«متحف مكة»: نقطة تلاقي حضارة ما قبل الإسلام وما بعده

  • 11/1/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يُعتبر «متحف مكة المكرمة للآثار والتراث» صرحاً تاريخياً حضارياً يربط بين الماضي والحاضر، ويلفت نظر الزائر والمقيم. ويشتمل المتحف على بهو قصر تاريخي تحمل سقفه المرتفع لأكثر من 15 متراً أعمدة اسطوانية في أعلاها تيجان مذهبة ووحدات زخرفية مكونة من الجبس والزجاج الملون. ويقع المتحف في حي الزاهر في طريق المدينة المنورة، وأمر ببنائه الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في عام 1946 ليكون قصراً للضيافة، واستغرق بناؤه سبع سنوات. ويعتبر المتحف من أبرز الوجهات السياحية لقاصدي «أم القرى» من الزوار والمعتمرين والحجاج، نظراً إلى مقتنياته الثمينة النادرة التي تُبرز جزءاً من تاريخ مكة المكرمة الحضاري، بدءاً من عصر ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي إلى العهد السعودي. ويحتوي المتحف على المسكوكات القديمة وشواهد من قبل التاريخ وقبل الإسلام وعهد الدولة السعودية، وجناح يمثل مراحل تطور الكتابة، بالإضافة إلى تصميمه الهندسي المعماري الإسلامي الذي يمتد على مساحة 23 ألف و425 متراً موزعة على ساحة أمامية بمساحة 21 ألف و200 متر، والمبنى الرئيسي للقصر بمساحة 21 ألف متر، وملحق خلفي بمساحة 2425 متراً، وباقي المساحات تشغلها طرقات وممرات حول القصر منذ عام 1427هـ. ويضم المتحف 15 قاعة موزعة على دورين، الدور الأرضي يتحدث عن الحقبة التاريخية لمكة المكرمة في عصور ما قبل الميلاد وما قبل الإسلام، وقاعات الدور الأول تتركّز على الفترة الإسلامية ثم عهد الدولة السعودية إلى يومنا هذا. ويوضح المتحف توسعة المسجد الحرام من عهد الخليفة عمر بن الخطاب إلى عهد الدولة السعودية التي شهد فيها المسجد الحرام أكبر توسعة على مر العصور، وقاعة كبار الزوار. ويضم أيضاً مقتنيات تاريخية وأثرية وتراثية نادرة، منها مخطوطة للقرآن الكريم مكتوبة بخط اليد تعود لعام 1287 هجرياً، وعدداً من الكتب يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 عام، حُفظت بعناية فائقة. وقال المدير العام لـ«الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني» في مكة الدكتور فيصل الشريف لـ«وكالة الأنباء السعودية» (واس) إنه وفق توجيهات الرئيس العام للهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، "أن تتحول صناعة السياحة بمختلف قطاعاتها وأنشطتها إلى صناعة منتجة، سنعمل على تطوير متحف مكة وتحويله إلى معلم تراثي وثقافي للباحثين الأكاديميين والطلاب، ويكتشفوا التعاقب الحضاري لمكة». وأضاف الشريف ان الهيئة تسعى إلى «تفعيل الدور الريادي التعليمي للمتاحف، وإلى نشر الوعي الأثري ودوره الفاعل في بناء قاعدة وطنية للحفاظ على هذا الإرث الحضاري وليصبح مرجعاً تاريخياً يستطيع من خلاله الباحثون والمهتمون الحصول على كل المعلومات التي هم في حاجة إليها على نحو موثق». وأفاد مدير المتحف عبد الرحمن الثبيتي بأن «المتحف يفتح أبوابه ثماني ساعات يومياً، ويستقبل سنوياً أكثر من 10 آلاف زائر، ويزيد هذا العدد في موسم الحج من كل عام إلى حوالى 3 آلاف زائر من بداية شهر ذي القعدة حتى نهاية شهر محرم».

مشاركة :