مسلسل خسارتنا لأبطالنا الرياضيين في كرة القدم وبعض الألعاب المختلفة مازال مستمراً بكل أسف شديد، ولقد تابعنا وشاهدنا خلال هذا العام 2021م في مختلف وسائل الإعلام عن وفاة عدد من الرياضيين من مختلف الجنسيات في العالم فجأة وبدون مقدمات، وهذا يدل على أن هناك قصوراً كبيراً في الوعي لدى الرياضيين صغاراً كانوا أو كباراً، ومازلنا لم نستفيد من الرياضيين الذين خسرناهم سابقاً، وأننا بحاجة لمزيد من الجهد والعمل المتكامل من مختلف الأطراف المعنية بإعداد الرياضيين وتهيئتهم حتى نصل بهم لدرجة كبيرة من الوعي تجاه هذا المخاطر التي تُهدد حياتهم ومستقبلهم. فخلال أربع سنوات بدايةً من عام 2015م وحتى نهاية عام 2018م خسر العالم أجمع 89 رياضياً بالموت، الأكثرية من فئة الشباب من سن 12 إلى 23 عاماً بعدد 50 شاباً قضوا نحبهم في عمر الزهور، ومن بينهم 43 شخصا كانت وفاتهم بسبب أزمة أو نوبة قلبية مفاجئة، و46 شخصا كانت وفاتهم لأسباب مختلفة أهمها: الحوادث المرورية (دهس أو سرعة جنونية أو تصادم أو عدم التزام بقواعد وأنظمة السلامة المرورية)، أو بسبب سوء التغذية قبل التدريب، أو بسبب التدخل العنيف والخشن أثناء المباريات، أو الإهمال والقصور في المكان المهيأ بشكل صحيح وسليم للممارسة الرياضة. العنصر النسائي الرياضي حضر بـ12 حالة وفاة مقابل 77 من الذكور، وذلك وفق الإحصائية التي أعددناها خلال أربع سنوات مضت. وكشفت لنا الإحصائية أن 47 رياضياً، توفاهم الله من أصل 89 كانوا من الدول العربية بنسبة 52.80% من إجمالي العدد!، من 12 دولة عربية، وجاءت جمهورية مصر في المرتبة الأولى عالمياً وعربياً في الوفيات بـ16 حالة، تلتها المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بـ14 حالة وفاة، وفي المرتبة الثالثة دول “الإمارات، الكويت، الأردن، اليمن، تونس، المغرب، والجزائر” بحالتين لكل دولة، وفي المرتبة الرابعة والأخيرة دول “السودان، فلسطين، ولبنان” بحالة واحدة لكل دولة. وبلغ عدد وفيات الرياضيين في الدول الأجنبية 42 حالة وفاة، جاءت في المرتبة الأولى دول: فرنسا، بلجيكا، والأرجنتين، بأربع حالات وفاة لكل دولة، وفي المرتبة الثانية روسيا بـ3 حالات، وفي المرتبة الثالثة دول: بريطانيا، إيطاليا، البرازيل، الكاميرون، ساحل العاج، وإيران بحالتين لكل دولة، وفي المرتبة الرابعة والأخيرة دول: أمريكا، ألمانيا، كرواتيا، إيرلندا، تشيلي، البيرو، أستراليا، إندونيسيا، كوريا الجنوبية، نيجيريا، غينيا، كينيا، بوركينا فاسو، تنزانيا، وجمهورية ترينداد وتوباغو بحالة وفاة واحدة لكل دولة. وأظهرت الإحصائية وفاة 77 من فئة الرياضيين الذكور بنسبة 86.51% مُقابل 12 حالة وفاة من الإناث بنسبة 13.48%، وأكبر وفاة كانت للملاكم الإيطالي كريستيان داغيو بسبب الضربة القاضية أثناء اللعب عن عمر 49 عاماً، وأصغر وفاة كانت للاعب كرة الطائرة بنادي الأهلي المصري الناشئ أحمد حاتم عبداللطيف عن عمر 12 عاماً بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، أثناء تدريبات الفريق نتيجة لعدم تناوله وجبة الغذاء وسوء التغذية التي كان يعاني منها. وتصدر الفئة العمرية (21 إلى 29) بـ41 حالة وفاة، وفي المرتبة الثانية الفئة العمرية (10 إلى 19) بـ29 وفاة، وفي المرتبة الثالثة الفئة العمرية (31 إلى 39) بـ17 وفاة، وفي المرتبة الرابعة والأخيرة الرياضيين الذين ماتوا من سن 41 إلى 49 عاماً بحالتي وفاة. “مُباشر نيوز” تواصل في حلقتها الثانية والأخيرة من ملف حياة الرياضيين في خطر، طرح الستة المخاطر الأخيرة التي تُهدد حياة ومستقبل الرياضيين والرياضيات في العالم، وهي أمراض القلب وسوء التغذية وحوادث السيارات والتدخل العنيف وقلة النوم والإهمال، وسنصل بكم في ختام الملف لأهم التوصيات التي من شأنها أن تُساهم في التقليل من الضحايا، وذلك في إطار واجبنا الإعلامي الذي يُحتم أن نقترب من معرفة أهم الأسباب التي نؤدي بشكل كبير في خسارتنا للرياضيين، ونُساهم بأن نضع أيدينا على الجرح حتى نضمده بالحلول، ونبعث رسالة للرياضيين في العالم نقول لهم فيها: “أنتم ثروة وقدوة لهذا الجيل والأجيال القادمة وأنتم من تصنعون نجاحاتكم بأنفسكم”. أمراض القلب 43 حالة وفاة للرياضيين في العالم جاءت بسبب أمراض قلبية، وذلك من إجمالي 89 حالة وفاة للرياضيين (ذكوراً وإناثاً) خلال السنوات الأربع الماضية، وتصدر لاعبو كرة القدم الوفيات بـ32 حالة وفاة، مُقابل 11 حالة وفاة في 11 لعبة وهي: ألعاب القوى، كرة الطائرة، المصارعة، كرة اليد، الملاكمة، التنس، الدراجات، السباحة، الجودو، التزلج، والريشة الطائرة، وجاءت قارة أفريقيا الأولى بـ16 حالة وأوروبا بـ14 وآسيا بـ7 حالات وأمريكا بـ6 حالات، كما واضح لكم في الجدول. ولكن وفاة اللاعبين خلال المباريات أو أثناء الإحماء أو التدريبات بسبب نوبة أو أزمة قلبية مفاجئة يجعلنا نقف كثيراً أمام هذا الأمر، خصوصا أن اللاعبين الذين توفوا أعمارهم صغيرة تبدأ من 16 عاماً ولا تتجاوز 35 عاماً إلا في حالات قليلة جداً، ورغم ما يردده الأطباء دائما بأن الرياضة تقوى عضلة القلب، وتحسن الحالة المزاجية للشخص إلا أن الحقيقة أن هناك ضوابط معينة لا بد أن تتبع حتى يمارس اللاعب الرياضة، وقبل أن يحترف ويمارس الرياضة العنيفة لا بد أن يخضع لعدد من التحاليل والفحوصات الطبية حتى لا يتعرض للموت المفاجئ، ولقد فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إجراء اختبارات للقلب إجبارية على كل اللاعبين المشاركين في منافسات عام 2008م بعد وفاة ثلاثة لاعبين، ولذلك تُعتبر أمراض القلب من أهم المخاطر التي تُهدد حياة الرياضيين في لعبة كرة القدم ومختلف الألعاب بعد المنشطات. ولذلك ينصح الدكتور نبيل إسماعيل، الاستشاري في أمراض القلب والقسطرة جميع الرياضيين بالفحص الروتيني عند طبيب قلب مختص، وقال: “في الغالب تحصل السكتة القلبية المفاجئة للرياضيين بسبب أمراض في القلب إما وراثية (مثل تضخم القلب الوراثي وبعض مشاكل كهرباء القلب)، أو عيوب خَلْقية، أو أمراض مكتسبة (كتصلب الشرايين)، والجهد قد يكون سبباً في تهيج كهرباء القلب ما يؤدي لتوقفه. وفيات القلب أكثر ويبدو من حديث طبيب القلب أن الرياضيين من أكثر الناس عرضة لهذا النوع من الأمراض، وهو ما أكدته دراسة بريطانية صدرت بعد متابعة 11 ألف و168 لاعب كرة قدم في بريطانيا على مدار 20 عاماً، وخلصت إلى أن خطر موت لاعبي كرة القدم بسبب التوقف المفاجئ للقلب أعلى بكثير مما كان يتوقعه الأطباء. ووجد الباحثون على مدار 20 عاماً من الفحص أن 42 لاعباً في الأكاديميات معرضون للخطر واقترح عليهم من باب العلاج إجراء الجراحة التصحيحية وأخذ أدوية لأمراض القلب، كما نصح الأطباء 12 لاعبا بالتوقف عن ممارسة الرياضة التنافسية، فيما سمحوا للبقية بمواصلة ممارسة كرة القدم، ومات ثمانية لاعبين خلال فترة الدراسة، حيث لم ينجح الأطباء سوى في تشخيص إصابة ستة منهم فقط وكشفوا أنهم يعانون مشكلة في القلب، وتشير التقديرات إلى وفاة اثنين من بين كل 100 ألف لاعب، ولكن الدراسة الأخيرة تفيد بأن الرقم أعلى ويصل إلى سبعة من بين كل 100 ألف لاعب. الشيء نفسه كشفت عنه الكلية الأمريكية لطب القلب، في الجلسة العلمية السنوية الـ76، وأكدت أن لاعبي كرة القدم هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب ضربات القلب على المدى الطويل، وتوصلت إلى ذلك بعد أن قام باحثون من جامعة “إيموري” بدراسة شملت 136 لاعبا مبتدئا و44 لاعبا لم يمارسوا كرة القدم أبدا، وقارنوا فيها بين البيانات الصحية للاعبين المشاركين قبل وبعد مباراة واحدة، وخلصوا إلى أن اللاعبين كانوا يعانون من زيادة حجم الشريان الأورطي، وفقاً لما نشره موقع “medical daily”. وذكر ديرموت فيلان، مدير مركز أمراض القلب المرتبطة بالرياضة في “كليفلاند كلينك”، أن ممارسة الرياضة شيء إيجابي على الصحة لكن مع ممارستها باعتدال، موضحا أن الكثير من الرياضيين يظنون أن ممارسة التمارين بشكل مستمر، يحميهم من مشكلات الأوعية الدموية، غير أنهم في الواقع أكثر عرضة لخطر الإصابة بتلك المشكلات، مثل الرجفان الأذيني. أول حالة وفاة بالقلب وتتضاعف المخاطر الصحية في التدريبات المكثفة بين اللاعبين المشهورين نظرا لكثرة إرهاق القلب، وكان لاعب ليدز سيتي الإنجليزي دافيد ويلسون (23 عاماً) أول من تعرض للوفاة بسبب السكتة القلبية أثناء مواجهته فريق بيرنلي وذلك في عام 1906م. ومن أبرز حالات الوفاة بين لاعبي كرة القدم بسبب السكتة القلبية، وفاة لاعب نادي الترجي التونسي الهادي بن رخيصة –يرحمه الله- عن عمر 24 عاماً وذلك أثناء مشاركته مع فريقه في مباراةٍ ودية أمام نادي أولمبيك ليون الفرنسي مطلع عام 1997م، ووفاة لاعب منتخب الكاميرون مارك فيفيان فوي (28 عاماً) خلال مشاركته مع منتخب بلاده أمام كولومبيا في بطولة القارات السادسة عام 2003م، وتعرض المهاجم الدولي المجري ميكلوش فيهر (24 عاماً) لاعب بنفيكا لسكتة قلبية خلال المباراة التي شارك بها مع فريقه أمام فيتوريا غيمارايش في الدوري البرتغالي مطلع 2004م ليتم الإعلان عن وفاته في مستشفى قريب من ملعب المباراة، وانتقل إلى رحمة الله لاعب النادي الأهلي المصري محمد عبدالوهاب (22 عاماً) إثر أزمة قلبية أصيب بها خلال أدائه للتدريبات في ناديه خلال عام 2006م، كما لقي لاعب نادي النصر الإماراتي الدولي سالم سعد (31 عاماً)، المصير ذاته، إذ توفي –يرحمه الله- بسبب سكتة قلبية خلال التدريب بنهاية عام 2009م، وانضم لاعب نادي ليفورنو الإيطالي بييرماريو مورسيني (25 عاماً)، إلى لائحة اللاعبين الذين وافتهم المنية على أرض الملعب، بعد إصابته بسكتة قلبية مفاجئة خلال مشاركته مع فريقه أمام نادي بيسكارا في مطلع عام 2012م. اعتزال مبكر وشهد العام 2012م أيضاً حادثةً غريبة أذهلت الجميع حينما سقط لاعب وسط فريق بولتون واندرز الإنجليزي فابريس موامبا، مغشياً عليه، وحده دون أي تدخل من أي لاعب مُتأثراً بأزمةٍ قلبية في الدقائق الأخيرة من مباراة فريقه أمام توتنهام في الدور ربع النهائي من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، ويتم إسعافه فوراً من قبل رجال الإسعاف على أرضية الملعب لمدة 6 دقائق في محاولة إنعاشه، وكان الشاب في الـ23 من عمره حينها، وليتم نقله للمستشفى، ويُقرر حكم المباراة هوارد ويب بإلغاء اللقاء نظراً للحالة النفسية للاعبي، ورغم تعافي موامبا، إلا أنه اعتزل اللعب في وقت لاحق من ذلك العام، بناء على نصيحة طبية. وقال طبيب النادي جوناثان توبين، في تصريحات لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية بعد الحادثة، إن حالة موامبا كانت غريبة للغاية. خاصة أن قلبه لم يستجب للصدمات الكهربائية التي قمنا بها من أجل إعادته مرة أخرى للحياة إلا بعد وصولنا للمستشفى، وأن عمليات الصدمات الكهربائية استمرت قرابة 78 دقيقة دون أن يفيق مرة واحدة، وتوقعنا جميعاً أن موامبا رحل عن عالمنا، لكن العناية الإلهية فاجأت الجميع بعد أن قام جهاز رسم القلب بإخطارنا بأن نبض قلب اللاعب بدأ يستجيب للصدمات الكهربائية، وكنا نخشى حدوث الأسوأ ولم نعتقد أنه سيستعيد وعيه، مُؤكداً أن موامبا “مات بالفعل” لمدة 78 دقيقة بعد سقوطه على أرض الملعب. وبعد حادثة اللاعب موامبا، أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي على صفحتها الخاصة بالموقع الاجتماعي الشهير “فيس بوك”، أنها ستعيد النظر في الإجراءات الطبية، وذلك في أعقاب انهيار فابريس موامبا على أرض الملعب خلال لقاء فريق توتنهام في كأس الاتحاد الإنجليزي. وأكدت الرابطة أنها خاطبت اتحاد الكرة الإنجليزي، وطالبته بوضع 10 سيارات إسعاف لكل مباراة تكون مجهزة داخل الملاعب الإنجليزية لمواجهة هذه الظاهرة. وبالأسفل قائمة بأسماء الرياضيين والرياضيات في العالم الذين توفاهم الله خلال السنوات الأربع الماضية بسبب أزمة أو نوبة قلبية. وفاة وخوف ولم تتوقف هذه المأساة للأسف الشديد، فلقد شهد لقاء الشباب البيضاوي وحسنية بنسلمان في دوري الدرجة الأولى للهواة المغربي الذي أقيم في الـ12 من شهر إبريل من هذا العام 2021م، مأساةً مؤلمة بعد وفاة لاعب الفريق البيضاوي رضا الساقي (21 عاماً)، على أرضية الملعب، نتيجة اصطدامه بأحد اللاعبين المنافسين، ورغم تدخل الطاقم الطبي للفريقين ومحاولات إسعافه ونقله إلى أقرب مستشفى، إلا أن اللاعب فارق الحياة على أرضية الملعب بسبب ابتلاع لسانه واختناقه. وفي شهر يونيو من هذا العام 2021م عاشت جماهير الساحرة المستديرة، لحظات من الخوف والترقب في مشهد أرعب الجميع حول العالم، أثناء سقوط لاعب منتخب الدنمارك كريستيان إريكسن ، خلال مشاركته مع منتخب بلاده في مباراة فنلندا ضمن منافسات بطولة كأس أمم أوروبا “يورو 2020″، حيث سقط اللاعب أرضًا بشكل مفاجئ دون أي تدخل من لاعبي الخصم إثر فقدانه للوعي، أثناء استلامه رمية تماس من زميله في اللقاء، وهرع زملاؤه لمعرفة ما أصابه، وتلقى لاعب إنتر ميلان، علاجاً طبياً طارئاً على أرض الملعب قبل نقله إلى المستشفى، وتوقفت المباراة ما يقرب من ساعة ونصف للاطمئنان على سلامته، ومن ثم استكمالها مُجدداً. وقال طبيب المنتخب الدنماركي مارتن بوزين، أن لاعب خط الوسط عانى من توقف في القلب قائلا “لقد فقدناه، وقمنا بإنعاش القلب”. وليجري اللاعب بعدها بأيام عملية زرع جهاز ICDناجحة، لتنظيم ضربات القلب، وفقًا لمؤسسة القلب البريطانية، فإن مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة هو جهاز صغير يوضع تحت الجلد لمراقبة معدل ضربات القلب. سوء التغذية يعد عامل سوء التغذية من أهم العوامل الرئيسية في الإصابات الخطرة للاعبين، وقد يصل القصور في تناول الوجبات الصحية إلى الوفاة، ففي مارس من العام 2015م توفى اللاعب المصري أحمد حاتم عبداللطيف، لاعب فريق الكرة الطائرة تحت 13 سنة بالنادي الأهلي بمستشفى المعادي العسكري، حيث حضر اللاعب مران الفريق بدون تناول وجبة الغداء، بالإضافة إلى معاناته أصلا من سوء التغذية، ما أدى إلى تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية، وسقط فاقداً الوعي في المران بصالة الشهداء بالجزيرة، وتم نقل اللاعب إلى مستشفى المعلمين بالجزيرة ومنه إلى مستشفى المعادي العسكري إلى أن انتقل إلى رحمة الله. حالة أخرى تؤكد على ذلك وهو بعد وفاة المذيع والممثل الشاب المصري عمرو سمير (33 عاماً)، إثر أزمة قلبية مفاجئة، في مطلع شهر يوليو من العام 2017م أكد الطبيب الشرعي الإسباني الوفاة بشكل مفاجئ على سريره بغرفته في أحد الفنادق، بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة ممارسته للرياضة في صالة للألعاب الرياضية دون تناول أي أطعمة غذائية أو مشروبات سكرية، ما أدى لإصابته بهبوط حاد بعد المجهود الكبير الذي بذله قبل نومه بساعات، وأثر بشكل مفاجئ على قلبه وأدى لوفاته. وفاة 11 مليون في عام واحد وتوصلت دراسة موسعة نُشرت في مجلة “ذا لانسيت” الطبية الشهيرة، وأجريت في 195 دولة إلى أن الأطعمة غير الصحية لا تزال مسؤولة عن أكبر عدد من الوفيات المبكرة عالمياً، حيث رصدت النتائج وفاة 11 مليون إنسان في عمر مبكر بسبب سوء التغذية عام 2017، وبذلك تبلغ حصة سوء التغذية من الوفيات واحد من كل خمسة أشخاص، وأن معظم الوفيات المبكرة كانت بسبب أمراض القلب والسرطان والسكري، وتعتبر التغذية غير الصحية من أهم أسبابها، وغطّت بيانات الدراسة التي نُشرت في مجلة “ذا لانسيت” الطبية الفترة منذ 1990م وحتى 2017م، ووجدت أن معظم الوفيات المبكرة كانت بسبب أمراض القلب والسرطان والسكري، وتلعب التغذية غير الصحية دوراً هاماً في تطوّر هذه الأمراض. وحذّرت نتائج الدراسة التي رصدت تأثيرات 15 نوعاً من الأطعمة من تزايد الاعتماد على المأكولات غير الصحية مثل اللحوم المصنّعة، أو الغنية بدهون متحولة، إلى جانب الانتشار المتزايد للمشروبات السكري، واستخدام كمية زائدة من الملح في كل الأطعمة الجاهزة. أهم أخطاء اللاعبين من جهته، كشف أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل الرياضي الدكتور فجر الإسلام كامل عن أهم الأخطاء الشائعة للاعبي كرة القدم والألعاب الأخرى، وهي عدم الالتزام بالنوم المبكر “السهر لأوقات متأخرة”، وعدم الالتزام بالتغذية السليمة، ما يؤدي لهبوط الدورة الدموية، وعدم التأهيل والاهتمام باللياقة البدنية والإطالات، والتدخين، حيث بات يشكل ظاهرة، وهو يؤثر على الجهاز التنفسي، كما أن قلة ثقافة اللاعب تعد أيضا من أهم العوامل التي تؤدي للوفاة في الملاعب، حيث يعتقد بعض اللاعبين أن بذل مجهود عال جدا شيء عادي، وهذا أكبر خطأ، حيث إن ذلك يؤثر على عضلة القلب، ولعل الأندية العالمية ومنذ سنوات طويلة ظلت تلجأ دائما لإجراء الفحوصات الطبية على أي لاعب قبل التوقيع معه، ويعتمد هذا الكشف بشكل كبير على التأكد من سلامة وقوة عضلة القلب ومدى جاهزيتها في استقبال تدريبات مجهدة. اللاعب العربي ضعيف من جهته، قال المدرب التونسي الكابتن أحمد البرهومي: “البنية الجسدية للاعب العربي ضعيفة، وأسبابها راجعة للعادات والتقاليد، ونوع الغداء الذي نتناوله، فاللاعبون لا يتحملون التمارين ذات الحمولة العالية، كما أنهم يفتقدون لعامل الثقافة، فسوء التغذية والسهر حتى ساعة متأخرة من الليل وعدم شرب الماء أثناء التدريب وبعده أسباب تؤدي لإصابات عضلية خطرة، وأتذكر أنني عندما كنت مدرباً للفريق الأول بنادي الجبلين السعودي عام 2000م اكتشفت إصابة عدد 9 لاعبين من الفريق بالرباط الصليبي، وهذا العدد المهول من الإصابات لا يحدث في بطولة دوري أوروبي يتنافس عليه 20 فريقا وكل فريق يلعب ما بين 60 إلى 70 مباراة في الموسم، والسر في ذلك يعود لعدم وجود ثقافة رياضية وغداء مناسب”. وفي مطلع شهر أكتوبر من هذا العام 2021م أعلن عن وفاة لاعب كرة القدم مصطفى نجم (35 عاماً) في ملعب مركز شباب مدينة بنى سويف المصرية، بعد سقوطه خلال مباراة لكرة القدم مع زملائه ما أدى إلى نقله إلى المستشفى وتبين للأطباء وفاته بهبوط حاد في الدورة الدموية، أثناء لعب كرة القدم وهو صائم. وسقط مصطفى نجم، أثناء وقوفه حارس مرمى لفريقه عقب صفارة الحكم وهو ممسك بعارضة المرمى على الأرض خلال المباراة، وقام اللاعبون الموجودون داخل المستطيل الأخضر بنقل اللاعب إلى مستشفى خاص إلا أن الأطباء عجزوا عن إنقاذه وانتقل زملاؤه باللاعب إلى مستشفى الجامعة في محاولة يائسة منهم لإنقاذه إلا أن الأطباء أعلنوا وفاته. رونالدو: الطعام الصحي مفيد وفي نهاية شهر سبتمبر من العام الحالي 2021م، ذكرت صحيفة “ذا صن” أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو البالغ من العمر 36 عاماً والذي أنتقل لنادي مانشستر يونايتد في صيف 2021م تقدم بطلب رسمي لناديه من أجل إضافة أصناف جديدة على قائمة الأطعمة في النادي وطلب من طباخ النادي تجهيزها، كون رونالدو يتبع نظاماً غذائياً صحياً، ومن بين قائمة الأطعمة، طبق برتغالي يسمى “Bacalhu”، وهو مصنوع من البيض وسمك القد وهي وجبة ليست مفضلة لباقي اللاعبين في صفوف الفريق. وطلب كذلك وجبات مصنوعة من “الأخطبوط” وإضافة بعض أنواع البروتينات مثل شرائح لحم الخنزير والبيض والأفوكادو وهو أمر أغضب الزملاء في الفريق. وأكد اللاعب البرتغالي للزملاء في الفريق أن النظام الغذائي سوف يساهم في قوة حالتهم البدنية والجسمانية وسوف يخفض من معدل الإصابات بين اللاعبين. كريستيانو رونالدو، تحدث كذلك مع أخصائي التغذية في يونايتد ومدرب اللياقة البدنية وأكد أن الحصول على طعام صحي سوف يفيد الجميع في النادي وأن مطالبه ليست فقط من أجل مصالحه الشخصية بل من أجل الفريق بالكامل. حوادث السيارات حوادث السيارات والدراجات النارية راح ضحيتها مئات الرياضيين في مختلف الألعاب لأسباب عديدة ويأتي أبرزها السرعة وعدم الالتزام بأنظمة السلامة المرورية سواء من اللاعبين أو مَن تسبب في الاصطدام بهم أو دهسهم. وخلال الإحصائية التي قمنا بها خلال أربع سنوات بداية من العام 2015م وحتى نهاية عام 2018م عن الرياضيين المتوفين في العالم بسبب حوادث السيارات والدراجات النارية، نجد أن المملكة العربية السعودية جاءت في المرتبة الأولى عالمياً وعربياً في الوفيات بسبب الحوادث المرورية بـ11 حالة مثلت نسبة 31.42% من أصل 35 حالة في العالم، كان منها 18 حالة في ثماني دول عربية وهي: * 6 حالات وفاة في مصر. * وفاتان في كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت ومملكة الأردن وتونس والمغرب. * حالة وفاة واحدة في كل من السودان والجزائر. على مستوى دول العالم جاءت الوفيات كما يلي: * 6 حالات بسبب الحوادث المرورية في: الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبلجيكا وإيران وكينيا وجمهورية ترينداد وتوباغو. وفي نهاية شهر سبتمبر من العام 2018م تسببت السرعة الجنونية بوفاة أربعة لاعبين من فريق كرة قدم سوداني لقوا مصرعهم وأصيب 8 آخرون بجروح متفاوتة حالة اثنان منهم خطرة، وذلك نتيجة انقلاب السيارة التي كانت تقلهم في طريق عودتهم لمقر النادي عقب أداء إحدى الحصص التدريبية، وذكرت صحيفة “المجهر” السودانية أن الحادث المروري الذي أودى بحياة لاعبي فريق شباب توتي “أحد أندية الدرجات في الخرطوم” كانت نتيجة السرعة الزائدة للسيارة التي كانوا يستقلونها ما تسبب في انحراف مسارها في شارع النيل قبالة مبنى وزارة الداخلية. وكان مطلع شهر فبراير من العام 2018م قد شهد حادثا مُفجعا في المملكة العربية السعودية، إذ توفي أربعة دراجين وأصيب 6 من لاعبي دراجات نادي اليرموك السعودي أثناء أدائهم التدريبات على طريق أبوعريش بمنطقة جازان، ومنهم لاعبون بعمر 15 سنة، وكشف الناطق الإعلامي بشرطة جازان وقتها أن الحادث وقع نتيجة اصطدام مركبة من نوع “بكب غمارتين” بقيادة شاب (غير مؤهل للقيادة)، بمجموعة من أعضاء نادي اليرموك الرياضي للدراجات الهوائية، وعددهم 17 شخصاً، أثناء قيامهم بأداء تمرين على طريق زراعي، كما تحمل الفريق جزءا من المسؤولية بعدم تقيده بقواعد السير والسلامة المنظمة لسير الدراجات، وتواجده للتدريب على طريق زراعي خارج النادي، والسير على شكل تجمعات بدون إذن مسبق من إدارة المرور، إضافة إلى السرعة العالية لقائد المركبة. مواهب شابة تموت ومازالت حوادث السيارات تُفقدنا المواهب الشابة في كرة القدم بكل أسف، فلقد شهدنا هذا العام 2021م، فقدان عدد من النجوم الرياضيين الشباب في العالم بسبب حوادث السيارات، ومنهم لاعب نادي لاتسيو الإيطالي الشاب الإيطالي دانييل جيريني عن عمر يناهز 19 عام بعد تعرضه لحادث سير في روما، وفي نهاية شهر يوليو من هذا العام 2021م أعلن نادي أياكس الهولندي لكرة القدم وفاة لاعب فريق الشباب نوح جيسر في حادث سيارة عن عمر 16 عاماً، وفي منتصف شهر أغسطس توفي لاعب فريق المصرية للاتصالات الحالي ووادي دجلة السابق الكابتن طه عثمان 24 عاماً في حادث سير بالعاصمة المصرية القاهرة. التدخل العنيف عامل التدخل العنيف من المخاطر المهمة التي تُهدد حياة الرياضيين أثناء ممارستهم اللعب، وتكثر هذه الحالات في الألعاب التنافسية التي يكثر فيها الالتحام، ولذلك تحرص الاتحادات الرياضية المحلية على تطبيق عقوبات مختلفة ما بين إيقاف عن المشاركة في المباريات، وعقوبات مالية، حتى تُساهم في الحد من هذا الخطر الذي يهدد مستقبل الرياضيين، وفي أحياناً كثيرة تصل للموت بسبب التدخل العنيف، ولعلنا نتذكر القصة المأساوية التي حدثت خلال شهر مايو من العام 2014م حينما توفي لاعب كرة القدم الإندونيسي أكي فيروز (24 عاماً) بعد أن تعرض لتدخل عنيف من قبل حارس مرمى الفريق المنافس خلال المباراة، وبعد هذا التدخل تألم اللاعب بشدة وتم نقله إلى المستشفى، وتبين بعد ذلك أن هذا التدخل القوي تسبب بتمزق في أمعائه وبعد أيام توفي إثر هذا التدخل العنيف. وفي نهاية شهر مايو من العام 2016م توفي اللاعب الأرجنتيني مايكل فافري (24 عاماً) والذي يلعب لفريق سان خورخي دي فيلا إليسا بعد أن سقط على أرض الملعب أثناء احتكاك عنيف مع لاعب جيرونيمو كوينتينا من فريق ديفينسوريس دي كولون. وقد أسقط كونتينا اللاعب فافري بعد أن ارتطمت ركبته برأس الأخير. ولكن فافري نهض على قدميه قبل أن يتلقى ضربة على رأسه من لاعب آخر يدعى فافيو لاروسا حيث سقط على الأرض ثانية، وحاول فافري النهوض مرة أخرى قبل أن يسقط ثانية ويفقد وعيه، وتم نقل فافري إلى المستشفى حيث تم الإعلان عن وفاته بعد وقت قصير. ونعى اتحاد كرة القدم الأرجنتيني اللاعب الشاب وقدم التعازي لزوجته وطفليه ولأعضاء النادي الذي يلعب لصالحه. وعبر الاتحاد في كلمة وجهها لعائلة الفقيد دعمه الكامل للعائلة وتكفله بمصاريف دفن فافري. شهر سبتمبر من العام 2017م، شهد وفاة الأرجنتيني الشاب غونزالو كاسترو (20 عاماً)، لاعب فريق بيراساتيغي للرجبي، خلال مباراة ضد فريق موري، وذلك، ضمن منافسات دوري الدرجة الثالثة المحلي، حينما تعرض كاسترو، لضربة قوية بالركبة في صدره من قبل أحد لاعبي الخصم، خلال المباراة، ليسقط على أرض الملعب، وطلب اللاعب استبداله على أثر الضربة القوية، وبعد فترة من الوقت، بدأ اللاعب يشعر بتشنجات، واستدعى الأمر طلب سيارة إسعاف، وبعد انتظار طويل اضطروا لنقل غونزالو كاسترو بسيارة عادية إلى المستشفى، ليفارق الحياة في الطريق إثر نوبة قلبية. تصادم مروع وفي لقطة من أكثر المشاهد التي ستبقى عالقة في أذهان عشاق كرة القدم حول العالم، لقي حارس مرمى نادي بيرسيلا لامونجان، تشويرول هودا (38 عاماً)، مصرعه إثر اصطدامه بلاعب الفريق المنافس خلال مباراة في الدوري الإندونيسي، خلال شهر أكتوبر من العام 2017م، وظهر في الفيديو الذي التقط تلك اللحظة “العنيفة” وتم تداوله بشكل واسع، الحارس هودا، يسقط متألماً في اللحظة الأولى ومن ثم مغمى عليه، وذلك قبل نهاية الشوط الأول من مباراة بيرسيلا لامونجان أمام فريق سيمين بادانج بعد اصطدامه بمهاجم الفريق المنافس، وما هي إلا ثوانٍ حتى هرع الطاقم الطبي لإسعافه، إلا أنهم سرعان ما نقلوه إلى خارج الملعب، بعد التحقق من أن حالته حرجة على ما يبدو، وكشف الطبيب الذي أشرف على حالة الحارس في وقت لاحق أن هودا توفي نتيجة إصابة في الرأس والرقبة بسبب التدخل العنيف من قبل مهاجم الفريق المنافس. وفي منتصف شهر مارس من هذا العام 2021م، تعرض حارس مرمى نادي سلافيا براغ التشيكي ، أوندري كولار (26 عاماً)، لإصابة خطيرة جداً كادت تودي بحياته، وذلك خلال مباراة فريقه أمام مضيفه غلاسكو رينجرز الإسكتلندي ، ضمن إياب دور الـ16 لمسابقة ، حيث حاول كولار في الدقيقة الـ61 التقاط إحدى الكرات داخل منطقة الجزاء، لكن مهاجم نادي رينجرز، كيمار روفي، تدخّل بدوره للحصول عليها بالقفز في الهواء مع مدّ قدمه اليمنى للأمام، لتصطدم بوجه حارس سلافيا براغ، الذي سقط فوراً على أرضية الملعب فاقداً الوعي. وأشيع خبر وفاة الحارس كولار بعد المباراة مباشرة، وذلك بسبب الضربة القوية التي أدت إلى انفتاح جبينه، وعلى إثرها نُقِل إلى المستشفى بسرعة، لتبدأ الأخبار والشائعات تقول بأنه توفي حال وصوله للمستشفى، ليخرج المدير الرياضي لسلافيا براغ وينفي الخبر، مُطمئناً جماهير وعشاق الفريق على أن الحالة الصحية للاعب بخير، وأنه سيتعرض لعملية جراحية بسيطة ولن يغيب كثيراً عن الملاعب. وفي بداية شهر أكتوبر من العام الحالي 2021م، شهدت مباراة في دوري الدرجة الثانية في البرازيل أحد أسوأ التدخلات في تاريخ كرة القدم، وأثارت اللقطة مخاوف كبيرة من سلامة اللاعب المستهدف، حيث تلقى المدافع كايتانو بطاقة حمراء مباشرة في منتصف الشوط الأول للمباراة التي جمعت فريقه ريغاتاس ونادي بوتافوغو ضمن منافسات دوري الدرجة الثانية في البرازيل، وجاء الطرد بعد التدخل العنيف الذي كان ضحيته رافائيل نافارو لاعب بوتافوغو، جراء رفع كايتانو قدمه باتجاه منافسه وأصابه بشكل مباشر في وجهه، وأثار التدخل مخاوف على سلامة نافارو، إلا أن الصور أظهرت إصابته بجرح بسيط على مستوى الأنف لم يمنعه من استكمال المباراة التي انتهت لصالح بوتافوغو بنتيجة (2/0). وقبل أيام قليلة شهدت مباراة الترجي التونسي والاتحاد الليبي ضمن منافسات التصفيات المؤهلة لدور مجموعات دوري أبطال إفريقيا والتي أقيمت على ملعب رادس في تونس يوم الأحد 24 من شهر أكتوبر الجاري، إصابة حمدو الهوني لاعب الفريق التونسي في الدقيقة 75 من زمن المباراة إثر تدخل قوي ومتهور للغاية من حارس الاتحاد الليبي معاذ اللافي في وجه حمدو الهوني ، بأسلوب يشبه لعبة القتال الشهيرة “كونغ فو”، مما جعله يسقط متأثرا بالإصابة ويغادر أرض الملعب وسط خوفا من جميع اللاعبين، مما جعل الحكم المصري إبراهيم نور الدين يطرد الحارس. وساد القلق في صفوف جماهير فريق الترجي التونسي بعد المباراة بشأن مدى خطورة إصابة الهوني الذي نقل إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج وإجراء فحوصات، ليخرج النادي ويطمأن محبيه بأن الكشف وصور الأشعة أثبتت أن اللاعب لا يشكو من إصابة خطيرة. أقسى عقوبة وفي نهاية شهر يوليو من العام 2014م خلال منافسات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف مهاجم منتخب الأوروغواي لويس سواريز 9 مباريات دولية وعدم السماح له بممارسة أي نشاط كروي على مدى أربعة أشهر وتغريمه 100 ألف فرنك سويسري، بسبب قيامه بـ”عض” مدافع إيطاليا جورجيو كيليني ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال البرازيل 2014م. وهذه أقسى عقوبة يفرضها الاتحاد الدولي على لاعب مشارك في تاريخ نهائيات كأس العالم، أما أقسى عقوبة سابقة فكانت من نصيب مدافع إيطاليا ماورو تاسوتي الذي قام بتوجيه كوع إلى لاعب منتخب إسبانيا لويس إنريكيه عندما أبعد ثماني مباريات في كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994م. وفي مطلع شهر مارس من العام 2017م أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إيقاف مهاجم مانشستر يونايتد زلاتان إبراهيموفيتش، ثلاث مباريات جراء توجيهه ضرب بالمرفق لوجه مدافع نادي بورنموث تيرون مينجز، ولم يشاهدها الحكام ولكن رصدتها الكاميرات. وفي نهاية شهر ديسمبر من العام 2017م أعلنت رابطة الدوري الإيطالي لكرة القدم، فرض غرامة مالية قدرها 2000 يورو والإيقاف 4 مباريات بحق لاعب كالياري جواو بيدرو، إثر تصرف أسفر عن طرده خلال مباراة فريقه أمام فيورنتينا في الدوري الإيطالي بسبب تعمده دهس قدم لاعب من الفريق المنافس بدون كرة. السهر وقلة النوم يُشكل خطر السهر حتى ساعات الصباح الأولى تهديداً لصحة الرياضيين الذين يمارسون الألعاب بشكل منتظم وخاصةً المحترفين، كما أنه يؤدي إلى خلل في حيات الشخص الرياضي من جميع نواحيها سواء الاجتماعية أو الصحية أو النفسية، والذي ينعكس بدوره على أدائه العملي والعلمي وضعف قدرته الجسدية خلال التمارين أو المنافسات الدورية. وأظهرت دراسة نشرها موقع سبورت 360 الإخباري خلال عام 2014م، وقام بها باحثون أن الذين يبقون مستيقظين وينامون لساعات متأخرة في الليل يواجهون صعوبة عند ممارسة الرياضة خلال النهار، والتي تعتبر سبباً للكسل والبدانة لدى الكثير من الناس. وذكر الباحثون الذين قاموا بالدراسة أن البالغين يجب عليهم ممارسة التمارين الرياضية ذات الكثافة المتوسطة لمدة 150 دقيقة يومياً. وتظهر النتائج أنه كلما تراجعت ساعات النوم كلما قلت قدرة الإنسان على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومن ثم اللجوء إلى الراحة والكسل، ما يساهم بصورة كبيرة في زيادة وزنه. وقال أخصائي اضطرابات النوم رالف داوني، لموقع “كلايفند كلينيك” الأمريكي: “إن فقدان ساعات قليلة من النوم يمكن أن يغير أداءك الرياضي، مضيفاً أن أكبر ضرر في فقدان النوم يكون للأشخاص في رياضات التحمل مثل: الجري أو ركوب الدراجات، ويرجع ذلك أساساً إلى أن قلة النوم تقلل من الدافع، أو الحافز وهو محرك رئيسي في الحفاظ على الأداء في رياضات التحمل. مع هذه الرياضة، غالبًا ما لا يجد الرياضيون الحافز الذي يساعدهم على المضي قدمًا حتى النهاية، و كلما قل نومك، قل احتمال استدعائك لهذا الدافع عندما تحتاج إليه، وأشار رالف داوني “إن فقدان النوم لم يساعد أي شخص أبدًا، لكنه يؤثر على رياضات التحمل أكثر من الرياضة المحدودة المدة”. وفي إحدى الدراسات، درس الباحثون أنماط النوم عند اللاعبين في فريق كرة السلة للرجال بجامعة ستانفورد وأفادوا أنه عندما عزز اللاعبون نومهم من معدل أقل من 7 ساعات في الليلة إلى 8.5 ساعات خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 7 أسابيع، تحسن أدائهم قاموا بخفض أوقات الركض من 16.2 ثانية إلى 15.5، وتحسنت نسبة رميهم بنسبة 9٪، وتحسنت نسبة النقاط الثلاث لديهم بنسبة 6٪ وتحسنت الحالة المزاجية ووقت رد الفعل أيضا على مدى الفترة وتقليل التعب. أضرار جسيمة ويُعد انخفاض اللياقة البدنية والقدرة على الركض بكفاءة من أضرار السهر على لاعب كرة القدم والرياضيين بشكل عام، بالإضافة إلى الآثار السلبية على قوة العضلات، فقد وجدت دراسة أسترالية أجريت عام 2011م على 10 رياضيين ذكور عن العلاقة بين قلة النوم والرياضة. واعتمدت الدراسة الخضوع لجلسات تمارين مختلفة تضمنت تمارين العدو بالإضافة إلى مجموعة من التمارين الذاتية ذات وتيرة متفاوتة الشدة، وقد أجريت العديد من الفحوصات قبل التجربة وبعدها، وتبين أن قلة النوم أدت إلى انخفاض معدل وإجمالي أوقات الركض، وكذلك انخفاض نسبة الجليكوجين العضلي. وقد يفسر الارتباط السلبي بين السهر والرياضة بأن السهر يؤدي إلى تقليل مستويات الطاقة عن طريق خفض مستويات هرمون التستوستيرون الذي يعزز القوة البدنية لدى الرجال والنساء، وكذلك الحد من تخزين الجليكوجين، علاوة على ذلك وجد أن من أضرار السهر على العضلات تقليل مستويات هرمون النمو الذي يساعد في استعادة الأنسجة العضلية، وإصلاحها، وإعادة بنائها، كما أنه يضعف ذاكرة العضلات. كما ويؤدي السهر وقلة النوم إلى ارتفاع خطر التعرض للإصابات أثناء ممارسة الرياضة نتيجة ردود الفعل السلبية العقلية والجسدية. فوفقاً لدراسة أمريكية أجرتها جامعة كاليفورنيا عام 2011م عن معدل الإصابات بين الرياضيين لتوضيح الارتباط بين قلة النوم والرياضة، فتبين أن معدلات الإصابة ارتفعت في اللاعبين الشباب الذين مارسوا الرياضة عقب ليلة نوم أقل من 6 ساعات، وقد أشارت الدراسة إلى أن النوم أقل من 8 ساعات زاد من فرص الإصابة بنسبة 170% مما يؤثر على مسيرة الرياضي. معدل النوم الطبيعي وتوصي مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية بمواعيد النوم هذه للأطفال في سن المدرسة من 9 إلى 11 ساعة، والمراهقون من 8 إلى 10 ساعات، والبالغين من 7 إلى 9 ساعات. كما ويوصي خُبراء النوم لمنصة الطبي على الإنترنت، بأن عدد ساعات النوم للرياضيين المثالية هي من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة، كما يحتاج الرياضيون النخبة الحصول على 9 ساعات من النوم على الأقل كل ليلة ومعاملة النوم بنفس أهمية التدريب الرياضي والنظام الغذائي. ويشجع الخبراء الرياضيين على النوم الإضافي قبل الأحداث مثل السفر إلى المسابقات، وقبل المنافسات شديدة، وأثناء أوقات المرض أو الإصابة. ويمكن تقدير احتياج الجسم من النوم لتجنب تأثير قلة النوم والرياضة، عن طريق تتبع هذه الملاحظات على مدار أسابيع. إذا وجد الشخص أنه ينام في غضون 20 دقيقة من الذهاب إلى الفراش ويستيقظ دون الحاجة للمنبه، فمن المحتمل أنه يحصل على قدر مناسب من النوم. أما إذا كان الشخص ينام فور وضع رأسه على الوسادة ويحتاج دائماً إلى منبه لإيقاظه في المعاد المحدد فمن المحتمل أنه يعاني من قلة النوم. وقدم خبراء النوم بعض النصائح التي تساعد الرياضيين على تحسين جودة نومهم لضمان حصول الجسم على ما يحتاجه من الراحة وتفادي أضرار قلة النوم والرياضة، ومن هذه النصائح: -تنظيم النوم على الساعة البيولوجية التي تستخدم إشارات بيئية معينة مثل درجة الحرارة والضوء لمعرفة الوقت المناسب للنوم، لذا فإن جعل غرفة النوم مظلمة وباردة يساعد في إرسال إشارة للجسم بأنه قد حان وقت النوم، وتجنب تناول الكافيين قبل وقت النوم، حيث أنه يعمل كمنبه ويزيد من يقظة الجسم، مما يسبب صعوبة النوم. -عمل روتين مُهدئ وقت النوم يُساهم على الاسترخاء وإعداد الجسم والعقل للنوم، فمثلا قد تساعد القراءة، أو كتابة اليوميات، أو أخذ حمام دافئ على الاسترخاء والنوم. -الحد من استخدام الإلكترونيات حيث تصدر الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة نوعاً خاصاً من الضوء يسمى الضوء الأزرق، والذي يتداخل مع إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي؛ مما قد يؤخر الشعور بالنعاس ويجعل من الصعب الذهاب للنوم. لذلك يساعد تجنب استخدام هذه الأجهزة قبل النوم على الراحة والنوم بعمق. وأخيراً، بعد التعرف على الآثار السلبية لقلة النوم والرياضة، ينبغي على الرياضيين الحرص على الحصول على قسط كاف من النوم لحياة صحية وتحقيق أهدافهم. أمر خطير وأوضح المدرب التونسي في كرة السلة الكابتن محمد بن عزوز، أن السهر يعتبر من الأمور الخطرة التي تهدد الرياضي وتؤثر في تكوينه الجسماني وتركيزه في التدريبات والمباريات وتعرضه لخطر الإصابات. وتابع “سهر اللاعبين يعتبر من أخطر الأمور التي تُؤرق بال المدربين في مختلف الألعاب، ولذلك يحرص المدربون وبالتنسيق مع الجهاز الإداري في اللعبة على عمل معسكرات داخلية قبل المباريات الرسمية، وذلك بدخول الفريق إلى مقر نادٍ أو أحد الفنادق المحلية قبل المباراة بيوم أو يومين من أجل ضمان السيطرة على وقت نوم اللاعبين في ساعات مبكرة، وإجبارهم على تناول وجبات تمد الجسم بالطاقة اللازمة خلال المنافسة، إلى جانب الطاقة المكتسبة من ساعات النوم المريحة، والتي تُساهم في رفع أداء اللاعب خلال المباراة وتخليصه من الضغوطات النفسية والجسدية، وبالرغم من معارضة بعض اللاعبين لهذه المعسكرات إلا أنها أثبتت نجاحها وفاعليتها في تحقيق النتائج المرجوة”. وأضاف المدرب الذي سبق له العمل في عدد من الأندية السعودية “السهر يتسبب بأضرار عديدة وأبرزها، ضعف المناعة الجسمية والتعرض إلى الأمراض المعدية مثل الزكام التهاب القصبات والإسهال المزمن، ودوخة وصداع وقلق وضعف في التركيز نتيجة نقص السكر وعملية إنتاج الطاقة بالخلايا العصبية، وإرهاق في الأعصاب والعضلات وضعف في اللياقة الجسدية، ويتسبب بمرض فقر الدم وسوء التغذية والضعف والوهن، كما أنه يساهم في ارتفاع الضغط الدموي والتوتر الشرياني، ويساهم في زيادة الوزن وخلل في عمل القولون، ما ينتج عنه زيادة في الغازات واضطراب في عمل الجهاز الهضمي، ويرهق عضلة القلب، واستنفاد الطاقة الكامنة في الألياف العضلية، ويتسبب السهر بضعف عام وهزل ونقص في نمو الأعضاء والجهاز الحركي المتمثل في العظام والعضلات، واضطراب في إفراز الإنزيمات الهرمونية وسوء امتصاص المواد الغذائية، كما أنه يتسبب بإرهاق الجسد ويضعف المجهود الجنسي، ويتسبب بمشاكل في الدورة التنفسية وخلل بالكبد والبنكرياس، ويُفقد الشهية ويسبب الإمساك المزمن ويرهق الدماغ ويتسبب باضطراب في التروية الدموية للدماغ، ونقص في الأوكسجين”. الإهمال واللامبالاة خطر الإهمال وعدم الالتزام من أهم المخاطر التي تهدد الرياضيين والرياضيات حينما يكون الإهمال ناتجا عن قصور في أدوات السلامة بمكان التدريب أو من الرياضيين أنفسهم، ونستشهد على ذلك بكارثة مصرع لاعب السباحة بنادي غزل المحلة الكابتن محمد طارق (18 عاماً)، الذي توفي غرقاً في حمام السباحة خلال شهر أكتوبر من العام 2015م، وجاءت وفاة اللاعب بعد اصطدام رأسه بالسلم الحديدي في حمام السباحة، عقب خروجه من الحمام، ما أدى لحدوث انفجار بالرأس عقب سقوط اللاعب داخل المياه. أيضاً وفاة لاعب كرة القدم الأرجنتيني إيمانويل أورتيجا (21 عاماً) متأثرا بجروح أصيب بها عندما اصطدم رأسه بالقاعدة الخرسانية لسياج مقام حول أرض الملعب، وانكسرت جمجمة أورتيجا ليتوفى لاحقا في مستشفى في بوينس آيرس، وذلك أثناء مباراة بين فريق نادي سان مارتن دو بورزاكو الذي يلعب له أورتيجا وفريق نادي يوفينتود يونيدا. وقضى عامل الإهمال وعدم الحرص على سلامة اللاعبين الصغار، على لاعب مركز شباب حي راشد التابع لمديرية الشباب والرياضة بسوهاج محمود علي (16 عاماً) إثر صعق بالكهرباء عقب ملامسته أحد الأسلاك العارية عقب خروجه وراء كرة خرجت خارج الملعب أثناء اللعب وتسلقه السور لإحضارها، وحصلت الحادثة في 20 نوفمبر من العام الحالي 2018م. في العاشر من شهر ديسمبر من العام 2018م، عُثر على جثة بطلة روسيا لرياضة الدفاع عن النفس بانكراتيون إيرينا ريبنيكوفا (15 عاماً)، داخل غرفة الحمام في شقتها، في مدينة براتسك. وقالت كبيرة مساعدي رئيس لجنة التحقيق في منطقة إيركوتسك، يوليا كيرتسكايا، لوكالة “آر جي”، إن الرياضية المراهقة، تلقت صعقة كهربائية قوية نتيجة سقوط هاتفها الجوال المتصل بجهاز شحن، خلال حديثها، في حوض ماء أثناء الاستحمام. وفي شهر أغسطس من هذا العام 2021م، أعلنت وكالة أريانا للأنباء عن وفاة لاعب منتخب أفغانستان لكرة القدم لدرجة الشباب زكي أنوري (19 عاماً) بعد سقوطه من طائرة عسكرية أمريكية، وتم تأكيد الخبر من قبل وزارة الرياضة في اليوم التالي. وكان زكي أنوري واحدا من آلاف الأشخاص الذين تدافعوا إلى مطار كابول في محاولة للهروب من أفغانستان. وتشبت البعض بطائرة من طراز سي-17 كانت على وشك الإقلاع. ضوابط تحكم اللاعبين وأخيراً نكون قد أكملنا طرح ومناقشة 11 خطراً تهدد حياة ومستقبل الرياضيين في العالم من خلال هذا الملف الذي بين أيدينا، وهذه المخاطر هي: تناول المنشطات، مشروبات الطاقة، المكملات الغذائية، أهمية شرب الماء، أمراض القلب، سوء التغذية، التدخل العنيف، الحوادث المرورية، السهر وقلة النوم، الإهمال واللامبالاة، وشرب الدخان. ومما يجب أن نُشير له بأن لاعبي كرة القدم في أغلب الأندية العالمية يخضعون لضوابط ولوائح صارمة للغاية تفوق في بعض الأحيان تلك التي يخضع لها الجنود في القوات المسلحة، الذين ينعمون ببعض الحرية خارج نطاق أوقات تأدية واجباتهم العسكرية، حيث تعتبر هذه الأندية لاعبوها حالةً خاصة، إذ أنه ينظر إليه كقدوة حسنة بالنسبة للمشجعين بمختلف الأعمار وكذلك لصغار اللاعبين، فعلى كل لاعب ينتمي لهذه الأندية أن يتسم سلوكه بالاستقامة والأخلاق، كما أن اللياقة تعتبر عاملاً مهماً بالنسبة للاعب، ويجب عليه أن يلتزم بأسلوب حياة يجعله مُحافظاً على تقديم أفضل أداء ممكن في الملعب، وعلى اللاعب أن يبتعد عن التدخين الذي يحظر في جميع منشآت الأندية والفنادق أثناء الرحلات والمعسكرات، ويتم كذلك تشجيع اللاعبين على اتباع نظم غذائية صحية والابتعاد عن شرب الكحوليات أو التقليل منها وتفادي المخدرات والحرص على النوم ساعات كافية في اليوم وعدم السهرِ. نماذج عالمية مُشرفة وإذا أردنا أن نجد مثالاً يُحتذى به وقدوة حسنة من لاعبي كرة القدم الحاليين على مستوى العالم في الالتزام والحرص على نفسه وسلوكياته في نمط حياته اليومي، نجد النجم العالمي البرتغالي ولاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي كريستيانو رونالدو والذي دخل سن الـ36 عاماً وهو مازال مُحافظاً على بنيته الجسمانية ولياقته البدنية وأداءه الفني داخل الملعب، ونفس الحال ينطبق على النجم العالمي الأرجنتيني ولاعب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ليونيل ميسي (34 عاماً)، فهما نجمان غنيان عن التعريف في تاريخ كرة القدم. وفي ذات السياق ولكن على مستوى أفضل الرياضيين في تاريخ الألعاب الأولمبية يبرز لنا السباح الأمريكي المعتزل مايكل فيلبس صاحب الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية الأولمبية التي حملها حيث حصل على 28 ميدالية أولمبية منها 23 ميدالية ذهبية وثلاث فضيات، وبرونزيتين، والذي يُعد أنجح رياضي في تاريخ الألعاب الأولمبية، وبالرغم من إعلانه في 2014م اعتزاله عن اللعب دولياً بعدما تم القبض عليه بتهمه قيادة السيارة مخموراً “في حالة سُكر”، الأمر الذي أوضع بسببه في السجن لمدة عام، ومنعه من المشاركة في بطولة الاتحاد الدولي للسباحة في العام 2015م بروسيا، إلا أنه أعترف بخطئه الذي أرتكبه وصحح مساره وعاد من جديد بعدها وشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016م، وحصد فيها 5 ميداليات ذهبية وواحد فضية، ومن ثم أعلن اعتزاله المشاركة بإرادته في نفس العام وهو في قمة مستواه بعد مسيرة أستمرت 24 عاماً، ومن أقواله الشهيرة: “أعتقد أنه لا يوجد مستحيل فقط الإنسان يحتاج إلى خيال واسع وإرادة من حديد”. ويأتي أيضاً العداء الجامايكي المعتزل يوسين بولت، الذي يُعد أحد أبرز الأساطير في تاريخ ألعاب القوى ومن أفضل الرياضيين في تاريخ الأولمبياد، الذي مازال يحمل الرقم القياسي العالمي لسباقي 100 متر و200 متر عدو، بالإضافة لسباق التتابع 4 × 100 متر عدو، وشهدت مآثره على المضمار حصوله على 8 ميداليات ذهبية أولمبية و11 لقباً عالمياً، قبل أن يعتزل في عام 2017م. وفي المقابل نجد أنه وبكل أسف هناك أبطال أولمبيون تم إيقافهم بتهورهم من خلال تعاطيهم للمنشطات وآخرون انتهت مسيرتهم، ففي مطلع شهر يونيو من هذا العام 2021م أعلنت وحدة النزاهة التابعة للاتحاد الدولي ل ألعاب القوى عن الإيقاف لمدة 5 سنوات للعداءة الأمريكية بريانا ماكنيل (30 عاماً) بطلة أولمبياد ريو دي جانيرو 2016م في سباق 100 م حواجز، وذلك بسبب عرقلتها مسلسل إدارة النتائج في خرق لقواعد مكافحة المنشطات للاتحاد الدولي، وهذا يعني خسارتنا لموهبة ونجمة رياضية بسبب عدم اللا مبالاة. “صلاح” ظاهرة عربية عالمية وعلى مستوى العالم العربي يبرز لنا لاعب نادي ليفربول الإنجليزي الدولي المصري محمد صلاح، صاحب الـ29 عاماً، والذي يستحق لقب “نجم العرب” فهو نموذج مشرف للرياضي المثالي، والذي يُعتبر قدوة حسنة للاعب العربي في كفاحه واجتهاده وأخلاقه الحسنة وتعامله الطيب داخل وخارج الملعب، والتزامه بواجباته كلاعب محترف من نوم مبكر وعدم السهر، واتباعه نظاما للغذاء الصحي بالمحافظة على والوجبات الثلاث، وشرب الماء الكافي والسوائل بكميات معقولة وكذلك الاهتمام بلياقته البدنية وتكوينه الجسماني، وحرصه على الابتعاد عن كل ما يُضره كمُمارس محترف للعبة تُعتبر الأولى في العالم وفي أقوى الدوريات العالمية “الدوري الإنجليزي”، كما أن كيفية التزامه بالبرامج المُعدة له حتى حينما يتعرض للإصابات، وحفاظه على دينه وصلاته، كل ذلك ساهم في أن يحقق نجاحات كبيرة مع منتخب بلاده والأندية التي لعب لها، وخاصةً نجاحه الباهر مع ناديه ليفربول الإنجليزي وتحقيقه لأرقام قياسية وجوائز ضخمة جعلت الجميع يحترمه من عرب وأجانب، وكسب محبة الصغار قبل الكبار في بلد “مهد كرة القدم” بفضل أسلوبه المتزن وفكره الواعي وأخلاقه الإسلامية الحميدة، ما جعله هدفاً دائماً للمؤسسات الخيرية والتطوعية في العالم، ونفتخر أن نختم به موضوعنا ونوصي الرياضيين العرب بالاستفادة بتجربة نجاحه داخل وخارج الملعب، ونفتخر أن نختم به موضوعنا ونوصي الرياضيين العرب بالاستفادة بتجربة نجاحه داخل وخارج الملعب. التوصيات إيجاد سبل الوقاية من هذه المخاطر الـ11 أو أي مخاطر أخرى بطرق عديدة وأساليب حديثة، من خلال التعاون المُشترك بين وزارات الرياضة والشباب والاتحادات والأندية الرياضية ومُختلف وسائل الإعلام في كل بلد حتى نخلق جيلاً رياضياً قوياً مُدركاً لأهميته وقيمته، يعرف ماهي المخاطر التي تهدد مستقبله الرياضي، والأسباب التي تزيد من عمره في ممارسة لعبته المفضلة، والسبل التي تجعله بعيداً عن الإصابات الخفيفة والخطيرة والعوامل التي تُعزز من استمراريته في العطاء والتألق، والبُعد عن العادات والسلوكيات الخاطئة التي قد تُنهي مشواره الرياضي أو تقضي على حياته في سن مُبكرة. بحث وتوقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين الدول العربية والأجنبية والاتحادات القارية للتوعية والتثقيف بأهمية البعد عن الأخطار التي تهدد الرياضيين، والعمل على عقد منتديات ومؤتمرات سنوية دولية بحضور أهم النجوم العالميين في مختلف الألعاب. الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (WADA) تبذل جهداً رائعاً لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، ولكنها مُطالبة أيضاً بتفعيل دورها بشكل أكبر مع المنظمات والجهات التي تتشارك معها في القضاء على هذه المنشطات بكافة أشكالها، وخاصةً مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) التي يقع على عاتقها الشيء الكثير للتوعية بالأخطار التي تُهدد الرياضيين في العالم أجمع. يقع الحمل الأكبر على اللجنة الدولية الأولمبية، والتي يصل أعضاؤها إلى 206 لجان أولمبية وطنية، ففي كل أولمبياد يتم اكتشاف عدة حالات تناول منشطات، وهي مُطالبة -بجانب ما تقوم به- بتقديم برامج توعوية توضح تأثير مخاطر المنشطات على صحة الإنسان، والتأكيد على المنافسة الشريفة بين الرياضيين في العالم. تحسين البيئة الرياضية في الأندية من خلال توفر كافة البنى التحتية المهيأة والتي تتضمن وجود انظمة ووسائل السلامة للحفاظ على اللاعبين من أي أخطار قد تنجم عن قصور وإهمال في المنشأة الرياضية، أو من جانب المدربين أو الإداريين المشرفين على هذه الألعاب. توقيع اتفاقية مُلزمة بين وزارات الرياضة والشباب ووزارات الصحة ووزارات الإعلام في الدول؛ لتحقيق هدف مشترك يهم الطرفين، وهو حماية الرياضي، من خلال جوانب عديدة أهمها: الفحص الشامل على الرياضيين كل 4 أشهر على أقل تقدير للتأكد من سلامة القلب وأي أمراض أخرى. الإشراف على عيادات الأندية وتطويرها وتحديثها بأجهزة متطورة. حملات تثقيف “ندوات ومؤتمرات” في الأندية والاتحادات الرياضية. الاهتمام بالطرح الإعلامي المفيد البناء الذي يخدم الرياضيين. الحث والتشجيع على الإقبال على الرياضة بشكل صحيح وسليم. استثمار شعبية وجماهيرية النجوم الرياضيين المشاهير في القيام بحملات علاقات عامة في مُختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بأهمية المخاطر التي تُهدد الرياضيين وأثرها على جسم الإنسان ومستقبله. تطبيق المناهج التدريبيّة المتطوّرة مُنذ الصغر، والتي ترتكز على عامل البُنية الجسمانية القوية للاعبين مُنذ الصغر، وتطبيق النظام الغذائي الصحي، وثقافة شرب الماء بكمية كبيرة، والابتعاد عن السهر، وكيفية تلافي الإصابات في التدريبات والمباريات، والحذر من مشروبات الطاقة والتدخين بكل أنواعه وما تُسببه من أمراض خطيرة، وعدم تعاطي الأدوية دون استشارة الجهاز الطبي والتي قد تحتوي لا سمح الله على مواد منشطة أو محظورة تتسبب بإيقافهم، وتثقيفهم بما هو يفيدهم وما هو ضار لهم. الاتحادات العربية لمختلف الألعاب، دورها مُهم جداً حينما تقوم بدورات وندوات توعوية على هامش البطولات التي تنظمها حتى يكون دورها مُكملاً لعمل الاتحادات الوطنية في البلدان العربية من ناحية الوعي والتثقيف للاعب الرياضي العربي بكل ما يُهدد مستقبله ويشكل خطورة على حياته ومستقبله. المدراس التعليمية بكافة مراحلها العمرية وخاصةً مُنذ الصغر والجامعات، لها دور كبير وملموس في التوعية بأخطار شُرب التدخين ومشروبات الطاقة على الإنسان العادي أو الإنسان المُمارس للرياضة، وذكر أضرارها والأمراض التي تُسببها لجسم الإنسان. التنسيق الكامل والمشترك مع وزارة الداخلية من قبل وزارة الرياضة والشباب في كل بلد عربي لعمل خطط وإستراتيجيات للتوعية المرورية والأخطار التي تُهدد السائق للسيارة أو الدراجة النارية أو الدراجة العادية، فأكثر حوادث الرياضيين ناجمة عن قصور في الالتزام بأنظمة السياقة والسلامة المرورية. يتطلب من المدربين والإداريين في الأندية العمل على توعية اللاعبين بضرورة تجنب العنف الزائد والخشونة المفرطة في المباريات، والتأكيد عليهم بأن اللعب النظيف والأخلاق والروح الرياضية هي أهم سمات اللاعب الناجح. الرياضيون الذين خسرناهم خلال السنوات الماضية -ذكوراً أو إناثاً- لهذه الأسباب التي ذكرناها لا يعني أنها مقصورة عليها، فهناك مخاطر أخرى لوفاة الرياضيين قد تخفى علينا وسنكتشفها من خلال عمليات البحث وتسليط الضوء عليها بمختلف وسائل الإعلام؛ حتى نُساهم في تقليل حجم خسائرنا البشرية للمواهب الرياضية في المملكة العربية والسعودية وكافة الدول العربية والأجنبية.
مشاركة :