قلل خبراء عالميون من تأثير الأحداث الجارية بالقرب من قناة السويس المنفذ البحري الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط على تدفقات النفط من منطقة الخليج العربي إذ أن هذا المنفذ البحري لا يعبر منه سوى مليوني برميل يومياً كما أن ناقلات النفط العملاقة لا تستطيع المرور من قناة السويس بل إن عليها الدوران عن طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الأسواق الغربية. وأشار خبراء في تحليلاتهم التي نشرتها عدد من النشرات العالمية الطاقوية المتخصصة أن تأثر ارتفاع أسعار النفط الذي جرى خلال الأسبوع الماضي كان سببه العامل النفسي لدى المضاربين بعقود البترول نتيجة إلى المخاوف من أن ذلك قد يتواكب مع بعض التوقف في إمدادات النفط من بعض المنتجين مثل نيجريا وفنزولا بسبب الأحداث الأمنية والتوترات السياسية في تلك المناطق. حيث أشارت نشرة "اويل ترند" إلى أن أحداث السويس أذكت القلق لدى أسواق الطاقة من إمكانية عرقلة تدفقات النفط والغاز من الدول الخليجية وبعض الدول الأفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر، بيد أن الواقع يقول بأن القناة لا تلعب دوراً محورياً في حركة النفط خاصة فيما يتعلق بالناقلات العملاقة من نوع VLCC وكذلك ULCC التي لا يسمح لها بعبور القناة الذي يبلغ طولها 193كم وعرضها 200متر وعمقها 22مترا. فيما قالت نشرة "اويل أند غاز" أن تنامي أسعار النفط لم يكن بسبب الوجل من احتمال تأثر الملاحة البحرية في قناة السويس وإنما هناك عوامل أكثر تأثيراً ومنها ارتفاع الطلب الآسيوي وكذلك تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي ما يعني ارتفاع الطلب القادم من الأسواق الأمريكية. إلى ذلك شهدت أسعار النفط خلال اليومين الماضيين تنامياً بنسبة 2% حيث صعد مزيج برنت خام القياس الأوروبي في عقود أغسطس إلى 107.74 دولارات للبرميل. كما ارتفع سعر عقود النفط الخام الأمريكي الخفيف إلى 103.62 دولارات للبرميل واستمر الذهب في مساره النازل حيث مني بهبوط جديد بنسبة 3% قبل أن يستعيد جزءً من عافيته ليصل إلى 1222 دولاراً للأوقية في نهاية التداولات الإلكترونية ليوم أمس.