عبد الله الغذامي إلا أنه لم يكن بيدي أن أقنع ابني بالطلاق، ولكن إشكالية أ.د.عبد الله الغذامي في ذلك الوقت أنه لم يقدر موقفي بفشلي في ذلك، وأخذ مني موقفا وقطع علاقاته حتى الآن، ولكن مع كل ذلك أدين له بالفضل وبوقوفه معي في كثير من القضايا الخلافية مع زملاء في قسمي، ومازلت أكن له كل محبة واحترام، وقد عرضت عليه في إحدى المناسبات كان يحضرها في النادي الأدبي بجدة أن أكرمه في صالوني الأدبي والثقافي في القاهرة لكنه رفض، وقال لي إنه يكفي علي أن كرمني الأستاذ أبو مدين في نادي جدة ومع علمي أنه يتمتع بدماثة الأخلاق والتواضع ولكنه قد يتمسك في بعض الأحيان بموقفه ازاء أي خلاف.. وفي سيرته الذاتية بورتريه أنه من مواليد 1946م في في مدينة عنيزه، ينتمي إلى أسرة الدوح (أمراء عشيرة الحسينه من الدغيرات من عيده) من قبيلة شمر وأسرته لها أمجاد ورئاسة، وهو أكاديمي وناقد أدبي ومفكر سعودي، أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود بالرياض، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة اكسترا ببريطانيا، صاحب مشروع في النقد الثقافي واللغة. أول كتبه كان دراسة عن خصائص شعر حمزة شحاتة بمنهج الألسنية تحت اسم الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية، كان عضوا ثابتا في المحاكات الأدبية التي شهدتها الساحة السعودية ونادي جدة الأدبي تحديدا في فترة الثمانينيات بين الحداثيين والتقليديين، لديه كتاب آثار جدلا يؤرخ للحداثة الثقافية في السعودية تحت اسم حكايات الحداثة في المملكة العربية السعودية، يعد من الأصوات الأخلاقية في المشهد السعودي الثقافي، ويتراوح خصومه من تقليديين كالشيخ عوض القني إلى حداثيين كسعد البازعي وأدونيس، يكتب مقالا نقديا في صحيفة الرياض من الثمانينيات، وعمل نائبا للرئيس في النادي الأدبي والثقافي بجدة – كما أشرنا إلى هذا المنصب آنفا – حيث أسهم في صياغة المشروع الثقافي للنادي في المحاضرات والندوات والمؤتمرات ونشر الكتب والدوريات المتخصصة، والترجمة، وقد كتب الأستاذ محمد لافي اللويش عن جهود عبد االله الغذامي في النقد الثفافي بين التنظير والتطبيق في رسالة ماجستير عام 2008م في تاريخ 26/9/2011، بدأ الغذامي في كتابة مقال أسبوعي في صحيفة سبق الالكترونية وعما قيل عنه في اثناء معاركه مع الأدباء خصومه الذين طعنوا في عقيدته وما أشيع عن ذلك بأن لفقوا له التهم استضافه العلامة الكبير الشيخ بن عثمين – يرحمه الله – في منزله ودار بينهما حوار ونقاش عن الحداثة لم ينشر، غير أنه ما عرف من تسريب أن الشيخ بن عثمين برأ ساحته عما قيل عنه، ولم يعترض على فكره وايدلوجياته في الفكر الحداثي، ولا أعلم إن كانت هذه الرواية حقيقية أم إشاعة. ومع تقديري وتثميني عن فكر الغذامي إنني أجله واحترمه كما انني اشكر مجلة السبق التي نشرت سيرته الذاتية في الانترنت مع أنني كنت أبحث عنها سابقا ولم أعثر عليها، إلا عن طريق زوجة اخيه الأستاذ أمل العبدالكريم المقيمة في لندن التي أرسلتها لي على حسابي في twitter، أسال الله له التوفيق باحثا وعالما ومفكرا. وأرجو أن يراجع نفسه ويتصل بي ليعيد معي شرف الصداقة.

مشاركة :