نعم.. هو قمة في أدبه وخلقه، وهمة في أدائه وعطائه، إنه صديقنا وزميلنا الأستاذ الدكتور (عبد المحسن بن فرّاج القحطاني).. أستاذ الأدب والنقد، وبلبل الشعر الصادح في المنتديات والمحافل والملتقيات. عرفته عبر قناة الأدب والثقافة؛ بعد أن تسنم قيادة نادي جُدة الثقافي، فكان خير صديق ورفيق وزميل في هذا الميدان الذي خضناه عبر الأندية الأدبية عدة أعوام، وتوثقت علاقتي به بعد ذلك أكثر فأكثر؛ من خلال أسبوعيته الأدبية الثقافية الشهيرة في جُدة، التي تجمع أطيافًا ثقافية عدة، شعرية وقصصية وروائية، إلى جانب المؤرخين والفقهاء والعلماء والمهمومين بالقضايا الاجتماعية والوطنية. هذه إذن هي أخلاق الأديب المثقف الحق في مجتمعه، وبين محبيه؛ سابغ العطاء، سابق بالفضل، دائم الحضور والتأثير. حفي بكل حب وثناء وذكر حسن. والمرء بالأخلاق يسمو ذكره وبها يُفضل في الورى ويُوقر لقد صدق من قال بأن الأديب لا يتقاعد، والدكتور عبد المحسن من الأدباء الأعلام؛ الذين تركوا الوظيفة ولم يتركوا الأدب ولا تركهم الأب. ظل وفيًا له من خلال أسبوعيته ومشاركاته ومساهماته في المحافل التي تُعنى بهذا الفن. القحطاني صاحب كتب كثيرة، وناشر دراسات رصينة. قرأت له مما قرأت؛ سيرته الذاتية الموسومة: (بين منزلتين)؛ في جزئيها الأول والثاني. كان وفيًا مع ذاته وأسرته، وصادقًا مع شخصه وهو يروي مسيرته الحياتية والعلمية والعملية. هذا اليتيم البقال؛ ارتقى بذاته وجهده إلى مراتب عليا في اللغة والأدب والشعر، وها هو اليوم؛ يقود مدرسة أدبية ثقافية أسبوعية خاصة؛ بجهده الخاص، وماله الخاص، فيجمع النخبة، ويبعث في الوسط الثقافي دفء المحبة ودفق المعرفة، بعيدًا عن المنابر الرسمية. لله درك أيها الصديق عبد المحسن؛ فأنت منذ عرفتك؛ وأنت كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أخٌ طَاهِرُ الأَخلاقِ عَذبٌ كأنَّهُ جَنى النَّحلِ مَمزوجاً بماءِ غَمَامِ يَزيدُ علَى الأيَّام فَضلَ مَودَّةٍ وشِدَّةَ إِخْلاَصٍ، ورَعيَ ذِمَامِ يأتي كلامي على الدكتور عبد المحسن القحطاني؛ من عميق محبة، ومشاعر صادقة، ومهما قلت فيه، فإن قولي لا يوفيه ماله من حق وتقدير على كل من عرفه وتعامل معه وشاركه الهم العام، وطارحه الشأن الأدبي والثقافي.
مشاركة :