'الإمام والكاردينال ومعارج الإيلاف' ينشد الأنسنة والعلم

  • 10/31/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - صدر عن مركز دراسات ثقافات المتوسط كتاب "الإمام والكاردينال ومعارج الإيلاف" من تأليف الباحث والأكاديمي المُتخصِّص في دراسات الأديان، التونسي عزالدين عناية والذي يحاول من خلال هذا الكتاب إعادة الأُنس لطريق الأنسنة والعلموة "من العلم" والذي ظلّ شبه مهجور في الدراسات الإسلامية. وقد صدرت في السابق للمؤلف عزالدين عناية المتخصص في دراسات الأديان مجموعة من الأبحاث منها: "الدين في الغرب" 2017، "الأديان الإبراهيميَّة" 2013، "نحن والمسيحية في العالم العربي وفي العالم" 2010، "الاستهواد العربي" 2006، فضلا عن عدد هام من الترجمات، منها: "المنمنمات الإسلامية" لماريا فيتوريا فونتانا 2015، "علم الاجتماع الديني" لإنزو باتشي 2011، "علم الأديان" لميشال مسلان 2009. ويقدّم الباحث التونسي إعادة نظر معمقة وجادة في أطُر النظر الكلاسيكية لدى الدارس المسلم لنظيره المسيحي بعيدا عن الاستعادة الجامدة للقوالب القديمة.  ويتطرق الكتاب إلى واقع التواصل بين الأديان، ولا سيما بين المسيحية والإسلام. فما يُلاحَظ في واقع الأديان الراهن أنّها لا تملك خطَّة واضحة مستقلَّة عن الخيارات السياسيَّة والتوجُّهات الإيديولوجية للقوى المتحكِّمة بمصير العالم.  فغالبًا ما ينضمُّ رجل الدين إلى جوقة القوى المتنفِّذة، دون قدرة على إدخال أي تحوير على استراتيجياتها، بما يراعي الرصيد القيمي المفتَرض تمثيله.  فالأديان اليوم تشكو من فقدان رابطة روحية أو أساسات خلقية جامعة بينها. وهو ما يُملي ضرورة العمل على استعادة ذلك الرصيد القيمي، وعدم الانجرار وراء سياسات القوى الكبرى، التي أفرغت المؤتلف الإنساني من دلالته الحقيقيَّة، وحولته إلى خطاب فاقد للمعنى. ومن شكٍّ أن قضايا السياسة والديمقراطيَّة والتغيير والتنمية تشغل فئات واسعة في البلدان الإسلامية، وقسما هاما من مجتمعات العالم المسيحيي، لا سيما في إفريقيا وآسيا والشطر الجنوبي من القارة الأميركية.  ويتناول عزالدين عناية الأستاذ في جامعة روما والمتخصص في دراسات الأديان عدداً من الموضوعات في هذا الكتاب تبرز ما يُشكِّله الدين من إسهام إيجابي حين يرافق مسار تحرر الشعوب، ومن دور إشكالي أيضا حين يتمُّ توظيفه بشكل فج. ويعرج على التنازعات داخل الدين الواحد، بما فيها المتفجِّر والخامد والتي تُؤثِّر سلبا في الانحراف بمسارات التحولات الاجتماعية. فيفرد فصولا لعرض الدين في المجتمعات المُعَولمة، المسيحيَّة والإسلام في حقبة ما بعد العلمانيَّة، وجدل الدين والعَلمَنة والحداثة، الدين وقضايا الديمقراطيَّة والتعددية، الأديان أمام تحديات التعايش، قضايا الهجرة وسياسات الاندماج، الحراك الدِيني العالمي، تسيس الدِين وتدين السياسة، الخطاب الكنسي. وأتى الكتاب في 280 صفحة من القطع الوسط، ويوزع مع منشورات المتوسط مركز دراسات ثقافات المتوسط . وتم انشاء المركز بمبادرة من "منشورات المتوسط-إيطاليا"، كمساهمة في تعميق الأبحاث النظرية والتطبيقية 'البين ـ ثقافية' -Intercultural في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، بوصفه ميدانا كبيرا صُنع فيه تاريخ العالم، وما تزال هذه المنطقة حتى الآن منطقة سريعة التغير وكبيرة التأثير، وهي قد تكون المنطقة الأكثر تنوعا في العالم على جميع الاصعدة وخاصة العِرقية منها، والتي تفرض تنوعا هائلا ثقافيا واجتماعيا ودينيا جديرا بالدراسة.  وتعنى الأبحاث والدراسات الصادرة عن هذا المركز بثقافات الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، من خلال نواة جماعية ودراسات محددة تتناول مدى تفاعل هذه الثقافات فيما بينها ومدى تأثيرها على تطور وتقارب هذه الشعوب ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.  

مشاركة :