مقالة خاصة: سينما متنقلة تتيح لسكان قطاع غزة فرصة لمشاهدة الأفلام في خطوة نادرة هي الأولى من نوعها

  • 10/30/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بعد طول انتظار استطاع أخيرا الشاب الفلسطيني عايد القطناني (22 عاما) من مدينة غزة تحقيق حلمه بدخول قاعة سينما لمشاهدة فيلم في خطوة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة. والقطناني الذي يعمل في هندسة الحاسوب والأجهزة الألكترونية كان من بين 40 شابا آخرين جلسوا على مقاعد حمراء في قاعة صغيرة للسينما وأكلوا الذرة أثناء مشاهدتهم الفيلم. وتمكن فلسطينيون في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ ما يقارب 14 عاما أخيرا من تحويل باص ضخم إلى سينما متنقلة تجوب الشوارع في فكرة دعمتها ومولتها مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي (غير حكومية). ويضم الباص السينمائي الذي يبلغ طوله 10 أمتار بعرض 4 قرابة أمتار 63 مقعدا منها 3 لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يحتوي على شاشة عرض للأفلام المسموح بعرضها من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة ومزود بسماعات خاصة وشاشة عرض خارجية. ويقول القطناني الذي بدت عليه الفرحة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن شعوره رائع وجميل بعد أن أصبح حلمه حقيقة وشاهد أفلام عالمية من خلال سينما مغلقة برفقة أشخاص آخرين. ويضيف القطناني أن سكان القطاع يحلمون بمشاهدة الأفلام المفضلة لديهم في دور عرض السينما بدلا من التلفاز أو المواقع الألكترونية خاصة أن غزة كانت تضم العديد منها قبل عشرات الأعوام. ويتابع الشاب أن السكان في القطاع غارقون في معاناتهم المستمرة التي تسببها الأزمات الاقتصادية والسياسية التي لا تنتهي سواء كانت الانقسام الداخلي الفلسطيني أو الصراع مع إسرائيل. ويروي القطناني "معظم الوقت أرى والدي وأعمامي والأشخاص من حولي يكافحون من أجل الحصول على الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم، متابعا "لا أتذكر الوقت الذي دعاني فيه والدي أو والدتي للذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام". ولاقت فكرة السينما المتنقلة إعجابا وترحيبا من السكان في القطاع كونها خطوة ترفه عنهم الأوضاع النفسية جراء موجات التصعيد العسكرية المتكررة مع إسرائيل. وأعربت الشابة إلهام جاسر من مخيم "جباليا" للاجئين شمال القطاع،عن سعادتها لدخولها السينما لمشاهدة أفلامها المفضلة في أي وقت تريده. وتقول إلهام جاسر (25 عاما) لـ ((شينخوا)) بينما خرجت للتو من مشاهدة فيلمها المفضل أشعر أنني كنت في مكان أخر خارج حدود القطاع عندما دخلت قاعة السينما. وتضيف بينما بدت الابتسامة على وجهها "شعرت وكأنني أسافر إلى مصر أو أي بلد آخر به دور سينما كبيرة، داعية وزارة الثقافة والسلطات الحكومية في غزة إلى إعادة إحياء دور السينما التي كانت متواجدة في السابق. وأعرب عايد القطناني وإلهام جاسر عن أملهما في عيش حياة عادية في غزة والحصول على وسائل الترفيه التي من شأنها أن تساعد الناس على التخلص من طاقتهم السلبية والضغط الداخلي. ويخضع القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة لحصار إسرائيلي مشدد منذ أن استولت حماس عليه بالقوة العام 2007 وأدى ذلك إلى جانب الانقسام الفلسطيني في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وبحسب منظمات حقوقية تنشط في غزة، فإن 55% من سكان القطاع، يعانون من حالات الاكتئاب، بينما يحتاج 50 % من الأطفال إلى دعم نفسي ومعنوي. وتقول السيدة أمينة عابد (56 عاما) من غزة، لـ ((شينخوا))، إن القطاع قبل أكثر من 20 عاما لم يكن يعيش في هذا الحال من فقر وحصار وبطالة، مشيرة إلى أن العائلات كانت تتوجه إلى دور السينما والاستمتاع بأوقاتها والعيش في سلام وأمن. وتستذكر المرأة أنها اعتادت هي وصديقاتها زيارة دور السينما لمشاهدة عشرات الأفلام العربية والأجنبية دون أي قيود اجتماعية. وتم بناء أول سينما في غزة العام 1944 وبحلول أواخر الستينيات، كان هناك 10 سينمات أخرى، لكن الخلافات بين القوى السياسية الفلسطينية تسببت في إغلاق دور السينما خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى العام 1987، وظلت مغلقة بسبب القيود الحكومية والسياسية المفروضة على الدعوات لإعادة فتحها. وتقول إنجي أبو عبيد الله منسقة المشروع في مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي لـ ((شينخوا)) إن إقامة السينما تهدف إلى إحياء الفن والثقافة في غزة وتعزيز المفاهيم الإيجابية داخل المجتمع الفلسطيني. وتضيف أنجي أبو عبيد الله أن السينما تعرض في خطوتها الأولى أفلام وثائقية ورسوم متحركة تناسب الصغار والكبار بهدف السماح للناس بقبول إقامة دور سينما في غزة. وأعربت عن أمل مؤسستها في أن تسمح السلطات الحكومية في غزة بإعادة فتح دور السينما مرة أخرى لأنها ستكون مكانا رائعا لكسب المال للاقتصاد الوطني. ■

مشاركة :