أمطري يا غيوم المحبة

  • 10/31/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعض الكويتيين لا يعرفون كيف يفرحون أو يستمتعون بأجواء الفرح، وهم هداهم الله، من نوعية تحب النكد، وتتبارك فيه، ولديها مبدأ أنا نكدي إذن أنا موجود. الكويت - اللهم لا اعتراض - تعتبر أسخن بقعة على وجه الأرض، وليست مزحة حكاية إمكانية قلي بيضة على بلاط الرصيف في عز الصيف من شدة الحرارة، وبينا يموت الناس بالعشرات في الدول الأخرى إذا بلغت الحرارة 35، لا نموت نحن من 50 درجة مئوية في الظل ولا يعود ذلك لأننا من قبيلة شمشون الجبار، إنما بسبب توماس أديسون أبو الكهرباء وويلس كاريار مخترع التكييف رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته هما وكل عالم نفع البشرية وأحياها بدلا من أن يميتها. المهم أن التكييف أنقذ جياتنا وإلا لكنا مسدحين في البيوت والشوارع من شدة الحر، بالتالي يجب أن نكون أكثر فرحا بالأمطار التي جاءتنا، فهي هدية وكرم من السماء، علينا أن نشكر الله عليها، حتى إن صحبتها بعض الرياح، لذلك كانت غريبة تعليقات من صبغ كل شيء في حياتنا بلون داكن كداخله، ليحول الفرح إلى شك واكتئاب. بعض هؤلاء خشوا أن يكون المطر من نوعية (عارض ممطرنا) وهو مطر منذر أصاب قوم هود وقتلهم وشتت شملهم، أي أن أمطارنا ربما كانت عقابا لنا، ولا أعرف سبب ذلك الظن وشعب الكويت من أكثر شعوب العالم تصدقا ودفعا للمساعدات للفقراء والمحتاجين في كل مكان، ما نقول إلا أصلح الله نفسياتكم المعتمة. كويتيون آخرون نظروا إلى الموضوع على أنه من أشراط الساعة، سامحكم الله شوية مطر ساقه الله لنا غيثا لأرضنا الناشفة العطشى فترون فيه نذيرا لنا. اشسوينا لكم بس! تعالوا للفئة الثالثة من الكويتيين الذين وجدوها فرصة للضرب في الحكومة ووزاراتها المعنية فقط لأن القليل من شوارع الكويت فاضت لوقت طفيف، ثم عاد كل شيء لوضعه الطبيعي، لم يغرق أحد، ولم تتضرر مركبات وممتلكات بالعدد والشكل الذي حدث ويحدث عند غيرنا من البلاد، وحتى ذلك المنظر لشباب أخرجوا قارب مطاط وأبحروا فيه في الفريج كان لمجرد التسلية والتصوير فقط لا غير. هناك أيضا من خرج علينا معترضا على استخدام كلمة مطر طالبا استبدالها بكلمة غيث، ونقول لهؤلاء نعم هو غيث، وغيث جميل بعد، نترقبه كل شتاء، ونتمنى لو كثر، ولكن لا غنى لنا عن استخدام كلمة مطر، وما أحلاها أغنيتنا الشعبية التراثية القديمة طق يا مطر طق، بيتنا يديد، مرزامنا حديد، وما ترهم معنا أبد طق يا غيث طق. يبقى أولئك الذي حمدوا الله وشكروه على تلك النعمة العظيمة، ودعوه بأن يكون صيبا نافعا يفيد الأرض والناس، وبعضهم صوره و صور معه من شدة فرحته بها، من شدتة فرحته بشيء قليل الحدوث، وفي الختام لا نقول إلا يا ربي تزيده وترحم عبيده. عزيزة المفرج

مشاركة :