تواصل – مقالات: إن سوء الظن بشكلٍ عام من المساويء التي تفرق البشر وتباعد بين قلوبهم وتدمر علاقاتهم وتقطع أواصر محبتهم، وحسن الظن هو مظنة جانب الخير وتغليبه على جانب الشر. لقد قال نبينا الكريم عليه أفضل الصّلاة والسّلام (إيَّاكم والظَّن، فإنَّ الظَّن أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا) ولعل الحكم بأن أخطر ما قد يصيب الإنسان وينال منه، هو الحكم على النوايا بدون التثبت من المقاصد، وهو ما يبنى عليه أحيانًا موبقات ومنزلقات قد تؤدي للإثم المستوجب للعقوبة الشديدة عند الله. والمبالغة في سوء الظن أو حسن الظن مثل الفخ، قد نقع فيه إن أسرفنا في أخذ الأمور بطيب النوايا دائمًا؛ وربما نؤآخذ بالإثم إذا افترضنا سوء الظن بمن نعاشرهم ونخالطهم دون وجه حق. وقد يصل الإنسان إلى أوقات تتداخل لديه الأمور ويختلط شعوره بالآخرين؛ فيُحار في تفسير مايواجهه من المواقف، إن كان تصرف ما أو كلمة خرجت من رفيق تحمل حبًا ونصحًا، أو أنها تحمل مابين طياتها سمًا زعافًا، يحاول أن يفسر الأسباب والدوافع، ويربط الأحداث السابقة والمواقف المتلاحقة بما حدث. عبدالعزيز بن سليمان الحسين