أوضح الشيخ صلاح الجودر أن منتدى حوار المنامة أصبح وجهة الدول التي تسعى للسلام من خلال الحوار المباشر والتفاهمات السياسية، ويأتي هذا العام في ظل ظروف سياسية غاية بالتعقيد، وهي ظروف تؤثر على عملية السلام في العالم بأسره، ومن أبرزها المشاكل التي تواجه المنطقة والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإيران وتهديدها لدول المنطقة، والملف السوري وتأكيد الشرعية باليمن ومواجهة الجماعات الإرهابية وأبرزها تنظيم داعش وحزب الله اللبناني. وأكد الشيخ صلاح أن السلام والأمن والاستقرار من أهم مقومات الحياة الكريمة، لا سيما في السياسة والاجتماع والاقتصاد، وإذا اختلت تلك المقومات اختلت الحياة بأسرها، لافتا إلى دلائل ذلك في الكتاب والسنة وآثار الصحابة وشواهد التاريخ والواقع، وقال في خطبة الجمعة بجامع الخير بقلالي أمس أن المجتمعات التي تفتقد السلام والأمن والاستقرار يهرب الناس منها، ويهجرون مساكنهم وأعمالهم ويتركون أموالهم وممتلكاتهم، بحثاً عن الأمن والسلام، حتى وإن عاشوا غرباء لاجئين عند غيرهم، مشيرا إلى أن المجتمع لا يساوي شيئاً بلا سلام، وهو ما يشاهد اليوم من أعداد اللاجئين بالملايين، الذين فروا من ديارهم بسبب فقدان الأمن والاستقرار، ووفدوا إلى المجتمعات الآمنة المستقرة واستقروا فيها. وقال الجودر إن السلام والأمن والاستقرار سيبقى غاية وهدف كل الخلائق، وهو مطلب شرعي ودنيوي، ومطلب لكل أسرة وكيان مجتمعي، لأن جميع شؤون الحياة مرهونة بها، فهي تعني الهدوء والسكينة والطمأنينة والحب والإخاء، ويقابلها الشغب والاضطراب وفقدان التوازن والفوضى والخراب والدمار، مشيرا إلى أن الإسلام قد جاء ليعزز الأمن والاستقرار والسلام في المجتمعات، حيث أكدت على ذلك تشريعاته، فنهى عن الخلاف والشقاق والفرقة وأمر باجتماع الكلمة والموقف والاعتصام. وحذر خطيب جامع الخير مما يوغر الصدور ويباعد القلوب، أو يدعو للخلاف والشقاق واختلاف الكلمة، والتعدي على الآخرين وممتلكاتهم مؤكدا أن ذلك يؤدي إلى الفوضى والاضطراب ويقضي على السلام والأمن والاستقرار، وقال إن أعداء الأمة في الخارج والداخل يتحينون الفرص للتداعي على أمة الإسلام لسلب أموالها ونهب خيراتها، فالخير كل الخير أن تأتلف القلوب وتجتمع الكلمة.
مشاركة :