بمجرد أن سجل عمر مرموش هدفه الرائع فى اللقاء الأول مع الفريق الليبى بدأنا نقرأ ونسمع ونردد: (مرموش قدم لمصر ما لم يتمكن من تحقيقه مو صلاح). قبل يومين توافق عيد ميلاد نجمى الغناء المصرى، محمد منير وعمرو دياب، كتبت مقالًا تحية للمطربين الكبيرين، عمرو بلغ (60)، ومنير (67) ويقتسمان معًا القمة. تحول الأمر فى تعليقات (السوشيال ميديا) إلى أيهما أفضل؟ قطاع ينحاز إلى منير وآخر إلى عمرو، ولم يكن هذا أبدًا مطروحًا فى العمود. سنكتشف عبر الزمن أننا كثيرًا ما نخلق صراعات لا أساس لها من المنطق، مثلًا بعد القفزة الجماهيرية التى حققها حسين فهمى فى فيلمه مع سعاد حسنى وإخراج حسن الإمام (خلى بالك من زوزو)، قرر حسين زيادة أجره فى فيلم (حتى آخر العمر)، فلم يكتفِ المنتج رمسيس نجيب بالرفض، ولكنه أراد أن يلقنه درسًا، وقدم وسيمًا آخر للشاشة هو محمود عبدالعزيز وأسند له بطولة الفيلم، كان محمود قبلها يلعب أدوارًا رئيسية وليست بطولة مثل (الحفيد)، بدأت التعليقات تردد أن محمود عبدالعزيز سيشغل المساحة الدرامية التى كان ينفرد بها حسين فهمى، الوسيم يُضرب بوسيم، مع الزمن ثبت أن محمود لا يُغنى عن حسين، والصحيح أن نقول بالإضافة إلى، وهو نفس ما حدث مع نجلاء فتحى عندما اعتقدوا أنها ستصبح بديلًا عن سعاد حسنى، واكتشفنا أن الأقرب للصحة أن نردد سعاد بالإضافة إلى نجلاء. حدث مثلًا أن عبدالحليم حافظ بعد خلافه مع حسين كمال أثناء إخراجه (أبى فوق الشجرة) سرب للجرائد وذكر فى العديد من أحاديثه التليفزيونية أنه بصدد مشروع قادم مع المخرج سعيد مرزوق، ولم نَرَ الفيلم حتى رحيل حليم، تواجد سعيد مرزوق داخل دائرة كبار الموهوبين لم يلغِ وجود مساحة حسين كمال داخل نفس الدائرة. عندما انطلق مهرجان (الجونة) عام 2017 بكل هذا النجاح، قالوا إنه سيصبح بديلًا عن (القاهرة)، بينما الحقيقة التى أثبتتها الأيام أن (الجونة) لعب الدور الرئيسى لعودة مهرجان القاهرة إلى مكانته المفقودة، دفع نجاح (الجونة) الدولة المصرية، ممثلة فى وزارة الثقافة، لزيادة الدعم. كما أن وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبدالدايم تبنت حلولًا خارج الصندوق، فى البحث عن قيادة جديدة للمهرجان، كانت هناك خطة أخرى من أجل الدفع بفنان بلا تاريخ ولا جغرافيا ليدير المهرجان ظاهريًا وكأنه (الروبوت) الصناعى ليحقق البعض من خلاله مصالحهم الصغيرة، أوقفت الوزيرة هذا السيناريو العبثى. أيقنت الدولة أنه كلما نجح (الجونة) فى اقتناص الأفلام المهمة والتظاهرات المختلفة، كان هذا دافعًا لمهرجان القاهرة لابتكار حلول للحصول على الأفضل، النجاح مثل الفشل مُعدٍ. المأزق الذى نعيشه أن نتصور دائمًا أن الإجابة الصحيحة تكمن فى بدلًا من، رغم أن الدنيا تقدم لنا إجابة أكثر صحة ومنطقًا (بالإضافة إلى)، عمر مرموش مع مو صلاح، ومحمود عبدالعزيز مع حسين فهمى، ونجلاء فتحى شكلت قوة دفع لسعاد حسنى. مؤكد أن جماهيرية عمرو دياب الطاغية هى الدافع وراء بقاء منير كل هذه السنوات بكل هذا الحضور، مخترقًا ثلاثة أجيال ويترقب الرابع!!. [email protected] المقال: نقلًا عن (المصري اليوم)
مشاركة :