عندما يتحول بشار الأسد الى رهان فرنسي داخلي

  • 10/31/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بينما كان أقطاب المجموعة الدولية مجتمعون في فيينا لمحاولة إيجاد حل للازمة السورية المستعصية شب جدل فرنسي حول المقاربة الدبلوماسية التي تقدمها باريس و التي تميزت بالتعبير بصوت قوي و حازم عن ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قبل مباشرة الى اي حل سياسي ...جدل شاركت فيه شخصيات نافذة في المشهد السياسي الفرنسي كان له وقع سلبي على الأداء الدبلوماسي الفرنسي.. هذه الحقبة الصعبة التي عاشتها الدبلوماسية الفرنسية بزعامة لوران فابيوس عشية لقاءات فيينا الدولية تلقت عدة ضربات و على مستويات مختلفة ...المستوى الأول تجلى في زيارة وفد من النواب الفرنسيين الى دمشق و لقاءاتهم المتعددة مع القيادات السورية و على رأسها بشار الأسد ..زيارة هذا الوفد ،الثانية من نوعها ،الى دمشق كانت مناسبة للنظام السوري لتوجيه رسائل عبر النواب الفرنسيين مفادها ان فرنسا تتبع سياسية تصب في مصلحة المجموعات الإرهابية ... وقد أدلى هؤلاء النواب بتصريحات إعلامية نارية تضمنت انتقادات لاذعة للخيارات الدبلوماسية محملين فرنسا مسؤولية تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة بأصرارها على ضرورة تغيير رأس النظام في سوريا ... المستوى الثاني مما يعتبره بعض المراقبين بمثابة تشويش على الأداء الدبلوماسي الفرنسي جسدته الزيارة التي قام زعيم حزب الجمهوريون نيكولا ساركوزي الى روسيا و لقاؤه مع الرئيس فلاديمير بوتين ..ساركوزي يعلم جيدا الخلافات الجوهرية بين فرنسوا هولاند و بوتين سواء تعلق الامر بسوريا و أوكرانيا ..توثر تسبب في أزمة إلغاء صفقة الميسترال الشهيرة في صقيع في العلاقات الفرنسية الروسية ...لذلك حاول ان يلعب على أوثار هذه الأزمة الحساسة مقدما نفسه على انه اقرب و اكثر تفهما من فرنسوا هولاند من مواقف الروس و اهتماماتهم السياسية ...و قد أعطى ساركوزي الانطباع انه يطعن هولاند من الخلف في عقر دار منافس الاتحاد الأوروبي الاول ...و جاءت الصورة التي يقف فيها ساركوزي الى جانب بوتين لتعبر على استعمال سياسوي لهذه العلاقة المميزة التي يقيمها ساركوزي مع بوتين... المستوى الثالث الذي ساهم في إشعال هذا الجدل حول الموقف الفرنسي من الأزمة السورية عبرت عنه عدة شخصيات سياسية فرنسية نافذة مثل الان جوبي و فرنسوا فيون اللذان يتنافسان مع ساركوزي على فيادة اليمين في الانتخابات الرئاسية المقبلة .جوبي و فيون كتبا كلاما قاسيا اتجاه خيارات فرنسوا هولاند و طلبا منه ان يغير مقاربته لإخراج فرنسا من عزلتها الدولية حول الملف السوري ..كما ساهمت ايضا أصوات من اليمين واليسار المتطرف مثل مارين لوبين و جان لوك ملونشون في عملية عزل و أضعاف الموقف الذي اختاره هولاند لكي يكون عنوانه الأساسي لدبلوماسيته...و على خلفية كل هذه المواقف يبدو واضحا ان الازمة السورية و تداعياتها تحولت الى رهان فرنسي يستغله خصوم الاشتراكي فرنسيون هولاند لمحاولة إضعافه و سحب بساط المصداقية من تحت أقدامه . Normal 0 21 false false false FR X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

مشاركة :