جاءت جائحة كورونا بعد أن تركتُ وزارة الصحة، ولم تربطني بالدكتور توفيق الربيعة علاقة عمل مباشرة أو غير مباشرة، لكني كنت وما زلت أتابع عن كثب ماذا يحدث فيها.أستطيع القول إن ميزة وحسنة وفضيلة توفيق الربيعة أنه لم يقل: أنا المفتي الأكبر، أو رئيس هيئة كبار علماء الصحة. لقد طبق منذ اللحظة الأولى مبدأ: رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، والمعنى هنا أنه عرف حدود وطبيعة عمله وتخصصه، فأتى بكل الخبرات التي تحتاجها الوزارة، أي أنه مارس دور المايسترو وضابط الإيقاع وقائد الفريق الذي يفكر إستراتيجياً ويضع لمساته وخبرته في فن الإدارة والابتكار، ولذلك حين حلّت جائحة كورونا كان معه وحوله من يعرفون جيداً كيف يديرون المرحلة وهو معهم وحولهم مسخراً لهم كل الإمكانات، ولذلك نجحنا.لقد حقق الدكتور توفيق الربيعة نجاحات واضحة ومقدرة في وزارتين، والآن يراد له أن يقود وزارة ثالثة ليحقق نفس النجاح أو أكثر، لكننا نخشى على الدكتور توفيق من الاحتراق نتيجة استهلاك فكره بأكثر مما يجب، رغم طاقته المتوقدة وعشقه للعمل. توفيق الربيعة أصبح مدرسة في فن النجاح الإداري، ولو تم تفريغه لتدريسها في جامعاتنا ومؤسساتنا الإدارية كي تستفيد الأجيال منها، لكان أفضل من إرهاقه بوزارة أخرى. التغيير أحيانا أفضل من التدوير، عندما يكون الاختيار صحيحاً. ومع ذلك لا نملك سوى الدعاء له بالتوفيق في مهمته الجديدة.< Previous PageNext Page >
مشاركة :