«متحف مكة» نقطة تلاقي حضارة ما قبل الإسلام وبعده

  • 11/1/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يلفت نظر الزائر لمكة المكرمة "متحف مكة المكرمة للآثار والتراث" الذي يقف المتأمل أمام بوابته الشامخة، بوصفها عنوانا لصرح حضاري يشتمل على بهو قصر تاريخي، بأعمدته الأسطوانية ذات التيجان المذهبة حاملة سقفه العالي الذي يرتفع لأكثر من 15 مترا، بوحداته الزخرفية المكونة من الجبس والزجاج الملون. ويقع المتحف في حي الزاهر في طريق المدينة المنورة، الذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- رحمه الله - عام 1946، كقصر للضيافة، واستغرقت عمارته سبع سنوات انتهت عام 1952. يضم المتحف مقتنيات تاريخية نادرة، ومنها مخطوط للقرآن مكتوب بخط اليد يعود لعام 1287."واس" ويعد متحف مكة المكرمة للآثار والتراث، من أبرز الوجهات السياحية لقاصدي "أم القرى" من الزوار والمعتمرين والحجاج، نظرا لمقتنياته الثمينة النادرة، التي تبرز جزءا من تاريخ مكة المكرمة الحضاري، ابتداء من عصر ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي، والعهد السعودي. ويحتوي المتحف على المسكوكات القديمة وشواهد من قبل التاريخ وقبل الإسلام وعهد الدولة السعودية، وجناح يمثل مراحل تطور الكتابة، إضافة لتصميمه الهندسي المعماري الإسلامي، الذي يمتد على مساحة 3425م2 موزعة على ساحة أمامية بمساحة 1200م2، والمبنى الرئيس للقصر بمساحة 1000م2 وملحق خلفي بمساحة 425م2، وباقي المساحات تشغلها طرقات وممرات حول القصر عام 1427هـ. ويضم المتحف 15 قاعة موزعة على دورين، الدور الأرضي يتحدث عن الحقبة التاريخية في عصور ما قبل الميلاد وما قبل الإسلام لمكة المكرمة، ثم قاعات الدور الأول عن الفترة الإسلامية ثم عهد الدولة السعودية حتى وقتنا الحاضر وتوسعة المسجد الحرام من عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى عهد الدولة السعودية، التي شهد فيها المسجد الحرام أكبر توسعة على مر العصور، وقاعة كبار الزوار. كما يضم المتحف مقتنيات تاريخية وأثرية وتراثية نادرة، ومنها مخطوط للقرآن الكريم مكتوب بخط اليد يعود لعام 1287، وعدد من الكتب يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 عام، تم حفظها بعناية فائقة لتحافظ على شكلها ولونها. وقال الدكتور فيصل الشريف مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة: إنه وفقا لتوجيه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بأن تتحول "صناعة السياحة" بمختلف قطاعاتها وأنشطتها إلى صناعة منتجة، سنعمل على تطوير متحف مكة وتحويله إلى معلم تراثي وثقافي، للباحثين الأكاديميين والطلاب، ليعيشوا ويكتشفوا التعاقب الحضاري لمكة المكرمة، بصفتها مدينة عالمية تهوى إليها أفئدة المسلمين من شتى أصقاع الأرض، وذلك تفعيلا لدور المتاحف الريادي التعليمي. ويرى الشريف أن وجود مثل هذا المتحف سيعمل على تنمية المواطنة وتعزيز الصلة بين الباحثين والهوية الحضارية الوطنية الحقيقة في بلاد الحرمين الشريفين. من جهته أفاد عبدالرحمن الثبيتي مدير متحف مكة المكرمة، أن المتحف يفتح أبوابه لمدة ثماني ساعات يوميا، ويستقبل سنويا أكثر من عشرة آلاف زائر، ويزيد هذا العدد في موسم الحج من كل عام إلى نحو ثلاثة آلاف زائر من بداية شهر ذي القعدة حتى نهاية شهر محرم من كل عام.

مشاركة :