برلين- أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أن بلاده ستعزز تدابيرها على الحدود مع بولندا، إثر ارتفاع عدد اللاجئين القادمين منها بطريقة غير قانونية، لتحل مكان اليونان كأكبر مصدر للمهاجرين غير الشرعيين إلى ألمانيا. وأضاف في تصريحات صحافية بالعاصمة برلين الأربعاء أن بلاده تلقت 80 ألف طلب لجوء، أغلبها لأشخاص قادمين من سوريا وأفغانستان، وذلك منذ مطلع العام الحالي حتى سبتمبر الماضي. ويثير تزايد عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون البلاد عبر أنحاء أخرى من الاتحاد الأوروبي قلق السلطات الألمانية. وجاء في تقرير لوزارة الداخلية الألمانية أن أعداد المهاجرين الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي، والذين تسللوا مختبئين في شاحنات، ارتفعت بشكل حاد. وإلى جانب القلق الخاص بشأن الوضع على حدود الاتحاد الأوروبي مع بيلاروس أشار زيهوفر إلى استمرار الهجرة غير الشرعية عبر دول أعضاء في جنوب الاتحاد الأوروبي وانهيار لائحة دبلن الخاصة بالاتحاد الأوروبي، والتي تنص على إعادة المهاجرين إلى أول دولة استقبلتهم في الاتحاد. هورست زيهوفر: نعمل على تعزيز التدابير على الحدود مع بولندا وتكشف الأرقام الواردة في التقرير عن انهيار شبه كامل لاتفاقية دبلن، حيث ترفض المحاكم الألمانية إعادة المهاجرين إلى اليونان على وجه الخصوص، باعتبار أنهم قد يواجهون ظروفا سلبية في مخيمات اللاجئين. وتضغط وزارة الداخلية الألمانية على اليونان لقبول الدعم الألماني في توفير السكن والرعاية. وجاء في التقرير “إذا لم يحدث تقدم هنا، فيجب محاولة اتخاذ المزيد من الإجراءات الوطنية كملاذ أخير”. وترى الوزارة أنه ينبغي دراسة فرض ضوابط مؤقتة على الحدود لضبط حركة المسافرين المتجهين إلى ألمانيا من اليونان. وفي ما يتعلق بعمليات التسلل من بيلاروس عبر بولندا يقول التقرير إن هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن العديد من المهاجرين “قد تم استدراجهم إلى بيلاروس بوعود كاذبة وغالبا ما تمنعهم سلطات بيلاروس من شق طريقهم إلى بر الأمان من المنطقة الحدودية والعودة إلى بلدانهم الأصلية”. وأشار إلى أن مهربي البشر بدأوا يستخدمون بشكل أكبر الحدود مع بولندا لإدخال اللاجئين إلى ألمانيا. وأوضح “لذلك نحن نعمل على تعزيز التدابير على الحدود مع بولندا وسنناقش هذا الأمر في اجتماع مجلس الوزراء”. وسبق أن اقترح زيهوفر على نظيره البولندي القيام بدوريات مشتركة على الحدود بين البلدين من أجل تقليص الهجرة غير الشرعية القادمة من بيلاروس. وقال زيهوفر “حتى نتمكن من منع الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا على نحو فعّال ينبغي أن نستعين بهذه الدوريات بشكل أساسي في الأراضي البولندية وتحت قيادة حرس الحدود البولندية”. واقترح زيادة حصة أفراد الشرطة الاتحادية الألمانية في الدوريات على نحو ملحوظ، لأن حماية الحدود مع بيلاروس أدت إلى تحمل قوات حرس الحدود البولندية أعباء كبيرة في الوقت الراهن. وتتهم الحكومة الألمانية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بنقل مهاجرين ولاجئين من مناطق أزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل منظم. ونفى الوزير الألماني فكرة أن بلاده تنوي إغلاق الحدود مع الجارة بولندا.
مشاركة :