وفاة مهندس غزو العراق السياسي أحمد الجلبي بأزمة قلبية

  • 11/4/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - وكالات: توفي أحمد الجلبي - السياسي العراقي الذي أقنع واشنطن بغزو العراق في عام 2003 بمعلومات غير ذات مصداقية عن القدرات العسكرية لصدام حسين - امس على أثر اصابته بأزمة قلبية فيما يبدو. وقال هيثم الجبوري أمين اللجنة المالية في البرلمان التي كان يرأسها الجلبي ان المرافقين له عثروا عليه ميتا في سريره بمنزله في بغداد. وقال نبأ عاجل في التلفزيون الحكومي العراقي ان سبب الوفاة أزمة قلبية. ولد الجلبي من عائلة بغدادية ثرية، لكنه غادر البلاد منتصف الخمسينات وقضى معظم حياته في بريطانيا والولايات المتحدة حيث حصل على شهادة الدكتوراه في الرياضيات. قربه منفاه من مسؤولين غربيين، لكن اقامته البعيدة عن البلاد التي شهدت حكما دكتاتوريا وحروبا وحصارا جعلته بعيدا عن الناس، لكنه ادعى مع ذلك انه يمثلهم. واسس الجلبي المؤتمر الوطني العراقي مع شخصيات معارضة اخرى في مطلع التسيعنيات ونسق لاحد الانتفاضات الكردية منتصف التسعينات، في شمال البلاد. لكن الانتفاضة فشلت، وقتل على اثرها المئات من السكان، وتمكن من الفرار والعودة الى الولايات المتحدة ولم يعد الا مع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء السابق إياد علاوي انه يوجد بعض الناس الذين سيتذكرونه بشكل جيد لكن للامانة هناك آخرين لم يحبوا سياساته أو يرغبون فيها. وأضاف انه رغم ذلك فان العراق فقد رجلا كان له اسهام مهم والتزامات مهمة نحو الامة وحاول ان يقدم ما في امكانه لهذا البلد. عاد الجلبي الى العراق بعد فترة قصيرة من سقوط صدام متوجا سنوات من العمل في الخارج لاقناع واشنطن بالاطاحة بالرجل الذي حكم العراق بقبضة حديدية على مدى عشرات السنين. ونجح في نهاية الامر في أعقاب هجمات 11 سبتمبر باقناع الولايات المتحدة بأن صدام له صلة بتنظيم القاعدة وان لديه أسلحة دمار شامل وثبت في وقت لاحق انها لا تستند الى اساس. وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق كان يشاهد كثيرا في بغداد محاطا بعشرات الحراس الشخصيين حيث أقام علاقات مع شخصيات سياسية ورجال دين أقوياء. وبعد ان كان ينظر اليه في واشنطن على انه الزعيم الذي يفضلونه للعراق في المستقبل فقد التأييد بين داعميه وسط اتهامات بأنه نقل معلومات الى خصم واشنطن اللدود ايران. وقال مثال الالوسي وهو برلماني علماني ان الجلبي سلك جميع الطرق لتحقيق هدف كان يؤمن به وهو الاطاحة بنظام صدام وبناء دولة مدنية. وقال انه سلك كل الطرق الممكنة سواء كانت مقبولة أم لا. وكلف الجلبي بعد ذلك بقيادة عملية تطهير حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام في اجراء ثبت انه باهظ التكاليف. واستغل تنظيم القاعدة الفراغ الامني الذي تلا ذلك وفجر حربا أهلية طائفية بهجمات على غالبية السكان الشيعة مما دفع العراق نحو الفوضى لسنوات عديدة. وفي مرحلة ما طرح اسم الجلبي كمرشح لمنصب رئيس الوزراء بعد ان تمكن بمهارة من الابحار في السياسة العراقية العبثية وكون تحالفات مع معظم القوى القوية آنذاك. لكنه لم يتمكن قط من الصعود الى قمة السياسة العراقية التي تدفعها عوامل طائفية. وخلافه مع حلفائه الامريكيين أضر بفرصه لتزعم العراق. كانت مسيرة الجلبي متقلبة. ولاحقت الجلبي شبهات متكررة بالفساد وأدين من قبل محكمة أردنية باختلاس أموال من بنك البتراء عام 1992، وحكم عليه غيابيا بالسجن لفترة تزيد على 20 عاما وهي قضية يدعي بان وراءها دوافع سياسية.

مشاركة :