تزايد عدد الأطفال الأفغان الذين يعانون من سوء التغذية في المستشفيات - أكثر من نصف السكان سيعانون من نقص حاد في الغذاء خلال الشتاء القادم - طبيب: تأتي إلى المستشفى عائلات لا تستطيع إطعام أطفالها بشكل كافٍ بسبب الفقر تشهد أفغانستان ارتفاعًا في عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج في المستشفيات بسبب سوء التغذية الناجم عن زيادة الجوع والفقر، وباتت المستشفيات تستقبل يوميًا المزيد منهم. وتكافح العائلات الأشد فقرًا من أجل توفير الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، في ظل الصعوبات الاقتصادية المتأثرة بالصراعات، وتوقف المساعدات الدولية بعد سيطرة طالبان على البلاد، ما عمق ظاهرة الجوع والبؤس. وتظهر بيانات الأمم المتحدة، أن 22.8 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف سكان أفغانستان، سوف يعانون من نقص حاد في الغذاء خلال أشهر الشتاء القادم. وأوضح كل من الدكتور محمد صديق، رئيس الأطباء في مستشفى "مير ويس" بولاية قندهار أكبر مستشفى في المناطق الجنوبية، وشمس صميمي، نائب مدير الثقافة في قندهار، لمراسل الأناضول، أن حالات سوء التغذية باتت منتشرة في عموم البلاد، خاصة في الشهرين الماضيين. وأشار صديق، إلى أن الوحدة الطبية لأمراض الأطفال في مستشفى "مير ويس" بقندهار قادرة على استيعاب 60 طفلًا فقط، إلا أنها استقبلت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 300 طفل. وأضاف أن عدد الأطفال الذين يدخلون المستشفى بسبب سوء التغذية ارتفع بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، وأن طفلين أو ثلاثة يضطرون أحيانًا لتقاسم السرير نفسه أثناء فترة العلاج، مطالبًا المجتمع الدولي بتوفير مساعدة عاجلة للمستشفى. ** طفولة مقبلة على كارثة إنسانية وحذّر الطبيب من أن الأعداد المتزايدة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في الأشهر الأخيرة، زادت من الضغط على الكوادر الطبية في مستشفى "مير ويس". وتابع: عادةً ما تأتي إلى المستشفى عائلات لا تستطيع إطعام أطفالها بشكل كافٍ بسبب الجوع والفقر، إذا استمر الوضع على هذا النحو فإن الطفولة في أفغانستان مقبلة على كارثة إنسانية كبيرة. بدوره، ألقى "صميمي" باللوم على الحكومة السابقة والولايات المتحدة الأمريكية في أزمة الغذاء وما نتج عنها من زيادة في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في المستشفيات. وقال: "لقد ورثت طالبان الجوع والفقر في أفغانستان عن الإدارة السابقة والولايات المتحدة، السبب الأكبر لذلك هو تهريب الأموال من أفغانستان إلى خارج البلاد وتجميد الأصول الأفغانية في الخارج". بدورها، قالت لطيفة عزيزي، مسؤولة قسم تغذية الأطفال في المستشفى المذكور، إن عدد الأطفال الذين يدخلون المستشفى يتزايد يوما بعد آخر. ** عائلات تفكر في بيع أطفالها من جهتها، قالت المواطنة الأفغانية بيبيغول آقا، إنها أودعت ثلاثة من أحفادها في المستشفى لتلقي العلاج بسبب سوء التغذية، مشيرة إلى وجود مئات الأطفال في أفغانستان يعانون من سوء التغذية. وأضافت "آقا" أنه لا يوجد معيل للأسرة، وأنها تنتظر مساعدة ما من المجتمع الدولي، لاسيما وأن أفغانستان لا تزال ترزح تحت وطأة الفقر والفوضى. وأوضحت أن الشعب يعاني من تبعات الفقر والجوع، وأردفت: "أحضرت أحفادي إلى المستشفى للخضوع لنظام غذائي صحي بعد أن أنهك الجوع أجسادهم النحيلة. وضعنا صعب، لذلك نفكر في بيع أطفالنا وأحفادنا. نريد بيع الأطفال لتخليصهم من الفقر". فيما قالت مرحمة أحمد، التي ترافق طفلتها "نور" (11 شهرًا) في المستشفى منذ 15 يومًا، إن أسرتها لم تجد خلال الأسابيع الماضية، كسرة خبز واحدة تسد بها رمقها. وزادت: "يعاني جميع أطفالنا من سوء التغذية. لا يمكننا العثور على خبز نأكله لأن زوجي عاطل عن العمل. لهذا السبب، أستمر في البقاء بالمستشفى لتوفير الغذاء لأطفالي". من جهتها قالت راضية نور، إنها أحضرت اثنين من أحفادها، وهما "محمود" البالغ من العمر ستة أشهر و"خان محمد" البالغ من العمر 11 شهرًا، إلى المستشفى لتلقي العلاج منذ 16 يومًا. وأضافت: "لدي خمسة أبناء جميعهم عاطلون عن العمل، نكافح ضد الجوع والفقر المدقع، فقد أدخلت أحفادي إلى المستشفى بعد أن تدهورت حالتهم الصحية بسبب سوء التغذية، نعيش على الخبز الجاف منذ ثلاثة أشهر". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :