بريك العصيمي. “يا بُنيَّ اركب معنا”: نادى بها نوحٌ عليه السلام ابنه في محاولة أخيرة منه؛ لإنقاذه من معسكر الكفر والهلاك، لكنه أبا؛ فأصبح من المُغرقين. “يا بُنيَّ اركب معنا”: ما أجملَ هذا النداء! الذي تتجلى فيه روح الأبوة والمحبة والشفقة، كيف لا وهو ينادي قطعةً من جسده وروحاً من روحه. “يا بُنيَّ اركب معنا” :عندما يتعلق الأمر بفلذة الكبد تكون الحسرة شديدة، ووطأة الألم لا تُحتمل، ويكون الجرحُ غائراً . “يا بُنيَّ اركب معنا”: إنها المسؤولية التي تحملها الآباء لإسعاد أبنائهم والوصول بهم إلى بر الأمان امتثالاً لقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة”. “يا بُنيَّ اركب معنا”: إنها مهمة مزدوجة من أجل أن يقوم الآباء على إسعاد أبنائهم في الدنيا والآخرة. في الدنيا: بتوفير الحياة الكريمة لهم، وفي الآخرة: بحثهم على طاعة الله واتباع مرضاته؛ ليفوزوا بجنة عرضها السموات والأرض. “يا بُنيَّ اركب معنا”: أبوك عندما يأمرك بشيء فتأكد أنه يدعوك لما فيه خير الدنيا والآخرة لك، فكن طوع أمره، ولا تعصه؛ فذلك خير لك وأبقى. “يا بُنيَّ اركب معنا”: لا تُحزنْ لأبيك قلباً، ولا تكسرْ له جناحاً، وكن على الوجه الذي يحب ويرضى. “يا بُنيَّ اركب معنا” : الاستجابة غاية البر، ومنتهى الإحسان، وتاج الحب، وصك الفوز والفلاح. “يابُنيَّ اركب معنا”: اختصارٌ للحب الحقيقي الذي لا يزول ولا يتبدل، فهل عرفت عمق هذه الكلمة أيها الابن!؟ “يا بُنيَّ اركب معنا”: إذا أيقظك والدك للصلاة فإنه يحبك، وإذا حثك على قراءة القرآن فإنه يريد سعادتك، وإذا سألك عن أصدقائك فإنه يريد لك ألا تسقط أو تقع. “يا بُنيَّ اركب معنا”: أطع أباك واركب معه في سفينته؛ حيث الرجاء والأمل في أن يشمل الله الجميع بعفوه ومعافاته، ولطفه ورحمته، ومغفرته ورضوانه. قفلة الختام: “يابُنيَّ اركب معنا”: لتكن شعاراً لنا جميعاً في التواصي بالحق مع كل من نحب.
مشاركة :