يعتبر تثقيف الشباب والشابات ما قبل الزواج من العناصر المهمة والضرورية لسير عجلة التطوير والتنمية الحياتية بالنسبة لهم والتي تمثّل شعاراً مهمّاً يهدف إلى تحقيق السلام والانسجام والاستقرار الأسري، إن توفير الدورات ما قبل الزواج برسوم رمزية مناسبة لهم يختصر الكثير من طرق المصاعب التي يمكن مواجهتها والتي من خلالها يكون الشاب أو الشابة قادرين على إدارة حياتهما الزوجية المبدئية بأكثر وعي ونباهة في كيفية فهم الشريك الآخر بكافة أطباعه وتغيراته وكيفية تلّقي هذه التغيرات، فكما حرصت قيادتنا الرشيدة على صحة المجتمع في الشرط الأساسي للزواج هو (الفحص الطبي ما قبل الزواج) فمن الممكن أن تضاف وجوب أهمية حضور هذه الدورات من ضمن الشروط الأساسية لصحة الزواج الفكرية والعقلية والنفسية والاجتماعية، فهي مكمّلة للصحة الجسمية والجسدية بالنسبة لهم وهذا ما يجعل الفرد مواطناً صالحاً لنفسه أولاً ولأسرته ومجتمعه ثانياً في قدرته على تكوين أسرة باعتبارها لبنة الأساس في بناء المجتمعات فبصلاحها صلاح المجتمع وبفسادها فساد المجتمع، ولكن هناك عامل قوي ونشِط بين حين وآخر يفتك ويهدم بناء الأسرة، والذي يهدد صمام أمانها واستقرارها ألا وهو الطلاق، حيث تزايدت وتعاظمت نسب حالات الطلاق بمستوى فائق وملحوظ، فقد أشارت دراسة علمية حديثة إلى تراجع نسبة الطلاق بشكل ملحوظ لدى الشباب الذين تلقوا دورات التأهيل قبل الزواج، حيث بلغت نسبة الذين يعيشون حياة أسرية وزوجية مستقرة ممن تلقوا هذه الدورات 98.3 %، فيما بلغت نسبة الطلاق من نفس الشريحة 1.7 % فقط، فزيادة استمرار حالات الطلاق دون الأخذ بأسباب الوقاية منه يؤدي إلى انحدار كبير للمجتمعات في كافة الأصعدة، تشّكل أحد أهم أسباب الوقاية من الطلاق هو ترسيخ حقائق ومفاهيم كثيفة صلبة لتكون في وجه الرياح العاتية أمام العقبات والصعوبات التي قد تواجههم. اختصاصية اجتماعية
مشاركة :