أحمد الجلبي، السياسي العراقي المحترف، حامل شهادة الدكتوراة في الرياضيات من جامعة شيكاغو، والنائب السابق في البرلمان وزعيم حزب المؤتمر الوطني الذي توفي أمس الاول الثلاثاء عن 71 عاما في منزله في بغداد إثر إصابته بأزمة قلبية، هذه الشخصية المثيرة للجدل تعتبر من أهم الشخصيات التي أقنعت الرئيس بوش في غزوه للعراق عام2003. وقد حاول الوصول إلى الحكم بعد ذلك فيما كانت بلاده ممزقة أو على وشك التمزق بسبب العنف الطائفي، لكنه فشل في نيل ثقة العراقيين الذي اتجهوا إلى مساندة زعاماتهم الدينية والعشائرية. نجح الجلبي الذي غادر العراق عام 1958 خلال إقامته الطويلة في الولايات المتحدة وبريطانيا في بناء علاقات وثيقة مع الصحفيين والنواب التشريعيين ومع مستشاري المحافظين الجدد الذي ساهموا في تشكيل سياسة إدارة بوش الابن وعلى رأسهم ديك تشيني ودوجلاس فيت وريتشارد بيرل وبول وولفويتز وغيرهم. كما نجح أيضًا في بناء علاقات صداقة مع العديد من الشخصيات العراقية السياسية في المنفى الذين كانوا يتقاضون رواتب من الإدارة الأمريكية في مقابل تقديمهم معلومات استخباراتية عن حكومة صدام حسين على حد وصف صحيفة نيويورك تايمز. أسس الجبلي المؤتمر الوطني العراقي في لندن عام 1992 بهدف ضم قوى عراقية مختلفة إليه للضغط من أجل إقامة نظام ديمقراطي في البلاد بعد القضاء على نظام البعث الحاكم آنذاك. وقد نجح الجلبي في الحصول لحزبه على 100 مليون دولار من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خلال الفترة من العام 1992 وبداية الحرب عام 2003. انضم الجلبي، بعد سقوط نظام صدام حسين، إلى مجلس الحكم الانتقالي، وتولى رئاسته الدورية، ورفع شعار «اجتثاث البعث». لكن سرعان ما انتهى شهر العسل بينه وبين الأمريكيين بعد أشهر قليلة من الغزو الأمريكي للعراق بسبب اتهامه بأنه مصدر معلومات غير دقيقة زود بها السلطات الأمريكية. مات الجلبي بعد أن توارى عن دوائر الإعلام المحلية والعالمية لفترة طويلة، مات وهو محكوم غيابيًا من قبل محكمة أردنية بالسجن بتهمة الاختلاس بعد تسببه في انهيار بنك البتراء الذي شارك في تأسيسه عام 1977.
مشاركة :