أحمد حاتم ينشد الخلاص مع 'حسن المصري'

  • 2/9/2024
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - تدور أحداث فيلم "حسن المصري" حول شخصية تُدْعَى "حسن" الذي يؤدي دوره الممثل أحمد حاتم، إذ يُعاني من الشعور بالذنب بعد فقدانه لوالدته وشقيقته، ويقبل وظيفة جديدة سائقًا وحارسًا شخصيًا لفتاة مراهق، فيجد الخلاص من خلال حمايتها وإنقاذها من كافة الأخطار مهما كلف الأمر. الفيلم من إخراج سمير حبشي عن قصة نورا لبيب وسيناريو وحوار لسمر طاهر، ومن بطولة أحمد حاتم، ودياموند بو عبود، ولينا صوفيا بن حمّان، وجينفر عازار، وجاد أبوعلى، ومراد مكرم، وفريال يوسف. يفتتح الفيلم بلقطة تأسيسية عامة ذات زاوية مرتفعة وكاميرا متحركة على اليمين تبين جمالية المدينة، ثم تنتقل في لقطة بعيدة، يسمع فيها ضجيج المرور، تظهر شخصية في عمق البؤرة تعكس اتجاه المارة، تنتقل عدسة الكاميرا، وتقرب الشخصية منا، وهي للممثل أحمد حاتم في لقطة قريبة يقول فيها " لا أريد أن أفعل أي شيء، ولا أريد أن يراني أحد، ولا أن ينظر أحد في عيني، أريد فقط السكوت"، فيزيل آلة السمع من أذنه اليسرى. استعمل المخرج في تكوين هذه اللقطات الأولى أسلوب التنبؤ الدرامي، أي إشارة باكرة لأحداث ستجري فيما بعد، ويليه انتقال تدريجي إلى مشهد تظهر فيها الممثلة دياموند بو عبود في لقطة قريبة جذا تقول في حوار تبادلي مع "حسن" "بيتنا في الجبل يسوده الصمت، وفيه تجد السكون والسكوت الذي تبحث عنه". تختفي الصورة في خروج تدريجي حيث تصبح الشاشة سوداء، ليبدأ جينيريك الفيلم مع إيقاع موسيقي مريب ومتناغم مع أسلوب التنبؤ الدرامي للأحداث الذي اعتمده المخرج سمير حبشي، بعدها مباشرة يظهر مشهداً عاماً بزاوية تصوير عالية تبرز مدينة بيروت في لبنان، وتأخذنا آلة التصوير مباشرة إلى حانة مع إيقاع موسيقي متصاعد، نرى فيها "حسن" يدخن سجائر، ويشرب الخمر في رقعة معزله عن ضجيج الحانة، وهذه إيحاءات استعملها المخرج ليدعم بحث الشخصية عن السكون والهدوء، وقد عبر عن هذا "حسن" حينما تقربت منه أحد المعجبات داخل الحانة، فأزال آلة السمع من أذنيه مشيرا إلى عدم الرغبة في السمع أو التواصل مع أحد. تدريجيا نبدأ بفهم شخصية" حسن" الغامضة عن طريق استرجاع الماضي الذي يراوده خلال نومه وحتى وهو صاح، وهو عبارة عن صوت لطفلة تدعوه ب "أبو علي" وشخصيات أخرى في حوارات متداخلة تدعوه ب"حسن"، وهذا نوع من التشويق الناجح في بداية هذا الفيلم يشد الانتباه لمعرفة الأسباب التي تجعل شخصية "حسن" تسترجع صور من الماضي القريب. يوضح مشهد لاحق  أن "حسن" يعيش وحيدًا في مسكن منعزل محاطًا بأشجار الغابة الكثيفة في إحدى قرى الجبل اللبناني، إذ يخوض تجربة مأساوية حيث يعود كابوسه القديم ليطارده، ويتكرر لديه صدى الأصوات المروعة من الماضي، حيث يستفيق بانقضاض مأساوي يتجاوز حدود الخوف، ويقرر الاتصال بصديقته "جويل" التي أدت دورها ببراعة الممثلة اللبنانية دياماند بوعبود. تتصل "جويل" بصوت هادئ مليء بالدعم والفهم، تنصح "حسن" باستعادة حيويته وروحه القديمة، تلفت نظره إلى جمال الحياة الذي كان يعيشه في الماضي، مُذكِّرة إياه بأهمية النشاط والعودة إلى سرور الحياة رغم اللحظات الصعبة، إذ تقف "جويل" كرفيقة ملهمة تُعِدُّ الطريق لـ "حسن" نحو الشفاء واستعادة توازنه الداخلي. يعبر "حسن" في حوار استبدالي مؤثر مع "جويل" عن حالته الراهنة كجسد فارغ خالٍ من الروح، مُؤكدًا أنه لا يستطيع العيش بسلام حتى يستعيد قدرته على التفاعل مع الحياة والحب من جديد، وينعكس في هذا الحوار الفارغ حالة الفراغ التي تملأ حياته، والحاجة الماسة إلى إعادة إحياء روحه. يجد "حسن" نفسه مُنعزلاً، يستحضر ذكرياته مع أخته "مريم"، التي جسدتها الممثلة الواعدة أيسل محمد رمزي بأداء مؤثر للغاي، إذ تتجلى شخصية "مريم" بأناقة، مما يجعل "حسن" يستحضر تلك اللحظات بتفاصيلها الدقيقة، وبهذا يغرق في مشاعره العميقة والقوية التي كانت تربطه بأخته. استخدم المخرج تقنية الفلاش باك أو استرجاع الماضي بإيقاع بطيء ليوضح أن "حسن" كان يعمل في شركة حراسة، ويقوم بتدريب حراس الأمن على أعلى المستويات في مصر ويعتني بشقيقته "مريم"، ويتواصل باستمرار مع حبيبته اللبنانية "جويل"، إذ يخرج في صباحا في أحد الأيام  ليوصل شقيقته إلى النادي. خلال حديثه مع "جويل" عبر الهاتف، صعدت "مريم" إلى السيارة، وطلبت منه تشغيل المحرك لتستمع إلى الموسيقى، وما إن أدار محرك السيارة حتى انفجرت، مؤديًّا إلى مقتل "مريم"، وكان هذا الحادث هو السبب وراء فقدان "حسن" للسمع. تمتلك "جويل" شركة أمن خاصة، وهي فتاة لبنانية كانت تقيم في مصر ثم عادت إلى وطنها لبنان، بعد تعرضهما للعديد من الأزمات والمشكلات، فتحاول إقناع "حسن المصري" بالعودة إلى لبنان للعمل معها في الشركة. يتصاعد إيقاع الأحداث في متتالية المشاهد، خاصة في المشهد الذي يبرز طلب "جويل" من "حسن" اصطحاب فتاة مصرية تُدعى "نادية حامد"، الذي جسدت دورها الممثلة الرائعة لينا صوفيا بن حمّان بامتياز. وتتفاجأ "جويل" بأن "نادية" في سن نفسه شقيقته "مريم"، وبينهما شبه في بعض الملامح والروح المرحة والتصرفات والابتسامة وحب الحياة، فيحاول "حسن" بطلب من "جويل" التقرب منها والتعرف إليها عن قرب، عازمًا على تجاوز شعور الهروب من ذكريات الماضي، حيث تُظهر "نادية" شبهًا كبيرًا بأخته "مريم". يتبين أن والد "نادية" هو تاجر سلاح كبير، وله أعداء في عصابات كثيرة، وتم اختطاف ابنته لنقل شحنة سلاح كانت متجهة إلى ليبيا، لكن تم تغيير مسارها نحو سوريا ينكشف هذا خلال حوارات استبدالية داخل مقر "جويل" للأمان الخاص، إذ تُخبرهم "جويل" أن لديها شخصاً محترفاً سينقذ "نادية". تتوالى الأحداث المشوقة خاصة في المشاهد التي ينخرط فيه "حسن" ضمن صراع تجار الأسلحة محاولًا إنقاذ "نادية" قبل أن يكون مصيرها مشابهًا لأخته "مريم"، يموت البطل "حسن" في محاولة إنقاذ "نادية" من قبضة العصابات، حيث يعيدها سالمة إلى أهلها، وهذه النهاية تترك تأثيرًا قويًا ومؤلمًا، حيث يضحي البطل من أجل النجاة والحفاظ على حياة من يحب.

مشاركة :